ابتكار : هل يتمكن الإصلاحيون من التعويض عن خسارة رفسنجاني؟

بعد وفاة هاشمي رفسنجاني بات التيار الإصلاحي في إيران أمام واقع جديد يقتضي منه التفكير بإيجاد بديل لهذه الخسارة الكبيرة التي تعرض لها باعتبار أن رفسنجاني كان يمثل الثقل الأكبر لهذا التيار، فضلاً عمّا كان يتمتع به من نفوذ وتأثير كبيرين على الساحة السياسية والجماهيرية لشرائح واسعة في المجتمع.

وقالت الصحيفة إن رفسنجاني وعلى الرغم من اعتقاد الكثيرين بأنه يقف على رأس الإصلاحيين في إيران، إلاّ أن ذلك لايعني بالضرورة أنه لم يكن يمتلك تأييداً واسعاً في أوساط التيارات الأخرى ومن بينها التيار المحافظ المنافس الأبرز للتيار الإصلاحي، وهذا الأمر - والقول للصحيفة - يمثل بحد ذاته نقطة قوة أخرى كان يتمتع بها رفسنجاني والتي تمكن من خلالها مسك العصا من وسطها لتحقيق التوازن بين هذه التيارات ومنعها من التصادم فيما بينها وإقناعها بضرورة تقديم المصالح العليا لإيران على المصالح الفئوية والحزبية والشخصية.

وأعربت الصحيفة عن اعتقادها بأن التعويض عن فقدان هاشمي رفسنجاني سوف لن يكون سهلاً خصوصاً بالنسبة للتيار الإصلاحي لاسيما وإن وفاته كانت مفاجئة وشكلت صدمة للكثير من المتابعين خصوصاً في أوساط مؤيديه وأنصاره داخل التيار الإصلاحي.

ولفتت الصحيفة إلى أهمية مواصلة النهج المعتدل الذي اعتمده رفسنجاني في التعاطي مع الأحداث الداخلية والإقليمية والدولية، والذي مثل حجر الزاوية في مسيرة الحكومة الحالية برئاسة حسن روحاني الذي يعتبره الكثيرون بأنه يمثل الساعد الأيمن للتيار الإصلاحي والذي تمكن حتى الآن من تحقيق إنجازات مهمة في مختلف المجالات وفي مقدمتها إبرام الاتفاق النووي مع القوى الكبرى وتحسين الوضع الاقتصادي رغم الأزمات التي واجهتها هذه الحكومة نتيجة الحظر المفروض على إيران من جهة وتراجع أسعار النفط في الأسواق العالمية من جهة أخرى.