الاقتصادية

التصنيع السمكي.. فرصة لاستغلال الموارد المتنوعة في إنتاج الغذاء

22 يناير 2017
22 يناير 2017

يعد قطاع الثروة السمكية من القطاعات الاقتصادية والإنتاجية المهمة في السلطنة وذا دور كبير في دعم الاقتصاد الوطني فهو على رأس القطاعات غير النفطية التي تدر دخلا للبلاد وذلك يتوافق مع الجهود المبذولة في تنويع مصادر الدخل وهذا القطاع يمتاز بتوفر فرص إنتاجية واستثمارية مغرية لوجود موارد سمكية متعددة ومتنوعة ويتيح التصنيع السمكي الفرص المناسبة في الاستغلال الأمثل للثروة السمكية وغيرها من الثروات البحرية في التصنيع الغذائي وذلك في وجود صناعات سمكية متطورة باستثمارات مالية مناسبة وتوطين تطبيقات التكنولوجيا الحديثة وتشغيل الأيدي العاملة الوطنية وإكسابها مهارات وخبرات العمل اللازمة.

ويعد التصنيع السمكي من المحاور الأساسية والمهمة في قطاع الثروة السمكية وتزداد أهميته وسط ظروف الأزمة الغذائية التي شهدها العالم قبل أعوام وما تمثله تلك الأزمة من تهديد جدي وخطير على البشرية ومن البدائل التي يعول عليها ويعلق العلماء والمختصون الكثير من الآمال على الأسماك والثروات البحرية لتجاوز مشكلة نقص الغذاء وارتفاع أسعاره حيث إن الأسماك بمختلف أنواعها والروبيان والحبار والشارخة وحتى الطحالب البحرية والأعشاب وغيرها من الكائنات البحرية تمثل رصيدا غذائيا كبيرا وغير مكلف من ناحية الإنتاج وتحضير المنتجات الغذائية وهنا نستحضر قول الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم : (وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحما طريا وتستخرجوا منه حلية تلبسونها وترى الفلك مواخر فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون) صدق الله العظيم.

أهمية مستمرة

إن أهمية التصنيع السمكي من ناحية تحقيق الأمن الغذائي لا تخفى على أحد فاستغلال الموارد السمكية في التصنيع السمكي يساهم من الحد من الهدر لتلك الموارد ويساعد على وجود منتجات محلية تغطي حاجة السوق المحلي كما أن الفائض منه سيوجه للتصدير الذي لا يقتصر جانبه الايجابي على المحور الاقتصادي المتمثل في العائد المادي بل الجانب الثقافي حاضر أيضا فالتعريف بالبلد المنتج في الخارج ميزة إيجابية أخرى تهدف إليه الكثير من الدول في العالم والتي أصبحت تشتهر بإنتاجها منتجات سمكية محددة .

وتتنوع مشاريع التصنيع السمكي القائمة في مختلف محافظات السلطنة إلا أن القاسم المشترك بينها هو تكامل تلك الصناعات واعتمادها على الموارد السمكية الكبيرة والمتنوعة وعلى سبيل المثال نجد صناعة تعبئة الأسماك تتكامل مع صناعة تعليب شرائح الأسماك وصناعات منتجات القيمة المضافة وصناعة الزيوت من الأسماك وصناعة مسحوق الأسماك وبصفة عامة نجد العديد من الصناعات السمكية في السلطنة حيث هناك مشاريع تعليب الأسماك بمختلف أنواعها ومشاريع تعبئة وتعليب شرائح الأسماك وتعليب شرائح أسماك التونة ومشاريع إنتاج منتجات القيمة المضافة ومشاريع تعليب بعض المنتجات البحرية كالروبيان والحبار ومشاريع إنتاج زيوت الأسماك وغيرها من المشاريع السمكية المنتجة اقتصاديا.

تكنولوجيا متطورة.

تعتمد مشاريع التصنيع السمكي القائمة في السلطنة على تطبيقات التكنولوجيا الحديثة ويتضح ذلك من معدات وأدوات التصنيع والتقطيع والتغليف والتعبئة حيث تساهم تلك التطبيقات في اختصار الجهد والوقت وزيادة الإنتاج مع المحافظة على متطلبات الجودة، كما تساهم مشاريع التصنيع السمكي في توفير فرص العمل وتوظيف الأيدي العاملة الوطنية وإكسابها المهارات والخبرات اللازمة للعمل مما ينعكس إيجابيا في تطوير قطاع الثروة السمكية في السلطنة وبالتالي دعم الاقتصاد الوطني.

فرص استثمارية.

يتيح قطاع الثروة السمكية مجالات واسعة للاستثمار في مجال التصنيع الغذائي وهناك إمكانيات كبيرة متمثلة في الموارد السمكية المتنوعة تنتظر المستثمرين للدخول في غمار هذا الاستثمار وتتزايد أهمية التصنيع الغذائي في قطاع الثروة السمكية مع توفر تطبيقات تكنولوجية حديثة تسهم في نجاح الصناعات السمكية ووجود أسواق متاحة للتصدير داخليا وخارجيا يمكنها استيعاب الإنتاج الغذائي، وهناك أيضا فرص العمل التي يمكن أن توفرها مشاريع التصنيع الغذائي في القطاع السمكي للأيدي العاملة الوطنية.