تضافر الجهود لإعادة الحياة إلى فلج صعراء بالبريمي
بمبادرة أهلية -
بعد انقطاعه عن الجريان لمدة تقارب 15 عاماً بسبب الجفاف الذي تعرضت له المنطقة في تلك الفترة وما تبعه من انهيارات في مجرى الفلج، تضافرت جهود المواطنين بولاية البريمي لإحياء فلج صعراء أحد الأفلاج الداودية الشهيرة في الولاية، الذي يبلغ طوله على ما يقارب (6000) متر ويروي حوالي (8000) نخلة، إضافة إلى الأشجار والمزروعات الأخرى في واحة صعراء بمركز ولاية البريمي التي تُسقى بعد انقطاع الفلج عبر الآبار التي حفرها المواطنون لتغطية النقص في المياه.
حيث باشر المواطنون من أبناء الولاية وبجهود أهلية ودعم ومساندة من أهل الخير في تتبع مسار الفلج من أم الفلج نزولاً إلى الشريعة والتأكد من توافر المياه فيه والحالة الإنشائية لساقيته الرئيسية وتحديد مواقع الانهيارات، ووضع خطة عمل للبدء في تنظيف مجرى الفلج وساقيته المغطاة بمشاركة الأهالي وبعض المختصين، وأسفرت عمليات التنظيف عن معرفة الكميات الجيدة من المياه، كذلك تم اكتشاف الكثير من المخلفات الناتجة عن الانهيارات والعبث في مسار ساقيه الفلج مما تطلب النزول للساقية عبر الثقاب لتنظيف المجرى الأمر الذي شكل صعوبة بالغة للقائمين على عملية التنظيف لعدم معرفتهم الجيدة بالحالة الإنشائية للسواقي والأسقف في المجرى الرئيسي للفلج مما تطلب توفير احتياطات السلامة لفريق العمل القائم بعمليات الصيانة والتنظيف وتشمل عمليات التنظيف أعمال تنظيف المخلفات من بقايا الانهيارات والمخلفات الأخرى وتمهيد المجرى الرئيسي للفلج وصيانة السواقي والأسقف التي تحتاج لذلك لحمايتها من الانهيار بعد تدفق المياه.
والجدير بالذكر أن فلج صعراء يمر بالقرب من مخطط سكني حديث وتقام على أطراف قناة الفلج بعض المباني الحديثة، كما تعبر المركبات على مساره في بعض المواقع مما سوف يزيد من فرص الانهيارات في المجرى مستقبلاً، ويتطلب العمل على سرعة حمايته والحفاظ عليه، كما يأمل الأهالي بهذه المبادرة إلى عودة الحياة للفلج الذي ظل يتدفق لطيلة عشرات السنين قبل أن يقل منسوبه تدريجيا حتى جفافه في تسعينات القرن الفائت، كما يرجو أفراد المجتمع سقي مزارعهم مرة أخرى بمياه الفلج التي تشكل جزءا من حياتهم اليومية ومصدر رزق لهم، إضافة إلى استرجاع بعض الذكريات لدى الكبير والصغير من أبناء المنطقة، وتعود معه تلك الحركة السياحية والاقتصادية بالولاية.