904894
904894
العرب والعالم

هزيمة «الإرهاب المتطرف» أول هدف خارجي لسياسة الإدارة الأمريكية الجديدة

21 يناير 2017
21 يناير 2017

الكرملين: بوتين سيتصل بترامب خلال أيام لتهنئته -

عواصم - (رويترز): جاء في بيان نشر على الموقع الإلكتروني للبيت الأبيض بعد لحظات من تنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة أن إدارة ترامب ستجعل من هزيمة «جماعات الإرهاب المتطرف» الهدف الأول لسياستها الخارجية.

واستغل ترامب خطاب تنصيبه للتعهد «بتوحيد العالم المتحضر ضد الإرهاب المتطرف الذي سوف نستأصله تماما من على وجه الأرض».

وفي البيان الذي عنوانه «أولويات السياسة الخارجية لأمريكا» قالت إدارة الرئيس الجمهوري «هزيمة تنظيم داعش وجماعات الإرهاب المتطرف ستكون أولويتنا العليا».

وقالت الإدارة الأمريكية الجديدة: إنه من أجل «هزيمة وتدمير» تنظيم داعش والجماعات المماثلة فإنها «ستنتهج عمليات عسكرية نشطة مشتركة وضمن تحالف عندما يكون ذلك ضروريا» لقطع التمويل عن الجماعات الإرهابية وتوسيع تبادل معلومات المخابرات واستخدام «الهجمات الإلكترونية» لعرقلة الدعاية ومساعي التجنيد.

ولم يقدم البيان أي إشارة بشأن كيف ستختلف سياسات ترامب عن سياسات سلفه الديمقراطي باراك أوباما.

وانتهجت إدارة أوباما أيضا تلك الاستراتيجيات في مفهومها الواسع: العمل مع حلفاء أوروبيين وفي الشرق الأوسط في حملة قصف تستهدف قادة تنظيم داعش وبنيتها التحتية النفطية وإجازة عمليات للقوات الخاصة الأمريكية ضد الجماعة المتشددة واستخدام العقوبات وأساليب أخرى لقطع التمويل عنها.

وردد خطاب ترامب والبيان انتقاداته أثناء حملته الانتخابية لكل من أوباما وهيلاري كلينتون منافسته الديمقراطية في انتخابات الرئاسة لعدم استخدامهما عبارة «الإرهاب المتطرف» لوصف داعش وغيرها من الجماعات المتشددة.

وبدا أن بيان البيت الأبيض يدعو أيضا إلى علاقات أفضل مع روسيا وهو شيء قال ترامب إنه سيسعى إليه.

وقال البيان «نحن نكون دائما سعداء عندما يصبح أعداؤنا القدامى أصدقاء وعندما يصبح أصدقاؤنا القدامى حلفاء».

ورفض ترامب انتقادات بأنه حريص جدا على أن يجعل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حليفا.

وجدد البيان تعهد ترامب أثناء حملته الانتخابية بالانسحاب من اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادي للتجارة الحرة مع آسيا التي تزعمها أوباما لكنه لم يتمكن من تمريرها في الكونجرس.

وقال ترامب دون أن يذكر تفاصيل: إن الاتفاقيات التجارية الدولية أضرت بالعمال الأمريكيين.

وقال البيان «سيعمل الرئيس ترامب على ضمان أن سياسات التجارة في عهده ستنفذ بوساطة الشعب ولصالحه وستضع أمريكا أولا».

وفي بيان منفصل على الموقع الإلكتروني للبيت الأبيض قالت إدارة ترامب: إنها تعتزم تطوير منظومة «متطورة جدا» للدفاع الصاروخي للحماية من الهجمات من إيران وكوريا الشمالية.

ولم يوضح هل سيختلف هذا النظام عن أنظمة قيد التطوير حاليا ولم يحدد تكلفته ولم يذكر كيف سيجري تمويله.

في السياق نقلت وكالة الإعلام الروسية عن ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين قوله إنه من المتوقع أن يتحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هاتفيا مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال الأيام المقبلة لتهنئته على تولي المنصب.

كانت وكالة تاس للأنباء نقلت عن بيسكوف قوله إنه من المستحيل حل أزمة سوريا بطريقة بناءة دون مشاركة الولايات المتحدة.

وذكرت الوكالة نقلا عنه أن بوتين مستعد للقاء ترامب لكن تحضيرات اللقاء المحتمل قد تستغرق شهورا وليس أسابيع.

وأضافت: إن بيسكوف قال لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) «لن يكون هذا في الأسابيع المقبلة. دعونا نأمل في الأفضل وهو أن يعقد الاجتماع في الشهور المقبلة».

إلى ذلك قالت وسائل الإعلام الرسمية في الصين أمس إنها تأمل بأن تفهم الإدارة الأمريكية الجديدة للرئيس دونالد ترامب أهمية العلاقات مع الصين ولكنها قالت إنه يجب أيضا على بكين الاستعداد للأسوأ.

وخلال الحملة الانتخابية احتج ترامب بقوة على الصين واتهمها بسرقة وظائف الأمريكيين وأثار أيضا غضب الصين بتلقيه اتصالا من رئيسة تايوان التي تعتبرها الصين إقليما منشقا ليس له حق في إقامة علاقات خارجية رسمية.

وعلى الرغم من عدم إشارة ترامب بشكل مباشر إلى الصين في كلمته خلال حفل تنصيبه فقد وجه إشارة تنم عن التحدي بقوله إن الاستعانة بمصادر خارجية للتوظيف أضر بالعمال الأمريكيين.

وفي تعليق في الصفحة الأولى قالت الطبعة الخارجية لصحيفة الشعب اليومية الناطقة بلسان الحزب الشيوعي الصيني الحاكم: إنه يجب على كل من الدولتين عدم محاولة إخضاع الأخرى بالقوة ولكن البحث عن تعاون يحقق المكسب للجانبين وإدارة خلافاتهما.

وأضاف التعليق «يجب على الحكومة الأمريكية الجديدة أن تدرك أنه من الطبيعي لهذين البلدين العظيمين أن يكون لديهما مشكلات وخلافات.

من المهم السيطرة وإدارة الخلافات وإيجاد وسيلة لحلها.

«الصين تأمل بأنه يمكن أن يكون تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد نقطة بداية جديدة لتطوير العلاقات الصينية - الأمريكية.

«النمو المستقر والصحي للعلاقات يتفق مع مصالح الشعبين وهو التوقع المشترك للمجتمع الدولي».

وأشارت صحيفة جلوبال تايمز وهي الصحيفة الشقيقة لصحيفة الشعب إلى أنه على الرغم من أن ترامب قال الكثير عن الصين فإن سياسته الفعلية لم تتشكل بعد.

وقالت في مقال افتتاحي «قطعا إدارة ترامب تريد تعزيز الصادرات إلى الصين وإعادة مصانع من الصين إلى الولايات المتحدة.

تايوان ستكون مجرد ورقة مساومة بالنسبة لهم لممارسة ضغط تجاري على الصين».

وأضافت: إن سياسة صين واحدة لترامب ستتوقف على مدى تفهمه بشكل جيد للمصالح المتداخلة لأكبر اقتصادين في العالم وما إذا كان متحمسا بما يكفي لتغيير الهيكل القائم بالقوة.

وقالت: ما من شك في أن إدارة ترامب ستشعل «حرائق» كثيرة على أبوابها الأمامية وفي شتى أنحاء العالم. فلننتظر ونرى متى سيكون دور الصين.