900941
900941
إشراقات

الصبغة الحضارية في التعايش وسمة التسامح بين الشعوب

19 يناير 2017
19 يناير 2017

ضرر التطرف الشائن -

د.صالح بن سعيد الحوسني -

بُعث النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- في بيئة بعيدة كل البعد عن المدنية والحضارة، وكانت تشتعل فيها الفتن والثارات والعداوات لأتفه الأسباب، فكان الناس في شقاء وعنت بسبب غياب ميزان العقل والحكمة الذي تُوزن به الأمور، فالقوي يأكل الضعيف ويعتدي عليه، ويسلبه ما يملك، وكانوا يفتخرون بانتسابهم للقبلية وفيها يصالحون أو يخاصمون، فجاء نبينا العظيم بمنهج الحق، ورسالة الأمن والاطمئنان؛ فتهذبت الطباع، وصلحت النفوس، ووضحت السبل، وتميزت المناهج، فأمْن الناس بعد خوفهم، وسكنت النفوس بعد اضطرابها، واختفت تلك العصبيات القبلية، وأصبح الناس كما وصفهم القرآن: (إنما المؤمنون إخوة).

وكان من أمر الشيطان أن ناصب الإنسان العداء منذ اللحظة الأولى، فلم يرق له ذلك الصفاء الحاصل بين المسلمين، وأزعجه تمام الوئام والألفة بينهم، وكدره التعاون والمحبة الشديدة فيما بينهم فأعمل جهده ليهدم كل جسور التواصل، وينسف حصون المحبة والانسجام فيما بينهم عن طريق إثارة النعرات العصبية والمذهبيات الضيقة؛ حتى ينشغل الناس بها، ويتراشقون بمختلف الألقاب والأسماء البغيضة، فيتركوا عظائم الأمور، ومهم الأعمال وينشغلوا بتوسيع الهوة الحاصلة فيما بينهم، فتتأزم الأمور، وتضيع مقاصد الدين، وتتجه الهمم لمحاولة تنقيص الآخر، والتقليل من شأنه ودوره، بل ورميه بأقذع الألقاب، وأسوء الصفات، والتفتيش عن نقيصة أو مثلبة تضخّم ويُتفنن في عرضها وترويجها على العامة أو أنصاف المتعلمين بشتى الوسائل والحيل، وعندها تسوء الأمور وينفرط عقد الأمة المترابط، وتضعف القوى، ويتنمر الطرف الآخر، وتبرز أنيابه، ويشحذ مخالبه مفتشا عن عورات يظهرها، وسوآت يكشفها، وعيوب يبرزها، فتجند الأقلام، وتسود الصحائف، وتنفق النفقات الواسعة إمعانا في توهين الطرف الآخر ودحره، والتأثير على أتباعه ونشر الشائعات، وترويج الأكاذيب لطمس الحقائق، وتغييب البراهين، ولربما لمحاولة الاستكثار من أتباع الطرف الآخر لتوهين أمره، وتشويه صورته.

وليت هذا التلاسن والتطاحن والتراشق بين المخالف في العقيدة والفكر لإرجاعه إلى الحق، وتبصيره بالصواب، وتوجيهه إلى الخير، وكفه عن الباطل، وإنقاذه من الهلاك لهان الخطب وتبدد الشر، ولكنه وللأسف بين المسلم والمسلم؛ بين إخوة تجمعهم أعظم الأواصر، وأشد العرى، وأقدس المواثيق، وهنا مكمن المرض العضال الذي يحتاج منا إلى وقفة متأنية لبيان أسباب هذه المعضلة العظيمة، والكارثة الماحقة، التي لا بد وأن يجتمع الجميع على الوقوف ضدها صفا واحدا؛ لإطفاء لهيبها وإخماد نيرانها، وكتم أنفاس دخانها حتى لا تمتد كثيرا فتأتي على الأخضر واليابس، والقليل والكثير، وتصبح كالإعصار الهائج الذي لا يبقي ولا يذر.

إن العاقل عليه أن ينظر إلى أحداث التأريخ نظرة تفكر وتدبر وتعقل؛ فيأخذ مما وقع لغيره عبرة وفكرة؛ فالتاريخ يظهر متجددا بآثاره وقضاياه الكونية التي قلما تتبدل أو تتغير، فكثير من الممالك والشعوب والحضارات ما كانت لتزول لو أنها قضت على الفتن في مهدها، وحاربتها محاربة لا هوادة فيها حتى تنتصر عليها، وما نشاهده ونراه ماثلاً عيانًا من حال بعض الدول التي تصدع بنيانها، وذهبت ريحها، وخارت قواها وذهب عزها إلا بعد أن وجدت الفتنة بيئة مهيأة لنمو التطرف البغيض والتعصب المقيت، بل وأصبح الأعداء يرثون لحالها ومآلها، والأمر لله من قبل ومن بعد. إن الواجب على كل مسلم أن يحارب كل دواعي الفتنة والتطرف والتحزب بالعقل والمنطق، بشتى الوسائل والأساليب وذلك انطلاقا بإيمانه العميق بضرورة الخلاف وتعدد وجهات النظر بين البشر، فادعاء الحق المطلق في كل صغيرة وكبيرة أمر بعيد عن الصواب كل البعد؛ فكل شخص يُؤخذ منه ويُرد، وما دام مقصد الجميع الحق، وغايتهم رضا الله تبارك وتعالى فإن ميدان الخلاف واسع كالصحراء الكبيرة المترامية الأطراف، وخاصة مع الأدلة التي تحتمل وجهات النظر، وهو أمر واقع حتى في عهد النبي صلى الله عليه وسلم حينما أمر أصحابه بعد غزوة الخندق بالتوجه إلى يهود بني قريظة قائلا لهم «لا يصلين أحدكم العصر إلا في بني قريظة»، فأدركت الصلاة بعضهم قبل وصولهم فأدوها لأنهم ظنوا أن الأمر لا يعني تأخير الصلاة عن وقتها بقدر ما هو الاستعجال وحث المسير، وأخرّها آخرون انطلاقا من صريح الأمر النبوي؛ فما عاب النبي الكريم أحدا منهم في فهمه.

ومن هنا يبرز دور العلماء في توجيه الأتباع لضرورة احترام الآخر مهما بلغ فكره من الوهن والضعف، وعدم التعدي عليه بالسباب والشتم والتنقيص، والاستخفاف والطعن، فإن هؤلاء العلماء هم القدوة في الخير، والموجهين إلى المعروف، والناهين عن الشر، فهم يقدرون مآلات الأمور، وعواقب استنقاص الآخرين بما رزقهم الله من عقول راجحة، وأفهام مستنيرة قادرة على وضع الأمور في مواضعها، وإن بدأ أحد أتباعهم بإظهار ما يعكر حسن الخلق مع الآخر، وينشر بسببه مواد الفتنة، ويحرك دخائل الشر، ويحفز الآخر للرد فإنه من الخطأ الفادح أن يقف العلماء في موقف المتفرجين، من دون حراك أو ردة فعل تنبه المخطئ وترجعه إلى الحق، والأخطر من ذلك كله أن يستمد الأتباع وقود الفتنة والتطرف من أولئك العلماء والذين هم بحق أهل سوء وشؤم، وليسوا من العلم في شيء.

لقد عاش النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه في جوار أشد الناس عداوة للذين آمنوا ألا وهم اليهود، فما استنقص من قدرهم، أو عاملهم بغير خلقه الكريم، فهل من يشترك معنا في أساس الدين والعقيدة تضيق أخلاقنا في التعامل معه، وتتكدر نفوسنا عند رؤيته، فالواجب علينا أن نقتدي بخلق النبي -صلى الله عليه وسلم- في التعامل مع الآخرين، وأن نجعل الأخلاق الإسلامية الراقية أساسا في التعامل مع الناس أجمعين وخاصة مع إخواننا في الدين.

ومن طرق التغلب على ظاهرة التطرف والتحزب الخبيثة أن يكون هناك لقاءات وحوارات أخوية صادقة يتم فيها التأكيد على المشتركات التي تجمع الجميع تحت لوائها، فتنمى تلك المشتركات وتبرز حتى لا ينشغل الأتباع بتتبع الخلافات والسقطات وتضخيمها، وأن يحرص الرموز والمنظور إليهم على المشاركة في هذه الملتقيات الراقية، والتي تخرج بنتائج تدفع إلى التشارك والتعاون فيما يحقق المصالح والمنافع للجميع.

وللحكومات والمؤسسات المدنية أدوار رائدة في توجيه الإعلام نحو كتم أنفاس الفتن، ووأدها في مهدها قبل أن تستعر أوارها ويشتد عودها، بإبراز توجيهات الإسلام الداعية للوحدة والوئام وجمع الصف، والوقوف على آثار التعاون والاتحاد، وفي نفس الوقت التأكيد على وقوف المجتمع صفا واحدا في وجه مروجي التعصب المقيت، وسن التشريعات المجرمة في حق من رام الفساد والإفساد وقطع حبال الألفة والمحبة بين أفراد المجتمع الواحد، ومن حق المجتمع أن يبالغ في عقوبة من يسعى لهدم بنيان المجتمع أكثر ممن يؤذي فردا واحدا أو أفرادا قلائل لأن ضرر التطرف الشائن يسري في المجتمع كله بخلاف بقية الجرائم المحدودة الأثر.

وفوق كل ذلك لا بد من قيام الآباء والمعلمين والموجهين، والأئمة والخطباء وغيرهم بإبراز الأخلاق الإسلامية الراقية، فإن وجود هذه الأخلاق في نفوس الناشئة هو صمام الأمان للحيلولة دون التطرف والتعصب والتعدي على حقوق الآخرين، فالدين المعاملة، وقد بعث النبي الكريم ليتمم مكارم الأخلاق، بل هذه الأخلاق هي سر بقاء الأمم والشعوب كما قال القائل: إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا.

فبهذه الجوانب التحصينية للمجتمع، بجانب بعض الوسائل العلاجية يمكن بعون الله تعالى وقاية المجتمع من آفة التطرف والتعصب حتى يرقى المجتمع إلى ذرى المجد في كل خير وفضيلة.

 

نسيج الكيان الاجتماعي -

هلال بن علي اللواتي -

فطر الإنسان على السلام وحب الخير، بيد أن الاشتباه في المصداق في تشخيص ما فطرت عليه هذه الفطرة الجميلة أدى به إلى الخروج عن صراطها المستقيم، فوقع في الإفراط وفي التفريط، وهذا ما يمكن التعبير عنه بـــ«التطرف»، وإن كان مدلوله اللغوي الأول هو «الابتعاد إلى الجانب»، ولكن لا يمنع من وصفه بــ«الخروج عن حد الاعتدال والوسطية»، وكل خروج عن حد الاعتدال والوسطية مساوق للتطرف، لأن ذات الخروج هو في الحقيقة دخول في حدَّيّ الإفراط أو التفريط.

إنَّ معرفة معنى «التطرف» يمهد للإنسان معرفة علل المشكلة، مثل هذه المعارف أساسية وضرورية لرسم «الخطط الإستراتيجية» لـــ«عدم وقوع الجيل» في آفة التطرف وهذه تتعلق بسياسة «التحصين» و«الوقاية»، ولـــ«إخراج الأبناء» من هذه الآفة إذا ما سقطوا فيها لا سمح الله، وهذه تتعلق بسياسة «العلاج».

والسياستان وإن هما تدخلان تحت مظلة «الخطة الاستراتيجية» المتضمنة لأهداف مرحلية وبعيدة المدى فهما تحتاجان إلى وعي حقيقي للطبيعة البشرية، وهذا يساهم في فهم مآلات -ما سيكون- مصير المستقبل، وبمعنى آخر .. يساهم في معرفة ما سيكون عليه حال المجتمع في المستقبل، الأمر الذي يُطمئن القائم على مثل هذه المشاريع التربوية الإرشادية التعليمية بسلامة المجتمع من الآفات التي تعصف به إذا ما غابت عنه الأسس التي يقوم عليها «منهج السلامة».

ويتحمل هذه المسؤولية الجسيمة الخطيرة كل فرد من أفراد النسيج الاجتماعي الواحد، نعم هي تزداد هذه المسؤولية على من يقف ويقوم على رسم المنهج الفكري والتربوي لأفراد المجتمع فكرًا وعملاً.

ويتطلب مثل هذا العمل توفر مجموعة من الأمور، منها: الانسلاخ من الشخصنة؛ أي التجرد التام من (الأنا)، ومن كل ما هو تابع لها في إطارها الضيق بقيد الفرد، وفي إطارها الأوسع الذي يتحدد بقيد المجتمع العام، وهذا يعني تقديم المصالح الوطنية على المصالح الشخصية؛ لأنه ما لم يخرج الإنسان من حالة (الأنا) الفردي، و(الأنا) الفئوي، و(الأنا) الجهتي فإنه يكون مصداقًا للمقولة المشهورة «فاقد الشيء لا يعطيه»، ومنها: وعي المركب الفكري الذي يساهم في صناعة أجواء التطرف، وهذا الأمر يستدعي استيعاب كل ما يحتمل دخوله في التطرف بالمعنى المتقدم.

وبتعبير آخر .. إن الوقوف على حقيقة «صراط الاعتدال»، والوقوف على «الإفراط» و«التفريط - أي التطرف- أمر يتطلب من الواقف على «الخطة الاستراتيجية» الكبرى الإحاطة لكافة جوانب الخطر، وعدم قصر النظر على بعض المسائل التي اصطلح عليها بعنوان «التطرف»، فهذا يبعد الإنسان عن جوهر هذه المشكلة التي وقت فيه البشرية.

إذ أن من مفاهيم التطرف «العنصرية»، ومن مفاهيم التطرف «ازدواجية المعايير»، ومن مفاهيم التطرف «المثلية»، ومن مفاهيم التطرف «الإقصاء» ..

ومنها .. مع قليل من التأمل في تلكم المفاهيم فإنها تؤدي بنا إلى المناشئ لهذه المظاهر التطرفية في الإنسان، فإن كل ما يصدر من الإنسان من فكر أو سلوك مرجعه إلى «ذاته»، ومع التأمل في هذه الذات سنقف على المنبع الحقيقي للمسبب الحقيقي الذي تسبب في «الخروج عن صراط الاعتدال» إلى «التطرف»، وهذا يعني من الضروري فهم واستيعاب الناشئ والمنابع الذاتية النفسانية للتطرف، وهذا ما اطلحنا عليه بــ«أصول الصفات والمهارات»، SOURCE OF THE ADJECTIVES AND SKILLS»، (SOAS)».

ومثل هذه المسؤولية التي تتعلق بالبعد الاستراتيجي قد تكون الأقرب في مفهومها إلى «اللوجستية» بلحاظ الاستيعاب والربط بين أجزاء مكون عناصر «التطرف».

وتتطلب عادة المسائل المتعلقة بالبعد التنظيمي للمجتمع إلى «قوانين» تحفظ حق الجميع، ولأن «المجتمع» وإن كان مفهومه اعتباري محض، فإنه يضم مجموعة من الأفراد الذين هم حقيقة واقعية، فهؤلاء محتاجون إلى تنظيم سير حياتهم، وإلى حفظ حقوقهم المادية والمعنوية جنبًا إلى جنب، ومن أهم الحقوق التي تنشأ من حق الفطرة والطبيعة البشرية هو حق السلامة والأمن، فإن صناعة القوانين التنظيمية وإن تطلبت إلى وضع عقوبات تختلف في حجمها ونوعها وكمها فإنها ضرورية لحفظ نسيج الكيان الاجتماعي، وحفظ المتطلبات الفردية والاجتماعية والتي تندرج تحت عنوان «الحقوق»، والعلة التي دعت المجتمعات البشرية إلى إيجاد القوانين التنظيمية هي خروج الإنسان من «استقامته» ومن «الاعتدال» الاجتماعي إلى «الإفراط» و«التفريط» الاجتماعي أي إلى «التطرف» الشامل لكل من حياته الفردية والاجتماعية.

وكما يمكنك ملاحظة منشأ «الاعتدال الاجتماعي» ليس إلا «الاعتدال الذاتي»، فكذلك نجد أن منشأ «التطرف الاجتماعي» ليس إلا «التطرف الذاتي»، ونقصد بــ«الذاتي» هو ما عليه ذاته ونفسه، وكيف يعيش الإنسان مع نفسه في فكره وسلوكه، وكيف يتعامل معها، وتتطلب هذه المسألة إلى الغوص في أعماق النفس البشرية للوقف على تركيبتها، وهذا سيقودنا إلى الوقوف على «العناصر النفسية المشتركة» التي يشترك فيها كل «البشر» على الإطلاق ما يؤدي إلى في نهاية الأمر إلى وضع خطة استراتيجية دولية حيث تنطلق من «ذات الإنسان» في «حماية» المجتمع الإنساني من آفة «التطرف»، وما لم تجفف «منابع التطرف» من النفس والذات البشرية، فإن تجفيفها في الحيز الاجتماعي خارجاً قد ينفع برهة، إلا أنه سيعود ثانية لا باسًا ثوبًا متجددًا متلائمًا وطبيعة العصر. وتجدر الإشارة إلى أمر مهم جدًا وهو: إن التنظيم الاجتماعي وسلامة سيره يعتمد على أمرين أساسيين، وهما: الأمر الأول: قانون الجذب، ونقصد به الانطلاقة من «ذات الإنسان» لاعتماد الاعتدال والوسطية في حياته من ذات فكره وسلوكه، فيكون همه الاعتدال انطلاقاً من انجذابه إلى جماله وروعة ما ينعكس منها في اللوحة الاجتماعية، والأمر الثاني: قانون الدفع، وهو الذي يتعارف عليه بقانون الجزاء والعقوبات، ومع التأمل في هذين الأمرين، وبرغم احتياج البشرية إلى الأمر الثاني فإن المرجح في الاعتماد والقبول الفطري هو «الأمر الأول»، وهذا يعني أن ما ينبغي مراعاته في «الخطط الاستراتيجية» المتعلقة لسلامة المجتمعات من التطرف هو: تربية المجتمعات على «حب الصراط المستقيم»، وعلى «جمال الاعتدال»، وعلى «روعة الوسطية» في بُعْديها النظري والعملي.

وبحمد الله تعالى إن ما عليه المجتمع العماني من الترابط في النسيج الاجتماعي فإنه ناشئ من تربية القيادة الحكيمة المتمثلة بقائدها وباني نهضتها المباركة صاحب الجلالة السلطان قابوس -حفظه الله ورعاه- لهذا الشعب الأبي على «حب الوطن»، وعلى «حب المواطن»، وحب كل من يطأ هذه الأرض الطيبة ما أدى إلى الشعور بالحب لكل إنسان وهو يحمل القيم الإنسانية الموجبة إلى حبه واحترامه، فكان الإنسان العماني اليوم المثل الإنساني الذي يضرب به المثل في سجاياه الطيبة، ودماثة خلقه، وطيب نفسه، وسلامه روحه، وأمن سلوكه، نسأل الله تبارك وتعالى أن يديم علينا هذه النعمة المباركة، وأن يعم الأمن والسلام في كل البقاع في العالم، «رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا»، «رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ»، اللهم عم السلام بين البشر في كل مكان بجاه أحب الخلق إليك محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين وأصحابه المنتجبين.