891849
891849
مرايا

نوح المعمري: إصراري وطموحي ساعدني على تحقيق النجاح

11 يناير 2017
11 يناير 2017

891852

يدرس حاليا الماجستير في أمريكا -

حاورته: مروة حسن -

هو نوح المعمري، شاب عماني طموح، قرر أن يتمرد على الصورة التقليدية المعروفة للمعاق بشكل عام والكفيف بشكل خاص، فسافر بمفرده إلى الولايات المتحدة ودرس علوم الحاسوب، ولم يكتف بذلك بل قرر استكمال دراسة الماجستير لكي يعود إلى بلده بطاقة وخبرة أكثر ليفيد فيها ويخدم مجتمعه.

لذا سعدت بإجراء هذا الحوار معه للتعرف على أهم التحديات التي واجهته ولتقديم صورة مضيئة عن الشباب العماني العاشق للتحدي وذلك من خلال هذا الحوار..

- كيف جاء قرار السفر والدراسة بالولايات المتحدة الأمريكية؟

عملت لفترة بالمملكة العربية السعودية كمندوب لشركة (الناطق) وهي شركة متخصصة في البرامج المساعدة للمكفوفين ، وقد جاءت هذه الفكرة من شركة الناطق حيث نصحوني بالسفر للدراسة في أمريكا وذلك بسبب ما لاحظوه من إمكانيات لدي وطموح يؤهلني لذلك، وبالفعل عندما عدت إلى السلطنة طرحت الفكرة على المسؤولين وقتها بالجمعية خاصة صاحبة السمو السيدة علياء آل سعيد وبركة البكرية، وقد تحمسوا للأمر كثيرا وساعدوني بتقديم رسالة إلى معالي وزيرة التعليم العالي، وبالفعل حصلت على الموافقة للسفر للدراسة بالولايات المتحدة الأمريكية، وسافرت واستطعت الحصول على بكالوريوس في علوم الكمبيوتر قسم إدارة الأعمال بتقدير امتياز، ثم بعد ذلك قدمت على دراسة الماجستير بوزارة التعليم العالي فوافقوا على الطلب وحصلت على بعثة لدراسة الماجستير في نفس الجامعة التي حصلت فيها على البكالوريوس، وقد انتهيت من السنة الأولى وتبقى لي فصل واحد فقط لأنتهي من دراسة الماجستير.

والتخصص الخاص بالماجستير هو نظم المعلومات، ولكن هناك جزئية تميل أكثر إلى إدارة الأعمال، وهو الجزء المرتبط بتخصصي الأساسي، وهدفي من دراسة هذا التخصص أن أفتح لنفسي المجال أكثر في دراسة إدارة الأعمال، وأن يكون لدي المزيد من المهارات والخبرات التي تساعدني لخوض هذا المجال بشكل أفضل، ويحقق لي أهدافي وأحلامي التي أود تحقيقها بعد ذلك.

أبرز التحديات

- ما هي أبرز التحديات التي واجهتك حينما سافرت إلى أمريكا؟

في البداية كانت اللغة من أكثر التحديات التي واجهتني، أيضا الاختلاف الكبير في الثقافة بين أمريكا وعمان ونمط الحياة المختلف بين البلدين، بالإضافة إلى طريقة الدراسة والتي كانت مختلطة بين المكفوفين والمبصرين، وهو أمر لأول مرة أجربه، حيث اعتدت طيلة سنوات دراستي أن تكون الدراسة في مدارس المكفوفين فقط.

كما أنه خلال الدراسة كان لكل مادة تحدياتها الخاصة والحمد لله تغلبت على ذلك ونجحت بتفوق، وقد ساعدني طموحي وإصراري على التغلب على هذه التحديات وأكثر، فبداخلي كنت أصر على أن أتخطى هذه المرحلة وأنجح فيها، وبالفعل إصراري هذا ساعدني على تخطي الصعاب وتحقيق النجاح.

- ما هي أكثر الإيجابيات التي اكتسبتها من خلال تعاملك مع المجتمع الأمريكي؟

أفضل ما تعلمته وكان له الأثر الإيجابي من خلال هذه التجربة، هو انفتاحي على العالم والتعامل مع مختلف الثقافات والجنسيات، أيضا الثقة التي حصلت عليها هناك، فهم يتعاملون مع كل الطاقات ويستغلونها جيدا، ولا يشعرون الكفيف أنه لن يستطيع فعل شيء، بعكس الفكرة السائدة في ثقافتنا العربية أن الكفيف مثلا لا يستطيع أن يدرس كمبيوتر أو أن يفعل أشياء بها تحد، كما أني تعلمت معهم الاعتماد على النفس، فأنا أعيش بمفردي وأقوم تقريبا بكل شيء أحتاجه .

- من خلال تجربتك إلى أي درجة يختلف التعامل مع المكفوفين بين الغرب والعرب؟

بشكل عام وجدت هنا - بأمريكا- أنه لا يوجد فرق بيني وبين الآخرين لمجرد أن لدي إعاقة، بل بالعكس هم يؤمنون أن كل شخص يستطيع أن يبدع في الشيء الذي يحبه، لذا أكثر ما يهتمون به هو إخراج الطاقة الإبداعية التي بداخل كل فرد في المجتمع بغض النظر عن الجنس سواء كان رجلا أو امرأة أو معاقا أو صحيحا.

كما أني لم أجد هنا نظرة الشفقة التي نقابلها أغلب الوقت في أوطاننا العربية، وأنه طالما أنك معوق فيجب أن تكون مسكينا ومحلا للعطف والشفقة، أيضا لديهم الرغبة في التعلم، حيث قابلت بعض الأشخاص الذين لم يتعاملوا مع مكفوفين من قبل، ولكنهم كانوا حريصين أن يسألوا عن كيفية التعامل الصحيح مع المكفوفين دون إيذاء مشاعره .

مدرسة للمكفوفين

ما الذي تنوي عمله وتخطط له بعد انتهائك من الماجستير وعودتك للسلطنة؟

تخرجي بإذن الله سيكون في شهر مايو القادم ، وأنوي بعدها أن أعود لعمان بإذن الله وأبدأ بالبحث عن وظيفة مناسبة ، كما أتمنى أن أنقل خبراتي التي اكتسبتها هنا بأمريكا لاخواني وأخواتي المكفوفين بعمان .

أيضا أخطط أن أفتح مدرسة للمكفوفين يكون هدفها مساعدتهم بشكل أكبر على كيفية الاعتماد على النفس وكيف يكونون متصلين أكثر بالتكنولوجيا وهذا حلم من أحلامي الهامة التي أود تنفيذها بالمستقبل بإذن الله ، وربما أفكر بعمل الدكتوراة ولكن سأؤجل تنفيذ ذلك لبعض الوقت حتى أستقر في عمل وأحقق ذاتي في بلدي الحبيب.