مرايا

طفل حرّك جبلاً وأحيا والده

18 يناير 2017
18 يناير 2017

هو فيلم جميل وطريف وخفيف الظل في آن، بطله طفل يدعى ريبر( يلعب الشخصية جايكوب سالفاتي) في التاسعة من عمره، وجد في رجل ياباني حكيم يدعى هاشيموتو( كاري هيرووكي تاكاوا) ضالته للمعرفة والحصول على إجابات عن أسئلة صعبة لايجدها لدى والديه: إيما (إيميلي واتسون) وجيمس (مايكل رابابورت)، وقد أطلق عليه أهل المنطقة التي يقيم فيها(little boy ) وهو عنوان الفيلم الذي أنتجه وأخرجه المكسيكي أليخاندرو مونتيفيردي (39 عاماً) عن نص كتبه مع السيناريست بيبي بورتيللو.

الشريط مدته على الشاشة ساعة و46 دقيقة، أُخذت مشاهده ما بين ستوديوهات باجا ( كاليفورنيا) ومدينة مكسيكو، بميزانية غير كبيرة بلغت 20 مليون دولار، لكن ما واكبناه يعبر بشكل مثالي عن كرم في الصرف على الفكرة التي بني الفيلم عليها، وهي براءة وذكاء الطفل ريبر في التعاطي مع عالم الكبار، وماذا فعل عندما وجد في هدوء وثقة وعفوية الجار الياباني هاشيموتو، والعبارة التي رسخت في ذهنه ولم تبرحه: «أنت قادر على فعل أي شيء، وتستطيع لو أردت تحريك جبل من مكانه بقوة إرادتك لا بعضلاتك».

ودخلت المصادفات على الخط، حيث أن ريبر قال العبارة لمن حوله فضحكوا عليه، لكنه أعطاهم ظهره ومد كلتا يديه باتجاه الجبل القريب ليثبت صدق المقولة والمعنى فيها أن قوة العزيمة تهد الجبال، وإذا بهزة أرضية تتواكب مع حركته وتهتز الأرض، ويتصور المحيطون به أن الجبل زاح من مكانه، فاهتزت الأرض ومادت تحت الأرجل ولوحظت تشققات عديدة أذهلت الجميع، وراحوا يصوغون حكايات حول الطفل الصغير الذي أزاح الجبل وحرّكه من مكانه.

وفي اليوم التالي قصد ريبر شاطئ البحر وباشر محاولات غير مفيدة لتحريك أي شيء في الطبيعة من دون أن يفلح، وظهرت صحف اليوم التالي وعلى صفحتها الأولى خبر الطفل الصغير( الاسم الذي أطلق على القنبلة النووية التي أُسقطت على مدينة هيروشيما) واعتبر الجميع أن ريبر نفسه الملقب بالطفل الصغير هو الذي دمّر هيروشيما لكي تنتصر أمريكا وحلفاؤها في الحرب، وهنا ما عادت الدنيا تتسع للطفل الذي لم يفعل شيئاً أصلاً يستحق الثناء عليه.

وفيما تبلغت عائلة ريبر أن جيمس الذي خدم في الجيش الأمريكي بديلاً لابنه لندن ( ديفيد هنري) أسر في الفلبين، جاء النبأ المحزن عن مصرعه في غارة للحلفاء على السجن الياباني، ولم يدر في خلدهم أن زميلاً له أخذ حذاءه لكنه أصيب ومات فتصور الجيش أن القتيل هو جيمس، الذي أقامت أرملته وولداه عزاء كبيراً له. ريبر سأل هاشيموتو كيف يموت والده وقد أخبره ألاّ يخاف عليه وسيعود، فردّ الياباني: «إنه حي في قلبك» وهي عبارة قالها ريبر لأمه التي فوجئت بضابط من الجيش طرق بابها لإبلاغها أن جيمس حي: هنا لم يستطع أحد ضبط فرح ريبر بما حصل على أساس أن قوة الطفل هي التي أعادت الأب إلى الحياة. ( الميادين نت )