ahmed-ok
ahmed-ok
أعمدة

نوافـذ :متقاعد زعلان .. «تعقيبات وتعليق»

20 يناير 2017
20 يناير 2017

أحمد بن سالم الفلاحي -

[email protected] -

أحدث المقال الذي نشر في هذه الزاوية تحت عنوان «متقاعد زعلان» يوم السبت الماضي 14/‏‏1/‏‏2017م، مجموعة ردود متفاوتة، ولكنها أجمعت كلها على ما ذهب إليه الطرح، وهو وجود إشكالية إدارية تتعلق بحقيقة العلاقة القائمة بين المسؤول والموظف، وهي الإشكالية التي تعاني منها الكثير من المؤسسات، وهي من الأسباب الجوهرية لإقدام الكثيرين على التقدم بالاستقالة من وظائفهم قبل انتهاء سن الخدمة القانوني المقرر في قانون الخدمة المدنية، وهو بلوغ السن الـ«ستين» عاما من العمر، والذهاب الى معترك البحث من جديد عن وظيفة أخرى، لعلها تحقق شيئا لهذا الباحث عن الوظيفة لم تحققه له الوظيفة السابقة التي استقال منها، كما أجمعت الآراء التي وصلتني؛ والتي أنشر بعضها هنا بغير أسماء أصحابها؛ حفاظا على خصوصياتهم، على أن التكريم أيا كان نوعه يبقى أحد المحفزات المهمة في حياة الموظف، لكي يعطي ويخلص في هذا العطاء.

ومن التعقيبات التي وصلت؛ فقد كتب أحدهم: «التعامل الحسن والتقدير اللائق عند التقاعد مهم جدا ويؤثر في نفسية المتقاعد وهذا ما لا نحسنه في المؤسسات الحكومية» وعقب آخر: «المتقاعدون يملكون خبرات كبيرة في مختلف التخصصات العلمية والعملية والمهنية والكثير لديهم الطاقات المتجددة التي خسرتها الحكومة عبثيا... وهنالك الكثير من الخبرات ما زالت مستمرة في الحكومة وغير مفعلة؛ لأن المسؤول لا يستسيغها»، أما الثالث فقال: «متقاعدون باحثون عن عمل؛ فعلا هي مأساة لكن لعل هذا الموضوع فاتحة لأعين الكثيرين من المسؤولين الهاضمين لحق الغير، لأن هذا مصير ينتظرهم، لأن هناك من لا يعطي نفسه فرصة للتفكير في مثل هذا المصير ويعامل الوظيفة على أنها غاية، كما تفضلتم، وهم كثر بل وربما يمثلون السواد الأعظم من العاملين. أحسنت!» وكتب رابع: «ينبغي على كل متقاعد أن يشعر بأنها سنة الحياة وحان الوقت لأن يكون لنفسه مشروعه أو هواياته أو مبتغاه، ويضيف: «عجبوني الكويتيين او بعض الخليجيين من يطلع تقاعد يكون لنفسه شيئا خاصا»، ومن التعليقات المؤثرة حقا: «ما زلت شيخنا تضع يدك على الجرح ويذرف قلمك حبر الضمير» ومثله: «هذا ذكرني بشخص معنا في الدوام طلعوه تقاعد حتى حفلة وداع ما سووا له، وكان زعلان من الشركة واجد، وليش تخلو عنه بهذه الطريقة» وهناك من تساءل: «والله يعين المتقاعدين من القطاع الخاص أيضا، ماذا سيكون مصيرهم؟ والله المستعان» وهناك من بعث بتعليقات متفائلة مثل: «أنا متقاعد سعيد» وهناك من اتسعت رؤيته أكثر وعرج الى جوانب ذات علاقة غير مباشرة: «مقال رائع عن المتقاعدين، يمكن أن يكون المقال القادم عن تآكل الرواتب التقاعدية بسبب التضخم، وارتفاع النفط، والخدمات الحكومية الأخرى وتخفيف الدعم».

وهناك تعليقات مثنية، وأخرى مؤكدة «كلام جميل ومنطقي وعين الحقيقة»، ويصعب إدراج كل التعليقات التي وصلت على هذا الطرح؛ حيث تم الانتقاء منها، وكل ما وصل يؤكد أن اتخاذ قرار التقاعد ليس يسيرا اتخاذه لأنه سيترتب عليه التزامات أخرى، ربما تكون غير منظورة في لحظة اتخاذ هذا القرار، وهذا الأمر عند من لا يملكون رؤية واضحة لما هم مقبلون عليه في مرحلة ما بعد التقاعد، ولذلك ينكفئ البعض عن الإقدام على اتخاذ هذا القرار، ومن الفهم المرتبط بهذا الجانب أيضا، أن هناك من ينظر الى الوظيفة على أنها غاية، وهؤلاء يقعون في مطب الافتتان بالوظيفة وعدم القدرة على التخلص منها، أما من ينظر إليها على أنها وسيلة موصلة الى غاية أسمى، فهؤلاء يكونون أقل ارتباكا في المشهد عندما يجدون أنفسهم بين الجدران الأربعة في المنزل، حيث يتخلى عنهم أقرب أصدقائهم وزملائهم.