902030
902030
المنوعات

الجمهور يقف معجبا بمسرحية المزار العمانية في الجزائر

18 يناير 2017
18 يناير 2017

الجزائر- سيف السيابي -

902029

عرضت مساء أمس مسرحية «المزار» التي قدمتها فرقة الفن، في أول ظهور للمسرح العماني بمهرجان المسرح العربي وفي دورته التاسعة دورة عزالدين مجوبي، الذي انطلقت فعالياته في العاشر من يناير، ويستمر لغاية اليوم بمدينتي وهران ومستغانم الجزائريتين، وخطفت مسرحية المزار ليلة امس الأضواء من خلال عرضها الذي قدمته على المسرح الجهوي، والتي صاغ حبكتها الدرامية بكل اقتدار الأستاذ الأديب عماد بن محسن الشنفري وأخرجها للمسرح برؤية مختلفة المخرج الشاب جلال جواد، ووضعت للمسرح العماني بصمة ومكانة على مستوى المسارح العربية واستطاعت في أول تواجد لها ان تتفوق على معظم العروض التي قدمت بهذه الدورة حيث شارك العمل بمجموعة من الفنانين المسرحيين من ذوي الإعاقة منها السمعية والبصرية والجسدية ولم يشعر الجمهور أبدا ان الممثلين هم من المعوقين حتى تحية الجمهور ونهاية العمل مما زاد من دهشتهم بالعرض وقوة الأداء لهؤلاء الممثلين وقد أشاد النقاد والجمهور بالتجربة الرائدة للسلطنة في هذا المجال واعتبروها تجربة تستحق ان تدرس وتعمم على مختلف الدول العربية بل ان كثيرا من النقاد اعتبر العمل يستحق ان ينافس على الجائزة الكبرى للمهرجان علما بأن مهرجان المسرح العربي ترعاه الهيئة العربية للمسرح ويقام كل عام في دولة عربية، وتشارك فيه عروض مختارة من خلال عدة لجان حيث هذا العام هناك أكثر من 20 عرضا مسرحيا لتسع دول فقط من بينها السلطنة حيث يعتمد نظام المهرجان على جودة العرض وقوته في الاختيار وليس على اسم الدولة مما يجعل بعض الدول لديها أكثر من عرض بالمهرجان مثل مصر والمغرب، وتعتبر مشاركة السلطنة هي الأولى للمسرح العماني بهذا المهرجان.

ومسرحية المزار التي قدمتها فرقة الفن الحديث تدور أحداثها في مكان مقفرٍ خارج مدينةٍ ما حيث يوجد ضريح يُعتقد أنه لولي صالح يزوره الناس طلبًا للاستشفاء من أمراضهم أو لحل مشاكلهم الاجتماعية، ويقوم خادم الضريح (الشخصية الرئيسية) بالسيطرة على عقول الناس البسطاء عبر إيهامهم بقدرته على التخاطر مع الولي الصالح عبر الرؤى التي يراها أثناء نومه، مستغلًا جهل الناس وحاجتهم للخلاص، وبمعونة مساعديه يقوم خادم الضريح بتحصيل الأموال من العامة والخاصة المتمثلة بزوجة قائد عسكر الأمير التي تعاني مدة تسع سنين بسبب تأخر حدوث الحمل، وبذكاء خادم الضريح يستطيع إقناعها بأنه بمقدرته على مساعدتها عبر تخاطره مع الولي، وتلعب الصدفة دورها حين يحضر قائد العسكر للتحقيق في أمر هذا المكان المشبوه ويستغل الخادم الموقف ليسيطر على قائد العسكر عبر الأسرار التي عرفها من زوجته فيؤمن به وتنطلي حيله عليه كما ستنطلي على الوزير لاحقًا مما يحقق الشراكة بين السلطة وخادم الضريح الذي يدفع ثلثي إيراد الضريح للسلطة بالمدينة، مما يؤدي إلى ازدهار الضريح عبر ما توفره السلطة من خدمات متعددة له، وتتصاعد الأحداث إلى أن ينتشر مرض بالضريح أدى إلى نفور الناس عن الضريح وبالتالي تقل الإيرادات التي كانت المدينة تعدها أحد مواردها الاقتصادية مما يستدعي تدخل الأمير ليقرر نبش القبر، ونقل الضريح إلى المدينة وتوفير بيئة صحية حوله حتى يستمر الناس في القدوم إليه، فيقف الخادم بمعونة أتباعه ومن آمن به ندًا للأمير وجيشه وتنشب معركة بينهم تنتهي بتفوق جيش الأمير ونبش الرفات التي يتضح أنها ليست لولي صالح إنما كانت لحمار قام خادم الضريح بدفنه منذ زمن بعيد، وهنا يقرر الأمير الإبقاء على السر ونقل الضريح إلى المدينة والإبقاء على خادم الضريح أيضًا. تقدم المسرحية رسالة مهمة تتلخص في ضرورة هدم المعتقدات القديمة التي مازال الناس يصدقونها وذلك بالإيمان بقدرات خارقة يملكها بعض الناس وإن تبينت لهم شعوذتهم ودجلهم وزورهم.