آخر الأخبار

هيثم بن طارق: توجيهات جلالة السلطان بمثابة النهج لتعزيز الهوية العُمانية

18 يناير 2017
18 يناير 2017

العمانية 18 يناير - أشاد صاحب السمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد وزير التراث والثقافة بالتوجيهات السامية الكريمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ــ حفظه الله ورعاه ــ الداعية إلى الاعتدال والوسطية لمواجهة كافة التحديات مؤكدًا أن هذه التوجيهات هي بمثابة النهج الذي يسير عليه الجميع سعيًا الى تعزيز الهوية العمانية والوحدة الوطنية.

وثمن سموه في حديث نشرته مجلة "شرفات المجلس"التي تصدر عن مجلس الدولة في عددها الثاني الذي صدر مؤخرًا الدور الحضاري الذي تضطلع به السلطنة عبر تاريخها المجيد الحافل بالمنجزات العظام في صنع الحضارة الإنسانية والدور النشط الذي قامت به من خلال موقعها الاستراتيجي منذ القدم واتصالها بكل مراكز الحضارة في العالم.

وأشار سموه الى أن عُمان كانت واحدة من أهم المراكز الحيوية الواصلة بين الشرق والغرب وقد " مارست العولمة الحضارية منذ القدم" وتعاملت مع جميع الأمم على أسس تبادل المنافع والمسؤولية المشتركة كما أنها بقيت في عزلة عن منابت الصراعات الداخلية والخارجية والخلافات بشتى أشكالها فأضحت بذلك مهدًا للتعايش الأممي وموئلًا للاعتدال الفكري ومنهلًا للانفتاح الحضاري ومنبعًا للتمازج الثقافي وموطنًا للإخاء الإنساني كما أن للحضارة العمانية جذورًا تاريخية وشواهد ثابتة.

وأكد سمو السيد هيثم بن طارق أن وزارة التراث والثقافة سعت جاهدة الى تأصيل هذا الثراء في مناحٍ مختلفة من اهتماماتها وهي تعمل على تسجيل العناصر التراثية الثقافية العمانية المادية وغير المادية في قوائم التراث العالمي لتحفظ لهذه العناصر هويتها العمانية الخالصة على مر العصور.

وبين سموه أن ذلك جاء من خلال المشاريع البحثية التي تنفذها الوزارة في محافظات السلطنة كتسجيل شهادات الشخصيات المعاصرة للتاريخ العماني وتوثيق الأخبار والمعلومات التي يسردونها والتي هي جزء من تاريخ هذا البلد ومن ثم نشرها في إصدارات متخصصة تعنى بهذه الدراسات البحثية.

وأشار الى أن الوزارة تعمل بالتعاون مع الجامعات العمانية وعدد من المؤسسات العلمية في الدول الصديقة بناءً على الاتفاقيات الموقعة معها على إرسال بعثات أثرية متخصصة للبحث والتنقيب في المواقع الأثرية التاريخية في السلطنة وتوثيق ما يتم اكتشافه في دراسات وأوراق علمية تنشر في دوريات عالمية وأيضًا في مجلة الدراسات العُمانية التي تصدرها الوزارة بشكل دوري.

كما أنها تعمل على ترميم المقتنيات الأثرية التي يتم اكتشافها في المواقع الأثرية.

وأكد سموه على دور المتاحف الملموس في هذا الشأن وفي مقدمتها المتحف الوطني الذي تم افتتاحه مؤخرًا بعد تجديده من خلال سرد القصص التي تحكي تاريخ الحضارات التي تعاقبت على مر العصور على أرض عُمان وجهود الوزارة في المحافظة على المواقع الأثرية والتاريخية بالعمل على ترميم القلاع والحصون والحارات القديمة لتبقى شاهدة على الحضارة العمانية.

كما أشار سمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد وزير التراث والثقافة الى أن دار المخطوطات العمانية تضم بين جنباتها أكثر من أربعة آلاف مخطوطة في شتى العلوم والمعارف ويعمل المختصون على المحافظة عليها من خلال ترميمها وإعادة تجليدها.

.كما أن الوزارة عملت وما زالت تعمل على تحقيق وطباعة عناوين كثيرة من هذه المخطوطات وأصبحت في متناول القراء والباحثين والمهتمين وتم نسخ هذه المخطوطات وتخزينها إلكترونيا وهو ما أصبح متطلبًا ضروريَا يسهل على الباحث اقتناء المخطوطة التي يرغب بها مبينًا أن وزارة التراث والثقافة أصدرت مؤخرًا الموسوعة العمانية التي تعدُ توثيقًا لكل ما له علاقة بعُمان والإنسان وبما تحويه هذه الأرض العماني من إرث وتعد مرجعًا للباحثين والمهتمين بعُمان وحضارتها.

وفيما يتصل بنشر الثقافة العمانية والتعريف بحضارتها على المستوى الإقليمي والدولي أكد سموه أن الوزارة تشارك باستمرار في معارض الكتاب الدولية سعيًا للتعريف بالكتاب العماني ومكوناته المعرفية.

كما انها تشجع وتدعم الكُتَّاب والباحثين العمانيين على الدراسات والبحوث في التراث العماني وتقيم الأيام والمهرجانات الثقافية لتعريف شعوب العالم بالحضارة العمانية وما تحتويه من كنوز تاريخية وموروثات شعبية وعادات وتقاليد والذي بدوره يعزز ثراء وأصالة الحضارة العمانية.

وتطرق صاحب السمو السيد وزير التراث والثقافة الى المكوٍن القيمي للإنسان العماني الذي يعزز بالمعرفة وكان له أثره الكبير في إثراء الساحة الإنسانية بالكثير من العطاء خاصة في العهد السامي لجلالة السلطان المعظم - حفظه الله ورعاه - قائلًا إن الإنسان العماني بتفاعله مع أرضه وما عليها ومع بقية شعوب العالم عبر الصلات التجارية والسياسية صنع له تاريخًا وتراثًا وثقافة ووثقها في تراث مادي شاهد على هذا التاريخ أو خلده بتراثٍ مرويٍ تناقلته الأجيال.

وأضاف سموه أن هذا الإنسان يحمل معه قيمًا توارثها عبر الأجيال وحملها لبقية الشعوب وفي عهد جلالته ــ أعزه الله ــ وبالتركيز على التنمية البشرية في التعليم والصحة كما أن التركيز على العلاقات السياسية بين بقية الشعوب والانفتاح عليهم يعزز هذا المكون القيمي وقد باتت علاقات الإنسان العماني مع بقية الشعوب في عدة جوانب لا تقل عمَا كانت عليه " فنرى نماذج من الشباب العماني في مجالات عدة (الهندسة والعلوم الطبية والتجارة والفنون والتكنولوجيا) وعلى مستويات عالمية يشار لها بالبنان " مؤكدًا أن من شأن هذا التراكم من القيم التي تورث عبر الأجيال واطلاع الأجيال الحالية والقادمة على تراث وتاريخ أجدادها واكتساب المعارف والخبرات جديدة في كافة مجالات العلوم والفنون أن يمد من عُمر هذا العطاء " ويتأتى ذلك بالقراءة الجادة ".

وبين سموه في حديثه لمجلة "شرفات المجلس" أن وزارة التراث والثقافة تعمل على تحقيق رؤها وأهدافها وفقًا لاستراتيجيات وخطط وبرامج تنفيذية على المستويين المحلي والدولي.

كما أنها تعمل على تأسيس برامج وطنية للمحافظة على التراث الثقافي والتأكيد على تكامل التراث المادي وغير المادي في هذا الإطار والى تعزيز دور المرافق والمؤسسات الثقافية الوطنية واعتماد برامج تنفيذية لتحفيز المجتمع للحفاظ على تراثه وتقديمه للعالم، عبر مختلف الوسائل العصرية والتقنية الحديثة لتحقيق أعلى معدلات الجودة والسرعة، والأهم من ذلك كله أن أهداف الثقافة على الإطلاق هو بناء وإعداد الإنسان وهذا ما تضعه الوزارة نصب عينيها.

وحول أهمية جمع التراث والحفاظ عليه والتوفيق بينهما وضح سموه انه في جانب ما هو متحقق في التراث المادي أولت وزارة التراث والثقافة عناية فائقة بترميم القلاع والحصون واعتبرتها إرثًا حضاريًا يمثل امتدادًا للفكر الإنساني الذي قام على هذه المنطقة.

.كما أنها مثلت أحداثًا سياسية وعسكرية وقد سعت الوزارة بعد ترميم هذا التراث المادي أن توظفه في تفعيل التراث غير المادي ومن ذلك سعي الوزارة لإقامة فعاليات ثقافية في القلاع والحصون المرممة ومنها قلعتي نخل ونزوى وحصني بهلاء ودبا وغيرها إيمانًا منها بالدور الحضاري للتراث المادي الذي لا ينتهي والذي يعد مرجعًا لكافة أوجه التراث والثقافة.

وفيما يتصل بجمع التراث غير المادي والحفاظ عليه فرأى سموه أن هذه المهمة " وطنية كبرى والوزارة مدركة لأهمية ذلك ومضطلعة به من خلال العديد من المشاريع الثقافية التي تنفذها من خلال الندوات التي خصصت في هذا الجانب والتي منها المأثورات الشعبية في سلطنة عُمان، الفنون الشعبية، الشعر الشعبي العماني، والحكاية الشعبية في عمان.

.كما حفلت الأعمال الأخرى بجوانب من دراسة التراث غير المادي منها البحوث التي ضمنت ندوات الولايات عبر التاريخ وغيرها من الجهود الأخرى.

وأشار سمو السيد وزير التراث والثقافة الى أهمية مكتبة - التراث والثقافة - قائلًا إنه ومنذ أن تأسست الوزارة شرعت في نشر الكتاب العُماني عبر جمع المخطوطات وترميمها وحفظها وتحقيقها ونشرها وقد أصبحت دار المخطوطات بالوزارة مرجعًا عالميًا للمخطوطات العُمانية.

.كما أن معظم التراث العُماني المطبوع قامت الوزارة بتحقيقه ونشره وتعميمه على الحقول العلمية والمعرفية والأدبية مبينًا أن المخطوطات العمانية تضم بين جنباتها علمًا وفيرًا ومعرفة غزيرة وهي كثيرة وتحتاج الى تحقيق مستمر لمن يرغب في خوض غمار هذا العلم ويستزيد منه وهي دعوة لكل الباحثين والمهتمين للاستزادة من المخطوطات الموجودة بالوزارة وسبر أغوارها.

وحول الاهتمام بالحواضر العُمانية ذات المكانة التاريخية والتراثية كنزوى وصحار وغيرهما والتي تضم بين جنباتها العديد من الحارات القديمة والقلاع والحصون قال سمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد إنه ومنذ البدايات الأولى للنهضة المباركة والوزارة ماضية في تنفيذ برنامج استدامة وحماية وتوظيف التراث المعماري الذي يشمل ترميم وصيانة عدد كبير من القلاع والحصون والأبراج والأسوار والمساجد الأثرية.

وقد بلغ إجمالي هذه المعالم (177) معلمًا أثريًا مما يمثل رصيدًا نموذجيًا في المنطقة من حيث الكم والانتشار قياسًا بالتحديات الموجودة ومحدودية الموارد المالية " ونعتقد أن هذا رصيد مناسب للوقوف عنده والعمل للحفاظ عليه من خلال الصيانة المنتظمة ".

وفيما يتعلق بالحارات فإن الوزارة تقوم حاليًا بترميم حارة البلاد بولاية منح وحارة الجامع بولاية أدم واللذين يُعدان مشروعين نموذجيين يجري تنفيذهما إلى جانب ترميم الأبراج والواجهة الأمامية لحارة السليف بولاية عبري معربًا سموه عن أمله ان يتم الانتهاء من ترميم الحارتين قريبًا لتتولى وزارة السياحة توظيفهما بما يحقق القيمة المضافة لدى المجتمعات المحلية.

وأضاف سموه أنه تم الانتهاء من حصر عدد كبير من الحارات في كافة محافظات السلطنة في مرحلة أولى والتي تم العمل على توثيقها بالتصوير والوصف المعماري ثم تصنيفها إلى ثلاثة مستويات وتحديد الاشتراطات والمعايير اللازمة من حيث النُدرة والأهمية التاريخية والحالة الإنشائية والسمات المعمارية الخاصة والتنوع في أشكال العمارة المدنية، والدينية، والدفاعية.

وأشار الى أن المرحلة الثانية تتمثل في تنفيذ خطة ميدانية لتوثيق الحارات بالتعاون مع مؤسسات أكاديمية من داخل وخارج السلطنة لتنفيذ مخرجات الخطة المتمثلة بالمسح الهندسي والمكاني وللحالة الإنشائية والمهددات القائمة وآلية الترميم المستقبلية والمنشآت الخدمية من خلال خطة إدارة لكل حارة.

وفيما يتصل بالتوفيق بين الموروث الضارب في عمق الوعي الجمعي خاصة لدى كبار السن وبين الحداثة بوسائلها الحديثة ورؤية سموه لاستشراف أفق الغد أكد سمو السيد هيثم بن طارق أن المزج بين الماضي وعراقته وبين الحاضر وحداثته شكلًا ومضمونًا " لهو أمر يضعنا أمام تحد كبير " نظرًا لما تشهده الأمم والمجتمعات من تنامٍ مستمر في شتى جوانب الحياة موضحًا أن الوزارة تقيم معارض الكتب الأدبية والمهرجانات الثقافية الشعبية وتحصر المواقع الأثرية وتأهلها لتبقى صروحًا شامخة تروي حكايات مجدها للأجيال المتعاقبة.

.كما قامت الوزارة بإنشاء منصات التواصل الاجتماعي التي من خلالها تبث رسائلها التوعوية لكافة شرائح المجتمع وبالأخص فئة الشباب.

وذكر سموه أن الوزارة وفي منظومة متاحفها الجديدة سواء الجاهزة منها أو التي تخطط لإقامتها راعت فيها الحداثة في العرض بالوسائل والتقنيات المحببة للجيل الحالي والقادم بصورة تجعله أكثر تفاعلًا معها لكنه ومع ذلك فإن الأجيال مهما تعاقبت واختلفت ميولها لما هو حديث فلا بد من الحنين لما هو قديم، وسيدهشه منظر قطعة تراثية جميلة يحدق بها بشكلها الحقيقي ويتفاعل معها وتثير فضوله وشغفه بتفاصيلها.

وفيما يتعلق باستشراف الغد حول خطط وبرامج الوزارة رأى سمو السيد وزير الترتث والثقافة أن هناك الكثير من الخطط والبرامج المعدة التي تسعى الوزارة جاهدة إلى تحقيقها وفق الإمكانات المتاحة لها مستلهمة في ذلك النظرة الثاقبة لجلالة السلطان المعظم - أعزه الله - في السعي المتواصل والدؤوب نحو غد مشرق لعُمان تزهو فيه الأجيال بماضيها وتستمد منه العزة لحاضرها.

وعن حضور الكتاب العماني في المكتبة العربية وتأثير هذا الحضور وفاعليته أكد سموه أن الوزارة تشارك عادة في معارض الكتب المختلفة غير أن هذه المعارض ما هي إلا إحدى النوافذ التي يعبُر من خلالها الكتاب العماني " ولسنا بصدد الحديث عن الكم بقدر اهتمامنا بتجويد مواد هذه الإصدارات على اعتبار أن هذه الوزارة ليست بدار طباعة ونشر بقدر أنها مؤسسة تعنى بالمحافظة على القيمة الفنية والأدبية لهذه الإصدارات، كما أنها تراعي الذوق الرفيع للقارئ الجيد والعارف بقيمة ما يقرأ " مؤكدًا أن هذه هي رسالة وزارة التراث والثقافة فهي تحاول قدر المستطاع معالجة الطفرة المفرطة لطوفان الإصدارات دون مراعاة لجودة المحتوى من خلال الانتقاء الجيد لما يمكن نشره.

في ناحية أخرى أكد سموه حرص وزارة التراث والثقافة بالتنسيق مع الجهات والمؤسسات الحكومية والأهلية المعنية على المحافظة على التراث الثقافي في السلطنة قائلًا إنه خلال السنوات الماضية نفذت الوزارة العديد من المبادرات في المجال الثقافي غير المادي التي بدورها أسهمت في توثيق وحفظ العديد من المفردات الثقافية لهذا البلد ولعل من أبرز المشاريع في مجال توثيق التراث الثقافي غير المادي مشروع التاريخ المروي الذي يتم تنفيذه بشكل سنوي والذي يأخذ في الاعتبار الأهمية المكانية والزمانية لكل عنصر مشيرًا الى أنه خلال السنوات السابقة تم نشر العديد من الدراسات والبحوث في هذا المجال، وآخرها مشروع جمع التراث الثقافي غير المادي بمحافظتي شمال وجنوب الباطنة بالإضافة إلى الحياة الاجتماعية والاقتصادية لمسقط.

كما توجد مواد كثيرة موثقة تتصل بالتراث غير المادي في الموسوعة العمانية التي تبنت وزارة التراث والثقافة نشرها.

كما أن العمل جارٍ لإصدار دراسة بحثية عن نظام الأفلاج وعن أنماط حياة البادية كذلك.

ونوه سمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد الى أنه في مجال الإرث الموسيقي للسلطنة تعمل الوزارة حاليًا على مشروع الموسوعة الموسيقية الذي هو الآن في مرحلته الثانية من المشروع.

.كما أنها تقوم وبشكل دوري بإعادة تسجيل مختلف الأنماط الموسيقية التقليدية العُمانية وإعادة تسجيل الأغاني العُمانية القديمة بطريقة حديثة.

أما على الصعيد الدولي فإن وزارة التراث والثقافة وخلال خمس سنوات تمكنت من إدراج سبعة عناصر في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية باليونسكو مما يُعطي بعدًا آخر للنهج الذي تتبعه في المحافظة على التراث الثقافي غير المادي ويعكس ذلك أهمية هذه العناصر على الصعيد الدولي.

.كما أن العمل جارٍ حاليًا لإعداد ملفين لتقديمها خلال السنوات القادمة.

وأشار الى أن الوزارة أنهت القائمة الوطنية لعناصر التراث الثقافي غير المادي التي ضمت مئات العناصر الثقافية وتم الحرص على تبويبها لمختلف مجالات التراث الثقافي غير المادي (كالحرف، العادات والتقاليد والأزياء وغيرها) بحيث تتوافق والمعايير الدولية التي تشترطها اليونسكو فيما يتعلق بقوائم الحصر الوطنية.

وحول دعم المبادرات في مجال التراث الثقافي غير المادي وضح سموه أن الوزارة تقوم بتمويل البحوث المتخصصة في هذا الجانب بعد دراستها وتقييمها من قبل اللجان المختصة وتشتمل هذه المبادرات كذلك إقامة الملتقيات والمهرجانات ذات الصلة بالتراث الثقافي غير المادي كمهرجان الفنون الشعبية وملتقى التراث الثقافي غير المادي الذي سيكون متنقلًا في المحافظات بشكل سنوي حيث أن هذه المهرجانات والأنشطة تسهم بشكل كبير في تشجيع الممارسين للفنون الشعبية في تنمية مواهبهم واستثمارها واستمرارية ممارستها.

وأردف سموه يقول لمجلة "شرفات المجلس" ورغم هذه الجهود الحكومية المتصلة فإن المجتمع في رأينا ينبغي أن يقوم بدوره في الحفاظ على التراث الثقافي غير المادي بكونه لَبِنةً أساسية في بناء الهوية الوطنية ونحن على يقين بأن المجتمع العُماني على وعي كافٍ بأهمية هذا الموضوع وهو شريك فاعل للوزارة في جهودها الحثيثة للحفاظ على التراث الثقافي غير المادي ".وأضاف " نلمس ذلك من عدد فرق الفنون الشعبية المسجلة في الوزارة التي بلغ عددها (250) فرقة متوزعة على كافة ولايات السلطنة وتسهم هذه الفرق الشعبية إساهما جيدا في مهرجان الفنون الشعبية الذي تقيمه الوزارة كل سنتين ".

وتناول حديث صاحب السمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد وزير التراث والثقافة المتحف الوطني الذي افتتح مؤخراً في مدينة مسقط والذي يعد أحد أهم المعالم الحضارية في السلطنة لقيمته التاريخية وإمكانياته الفنية المتطورة قائلًا إن هذا المتحف يُعدّ محطة متميزة ورئيسة على مستوى السياحة الثقافية بالسلطنة وقد راعى المتحف توظيف أفضل الممارسات والمعايير في البنى الأساسية المتحفية وقصة السرد المتحفي ووسائل التفسير بما يحقق تجربة تثقيفية وتفاعلية وممتعة حيث تتجلى تجربة الزائر في (١٥) قاعة للعرض المتحفي الثابت وقاعة سينمائية بتقنية (UHD)مع عرض حوالي (٧٠٠٠) لُقية أصلية و(٤٣) تجربة رقمية تفاعلية حديثة إضافة إلى وجود أول منظومة للمخازن المفتوحة على مستوى الشرق الأوسط تمكن الزائر من التفاعل الحسي المباشر مع أصول الُلقى تحت إشراف فريق من المختصين في مجال الحفظ والصون موضحًا أن عناصر تجربة الزائر تكتمل من خلال مرافق تقدم الضيافة العُمانية الأصيلة وكذلك محل للهدايا التذكارية والمقهى السياحي إضافة لخدمة (Wi-Fi) مجانية سواءً في قاعات المتحف أو في الحديقة.

وأضاف سموه أن المتحف راعى الزوار من الفئات الخاصة فهو مجهز تجهيزًا متكاملًا من حيث البنى الأساسية للتعامل مع هذه الفئات من خلال توظيف منظومة رموز "

برايل" باللغة العربية والمرافق الخدمية المطلوبة لهذه الفئات.

وأردف سموه أنه بالنسبة للزيارات العائلية تم توظيف منظومة "أركان الاستكشاف"

وهي تتيح للأطفال التفاعل مع محتويات المتحف من خلال مجموعة منتقاة من الألعاب والممارسات الذهنية المشوقة.

وبين أن نشر المعارف المتصلة بجوانب من التراث الثقافي لعُمان يعد أحد أهم الأهداف التي من أجلها أُسس المتحف الوطني اذ أن تجربة العرض المتحفي ستمكن الطلبة والباحثين على اختلاف تخصصاتهم ومعارفهم من استنباط العلوم والمعارف المتصلة بالتراث الثقافي العُماني بطريقة سهلة الوصول وملهمة من خلال آلية عرض الُلقى والنصوص التوصيفية لها ومن خلال التفاعل المباشر مع فريق الأمانة المتحفية وإمكانية الوصول إلى المقتنيات سواءً في المخازن المفتوحة أو التقليدية.

ووضح سموه أن المتحف الوطني قام بتأهيل وتدريب فريق خدمات الزوار لا سيما المرشدين المتحفيين والذين يتوفرون دومًا في قاعات المتحف للتفاعل المباشر مع الزوار بعدد من اللغات الدولية، إذ إن من شأن هذا التواصل المباشر بين المرشد المتحفي العُماني والزائر يوجد انطباعًا إيجابيًا لدى الزائر عن مجمل تجربته المتحفية.

وحول رؤية سموه لمتحف الطفل التي تستشرف تطويره ليتواكب مع احتياجات جيل اليوم المعرفية قال صاحب السمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد وزير التراث والثقافة في ختام حديثه لمجلة شرفات المجلس إنه ولأهمية تطوير مكونات وبرامج متحف الطفل تعاقدت الوزارة مع جامعة العلوم الفرنسية التي تعد الأكبر والأضخم من نوعها في أوروبا لتقديم خدمات استشارية تتضمن خطة تطوير وتأهيل المتحف تأخذ بالاعتبار المستجدات العلمية وأنماط التعليم المتحفي الموجهة للطفل.

.كما تتضمن برامج وأنشطة علمية مرتبطة بسياق مقتنيات المتحف مع التركيز على الابتكار والتقنية والتوعية البيئية والسلوكية وربط المتحف بالمؤسسات التعليمية العامة والخاصة.

وقد صدر عن مجلس الدولة مؤخرًا العدد الثاني من مجلة شرفات المجلس والتي تعنى بالشأن البرلماني.

وحفل العدد من الإصدار الذي خصص لموضوع الثقافة والهوية العمانية بالعديد من الاطروحات المتنوعة حيث تحدث سعادة الدكتور خالد بن سالم السعيدي الأمين العام لمجلس الدولة رئيس تحرير المجلة في افتتاحية العدد عن دور الثقافة في الحفاظ على الهوية الوطنية.

كما تضمن العدد حوارًا مع صاحب السمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد وزير التراث والثقافة فيما ناقشت الجلسة الحوارية موضوع الثقافة العمانية والحفاظ على الهوية بمشاركة نخبة من المختصين من أعضاء مجلسي الدولة والشورى والمثقفين والكتاب والمسؤولين.

وفي مجال الدراسات اشتمل العدد على دراستين الأولى حول الحصانة البرلمانية بين الضوابط الدستورية والغايات السياسية، والثانية بعنوان "البرلمانات العربية بعد ثورات الربيع العربي وفي شرفة المنوعات احتوى العدد على نبذة تعريفية بالبرلمان البولندي إضافة إلى الأبواب الثابتة كما تضمن العدد مقالات لعدد من الكتاب والمثقفين تمحورت حول موضوع الثقافة والهوية العمانية.