896007
896007
العرب والعالم

5 مسؤولين إماراتيين بين عشرات القتلى سقطوا في تفجيرات أفغانستان

11 يناير 2017
11 يناير 2017

طالبان تنفي مسؤوليتها عن حادث قندهار وتتبنى تفجيري كابول -

قندهار، (أفغانستان)-(أ ف ب): أعلنت السلطات الإماراتية أمس أن خمسة من مسؤوليها في عداد 58 قتيلا سقطوا أمس الأول في سلسلة تفجيرات هزت أفغانستان فيما يصعد متمردو طالبان هجومهم خلال فصل الشتاء الهادئ عموما.

والاماراتيون هم ضمن ضحايا الهجوم الذي تعرض له مقر إقامة والي قندهار في جنوب أفغانستان وأسفر عن 13 قتيلاً.

وقالت قيادة شرطة الولاية: إن المتفجرات «وضعت في أرائك فجرت خلال العشاء».

ونجا سفير الإمارات في افغانستان جمعة محمد عبد الله الكعبي من الموت إلا انه اصيب بجروح في الهجوم.

وقبل ساعات هز تفجيران العاصمة كابول قرب مبنى تابع للبرلمان عند خروج الموظفين من عملهم ما أدى الى مقتل 36 شخصا على الاقل وإصابة 80 آخرين.

وفي وقت سابق من اليوم نفسه فجر انتحاري من طالبان نفسه ايضا وقتل سبعة اشخاص في لشكر قاه، عاصمة ولاية هلمند المضطربة فيما يصعد المتمردون هجماتهم في مختلف أنحاء أفغانستان رغم فصل الشتاء القارس حين تتراجع حدة اعمال العنف عادة.

وهذه الهجمات تلقي الضوء على انعدام الامن المتزايد في افغانستان حيث تتولى قوات مدعومة من الولايات المتحدة مهمة محاربة تمرد طالبان وكذلك مسلحي القاعدة وتنظيم داعش.

وأصيب والي قندهار همايون عزيزي أيضا في الانفجار في مقر إقامته فيما احترقت جثث العديد من الضحايا إلى حد يصعب التعرف على هوياتها كما قال قائد الشرطة المحلية عبد الرازق.

وقال عبدالرازق الذي كان متواجدا في الغرفة التي وقع فيها الانفجار «خرجت لصلاة العشاء فسمعت صوت الانفجار من الخارج. وعند عودتي، رأيت الناس يحترقون».

واتهم قائد الشرطة وكالة الاستخبارات الباكستانية وشبكة حقاني المتحالفة مع طالبان بالوقوف وراء الاعتداء، مضيفا إن الطرفين طالما خططا للقضاء على قيادة قندهار.

ونعت دولة الإمارات خمسة من مسؤوليها سقطوا في الهجوم وأمرت بتنكيس الأعلام ثلاثة أيام.

وأفاد بيان رئاسي نشرته وكالة الأنباء الرسمية «وام» ان رئيس الإمارات الشيخ خليفة من زايد آل نهيان ينعى «ببالغ الحزن والأسى نخبة من أبناء الوطن الأبرار».

وعدد البيان أسماء خمسة أشخاص قال انهم كانوا مكلفين بـ«تنفيذ المشاريع الإنسانية والتعليمية والتنموية في جمهورية أفغانستان والذين قضوا نحبهم مساء الثلاثاء نتيجة التفجير الإرهابي الذي وقع في مقر محافظ قندهار».

وأمر رئيس الإمارات بتنكيس الأعلام في جميع الوزارات والدوائر والمؤسسات الحكومية في الإمارات لمدة ثلاثة أيام «تكريما لشهداء الواجب الذين قدموا أرواحهم الطاهرة دفاعا عن الإنسانية».

ومن ناحيتها، ذكرت وزارة الخارجية الافغانية ان «هذا الهجوم الإرهابي وقع في وقت كان السفير وعددا من الدبلوماسيين الإماراتيين في قندهار لوضع حجر الاساس لدار للأيتام». وتنفذ الإمارات سلسلة من المشاريع التنموية في عدد من الدول العربية وفي أفغانستان وباكستان.

من جهته أكد الرئيس الأفغاني اشرف غني ان هذا «الحادث لن يؤثر بأي شكل على العلاقات والتعاون بين افغانستان والإمارات» وأمر بفتح تحقيق في التفجير. ونفت حركة طالبان مسؤوليتها عن تفجير قندهار لكنها تبنت انفجاري كابول.

«هجوم وحشي»

في الانفجار الاول في العاصمة الافغانية فجر انتحاري نفسه قرب حافلة صغيرة تقل موظفين حكوميين وعند وصول رجال الإنقاذ إلى المكان، انفجرت سيارة مفخخة.

وبين القتلى الـ36 أربعة رجال شرطة سقطوا في الانفجار الثاني حين هرعوا لمساعدة ضحايا الانفجار الاول.

وحذر المتحدث باسم وزارة الصحة وحيد مجروح من ان الحصيلة قد ترتفع بشكل إضافي لأن العديد من الجرحى يصارعون من اجل البقاء على قيد الحياة.

وندد غني بالهجوم الـ(وحشي) مستنكرا قيام حركة طالبان بقتل مدنيين.

من جهتها، ذكرت بعثة الامم المتحدة لتقديم المساعدة إلى أفغانستان أن «هجمات مأساوية كهذه مجردة من المبادئ، وخارجة عن القانون، تسبب معناة إنسانية ضخمة وتجعل من السلام الذي يحتاجه ويستحقه الأفغان أمرًا صعب المنال».

اما منظمة العفو الدولية فطالبت «بتحقيق فوري وحيادي ومستقل لتحقيق العدالة للضحايا وعائلاتهم».

وتأتي تفجيرات الثلاثاء قبل عشرة أيام من تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في مهامه رسميا.

وسيكون الوضع في أفغانستان أولوية ملحة للرئيس الجديد رغم أن أطول حرب أمريكية لم تكن ترد بشكل مكثف طوال فترة الحملة الانتخابية.

ولم يقدم ترامب سوى تفاصيل صغيرة حول سياسته الخارجية المقبلة وخصوصا كيفية تعامله في ملف حرب افغانستان. وقد فشلت المحاولات المتكررة لإطلاق مفاوضات سلام مع حركة طالبان فيما يتوقع أن ينطلق موسم القتال الجديد في الربيع.

ورحبت أفغانستان الأسبوع الماضي بقرار البنتاغون نشر حوالى 300 عنصر من المارينز في هلمند حيث خاضت القوات الأمريكية معارك قوية الى حين انسحاب في 2014. وقد أنهى حلف شمال الأطلسي رسميا مهمته القتالية في أفغانستان في ديسمبر 2014 لكن القوات الأمريكية منحت صلاحيات اكبر في يونيو لضرب المتمردين مع تعهد الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته باراك اوباما تصعيد الحملة ضد المسلحين.