894476
894476
الرئيسية

رؤى مشتركة مع السلطنة لاستقرار المنطقة بـ «الحكمة»

10 يناير 2017
10 يناير 2017

وزير الخارجية المصري لـ عمان :-

حكمة جلالة السلطان تلاقت مع رؤية مصر لتعزيز أمن المنطقة -

أمـــن الخليج واستقراره يمثــل أولوية لمصر ونقدر الوقفة التاريخية لدول المجلس -

مستقبل سوريا يرسمه أبناؤها وقنوات التواصل مفتوحة مع دمشق ولا نقدم أي دعم عسكري -

حاوره : سالم بن حمد الجهوري -

894487

أكد سامح شكري وزير الخارجية المصري الذي زار السلطنة خلال اليومين الماضيين، أن الثوابت المشتركة للعلاقات العمانية المصرية يمكن أن تخرج المنطقة من أتون الصراعات إلى الاستقرار وأن الحكمة التي تتحلي بها السلطنة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم أثبتت أنها الأقرب إلى التوجهات المصرية.

خلال الحديث تطرق إلى أمن الخليج الذي قال أنه يعزز الأمن القومي المصري، وعرج على الملف السوري الذي أكد أنه بيد السوريين وحدهم ووجه الدعوة إلى مساندة ليبيا لتجاوز مرحلتها الراهنة وحل الخلافات القائمة، إلى جانب التأكيد على أن العلاقات مع إيران ما زالت تراوح مكانها، وكذا دعوة العالم لأن يصدق في نواياه تجاه محاربة الإرهاب ، كما تطرق إلى ملفات أخرى منها الصراع العربي الإسرائيلي واليكم نص الحوار:

■ كيف يرى معاليكم العلاقات المصرية العمانية والتي تعود إلى ما قبل حقبة السبعينات؟

■ ■ العلاقات العمانية المصرية تتميز بالاستقرار، والاعتزاز والتقدير على المستويين الرسمي والشعبي، وقد جاء ذلك بناء على مواقف السلطنة التي وقفت بجوار مصر دائما في أوقات حساسة، وأظهرت رؤية فيما يتعلق بدعم مصر والحفاظ على قنوات اتصال وصياغة رؤية مشتركة، ويعتبر ذلك تاريخا يشهد له الجميع، لا سميا مع إسهامات جلالة السلطان وما أقره من سياسات حكيمة ساهمت في استقرار السلطنة وصياغة علاقتها بأشقائها العرب، وفي المجمل يمكننا القول إن العلاقات طيبة وتزداد قوة بعدما استعادت مصر استقرارها بعد خمسة أعوام، حيث جاءت ثورة 30 يونيو لتصحح الأوضاع وتستعيد مؤسسات الدولة المصرية وحدتها وقدرتها، وأصبحت في وضع المستوى الخارجي تسير وفق رؤية القيادة المصرية للرئيس عبد الفتاح السيسي، والسياسات التي وضعتها للتنسيق مع مؤسسات الدولة والمبنية على مبادئ راسخة من تراثنا وتاريخنا وحضارتنا العربية وديننا الحنيف، والمبنية أيضا على ثوابت في العلاقات الدولية والتي تتلخص في احترام متبادل، وعدم التدخل في شؤون الدول الداخلية والمصارحة، والبعد عن التآمر والإضرار بمصالح الآخرين، وجميعها مبادئ مستقاة من تراثنا وديننا ونعتز بها ونعمل من أجل تحقيق الخير لشعبنا وللأشقاء العرب لأن مصيرنا مشترك والتحديات التي تواجهنا واحدة.

وهذا يتوافق مع رؤية جلالة السلطان وسياسة السلطنة والتي تجعل قدرتنا على التواصل والتطابق في وجهات النظر إزاء الكثير من التحديات والقضايا التي تواجه الأمة العربية، لذا فإن علاقة جمهورية مصر العربية بسلطنة عمان لها إطارها الخاص القائم على الثقة المتبادلة والتضامن العربي والإسهام المشترك في صياغة مستقبل يجمعنا ويؤهلنا للتعامل مع التحديات.

رؤية مشتركة

■ هل من زيارة لفخامة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للسلطنة قريبا؟

■ ■ لم يحدد بعد، ولكن هناك تطلع دائما من سيادة الرئيس للتواصل مع حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم والمسؤولين العمانيين، وخلال المستقبل القريب نتطلع أن تتحقق تلك الزيارة.

■ ملفات مزعجة في الوطن العربي.. هل من رؤية مشتركة بين القاهرة ومسقط فيما يتعلق بهذه القضايا ومن أبرزها اليمن وسوريا والعراق؟

■ ■ بالطبع هناك رؤية مشتركة بين الجــــانبين ونعمل معا على تسوية كافة هذه الأوضاع بالوسائل السياسية بعيدا عن الجانب العسكري والقتال مع مراعاة أن هــــــناك مكونا معقدا للأوضاع في الثلاث دول وهي نفاذ التنظيمات الإرهابية التي تعمل لغير صالح هذه الدول فقط ولتحقيق مصالح ذاتية مرتبطة بتوجهات سياسية مرتبطة بهذه الظاهرة وأسلوب عملها انتهاج الإرهاب والعنف لتحقــــــيقها، وهذا عنصر يعقد المشهد لكن ما زال لدنيا كل الثقة بأن يتحمل أبناء الدول الثلاث المسؤولية من اجل الوصـــــــول إلى توافق بين أبناء الوطن الواحد، يراعي المصلحة القومية ويحـــــافظ على الدولة ومقدراتها ويحمي استقرار المواطن ويوفر له الأمن والأمان واحتياجاته الأساسية في كافة المجالات، وهذا هـــو المحور القائم بين رؤية القائم بين الســــــلطنة ومصر في هذه الملفات ونعمل على أن يكون هذا هو النهج ونتواصل مع شركائنا في الدول العربية لتحقيق هذا النهج واستمراره سوف يكون له من التأثيرات الإيجابية وقدرته على رسم وصياغة مسار مستقر للمنطقة.

أمن الخليج

■ وما هي رؤيتكم لما يتعلق بأمن الخليج؟

■ ■ أمن الخليج جزء لا يتجزأ من أمن مصر، والعكس صحيح.. وهناك مثل صريح على ذلك يتمثل في وقفة دول الخليج مع مصر ودعمها لمصر في ثورة 30 يونيو وتقدير أهمية استعادة مصر لاستقرارها وقدرتها على أن تكون عضوا فاعلا في المنطقة والساحة العربية، وهذا يجعلنا اكثر حرصا على استمرار العمل العربي المشترك وإيجاد الآليات المناسبة لتحقيق الأمن القومي العربي، لذا فإن رؤيتنا في ذلك لم تتغير، ولن تتغير لأنها مرتبطة بوحدة متكاملة، ولأننا نشعر أن اتحادنا قوة وقدراتنا الجماعية تؤهلنا للتصدي لأي تحديات ولنكون أداة ردع لأي اعتداءات من خارج المنطقة تهدد الأمن العربي، وهذه عقيدة مستقرة لدينا نعمل على تدعيمها.

الملف السوري

■ وماذا عن تقاطع الرؤى خاصة فيما يتعلق بالملف السوري وما يجعل بعض المواقف غير متطابقة؟

■ ■ لا أتفق معك في وصف «تقاطع في الرؤى» ولكن هناك مثل ما بدأت وحدة في الهدف، يعتبر هذا الهدف هو الحفاظ على وحدة الشعب السوري الشقيق، وإعفاؤه مما يتعرض له خلال السنوات الماضية من قتل وتدمير وإهدار لمقدراته وضرورة أن نشهد سوريا جديدة معبرة عن الشعب السوري، وكل هذه الأهداف نشترك فيها ولا يوجد أي تقاطع في الرؤى فيما يتعلق بهذا الجانب، وإنما هناك عمل دؤوب من قبل مصر والأشقاء من أجل تحقيق لهذه الأهداف، وهناك دائما تكامل في الأدوار والجهود وهذا يثري الوصول الى الهدف، وإذا أخذنا مناحي مختلفة فهذا يعبر عن تكامل يخدم المصلحة وليس تقطعا، ويجب أن ننظر دائما إلى الشق الإيجابي الذي نخدم به حل القضايا العربية.

هل هناك وجود عسكري مصري بسوريا

■ وهل هناك مستشارون مصريون في سوريا؟

■ ■ لا إطلاقــــــا.

■ تردد الكثير حول هذا الأمر بما نحتاج معه التوضيح من معاليكم؟

■ ■ بالفعل يتردد الكثير من الشائعات، ويمكننا التكهن بأسباب ترديد مثل تلك الشائعات ويمكننا أن نطلق عليه «الاصطياد في الماء العكر» ومحاولة لتصوير بطريقة مغايرة للواقع لتحقيق أهداف سياسية، بالتأكيد هناك دول تتربص لمصر بإشاعة مثل هذه الأخبار غير الصحيحة ، ولا يجب أن يعول عليها أو يتاح لها مجال للانتشار خاصة وأن مصر تنفي بشكل دائم وعلى المستمع أن يثق في الموقف المصري والذي يعلن بشكل صريح في كافة المحافل الدولية عن مواقفه بوضوح، وإذا كان لدى سوريا مستشارون مصريون فإن مصر سوف تعلن عن ذلك بشكل صريح ولا يوجد ما نخفيه ولا نرى أي مصلحة للشعب السوري في تواجد مستشارين مصريين في الأوضاع الحالية.

التواصل مع دمشق

■ هل هناك اتصالات مع الحكومة السورية حاليا؟

■ ■ بالطبع .. التواصل قائم عبر التمثيل القنصلي بين العاصمتين (سوريا- القاهرة) والذي يؤدي دوره في إطار رعاية مصالح مشتركة، وهذا يستفاد منه في حث الحكومية السورية بالسماح بوصول المساعدات الإنسانية والعبور، واستغلت من قبل دول أوروبية من خلال الاتصالات المتاحة، لتوفير المساعدات الإنسانية ونفاذها إلى الساحة السورية واستغلال هذه القنوات في الإلحاح على الحكومة السورية على الانفتاح والمرونة على المسار الأممي للمفاوضات والخروج من الصراع العسكري، إلى الحل السياسي الذي ترعاه الأمم المتحدة واعتمده مجلس الأمن، لذا نعمل على تحفيز كافة الأطراف ( الحكومة السورية والمعارضة الوطنية) والأطراف الإقليمية والدولية أن تكون داعمة للمسار السياسي، لأنه بعد بعد تجربة السنوات الماضية وما نتج عنه من تدمير وقتل لأكثر من نصف مليون سوري وتهجير اكثر من نصف الشعب نتصور انه لا يمكن أن يستمر الوضع على ما هو عليه وان يتم تحقيق أهداف سياسية من خلال الصراع العسكري، لأن هذا لن يؤتي بثمار، ولن يتحمل الشعب السوري اكثر من ذلك بانتشار التنظيمات الإرهابية وانقضاضها على طبيعة المجتمع السوري وإرغامه على مناهج يرفضها، لذا نؤكد أن هذا الصراع الدموي لابد أن ينتهي بتحمل كافة الأطراف الوطنية مسؤولية الحفاظ على بلدهم ووطنهم ومقدرات شعبهم، أن ينتهجوا الحل السياسي ويصيغوا مستقبلا يرتضيه الشعب السوري.

مستقبل سوريا

■ من خلال رؤيتكم كيف ترون سوريا مستقبلا؟

■ ■ ليس من صلاحيتنا أن نحدد تصور هذا المستقبل، لكنه يقع على عاتق أبناء الشعب السوري، وبشكل أدق فإن لنا تصورا يتوافق مع المبادئ العامة التي تم إقرارها في ميثاق الأمم المتحدة في إطار العلاقات الدولية التي تؤكد إقامة نظم حكم قائمة على احترام حقوق الإنسان ومشاركة كافة الأطياف السياسية في مقاليد الحكم وصياغة المستقبل، لكن طبيعة تحقيق تلك المبادئ هي شأن الشعب السوري والأطياف السياسية والمسؤولون السوريون يصيغون تفاصيلها بما يتوافق مع طبيعة الأوضاع وتاريخ وتراث الشعب السوري.

خطوة مفاجئة للجامعة

■ كانت هناك خطوة فاجأت الكثير من الجمهور العربي وهي إبعاد سوريا عن جامعة الدول العربية، كيف ترى هذا الأمر؟

■ ■ لقد تم ذلك في ظروف وتوقيت له خصوصيته، وبما انه كان هناك توافق عربي على هذا القرار فإن ذلك يعد وجهة النظر الصائبة، روعي فيه كافة الظروف المحيطة لهذا الوقت وعلينا الآن أن نركز في الحاضر وكيف يمكن لسوريا أن تستعيد مكانتها وبالرغم من انه لا يمكن الاستغناء عن الشعب السوري ولكن يصعب العودة إلا بعد صياغة جديدة للأوضاع في سوريا، تراعي كافة الفصائل السورية وتصيغ إطارا جديدا يتم من خلاله استعادة الدولة السورية لاستقرارها، وهنا لابد أن يكون تقديرا واقعيا للأمور ونظرة أشمل.

■ تقصد من ذلك أن مصر مع القرار العربي فيما يتعلق بعملية الإبعاد من جامعة الدول؟

■ ■ هذا مرتبط بالتوقيت الذي اتخذ فيه هذا القرار والظروف المحيطة به، وقد كان قرارا توافقيا بين الدول العربية.

■ لكن بعضها فوجئت؟

■ ■ كل الدول العربية كانت مشاركة وتم صياغة القرار والتوجه.

■ هل كان لزيارات بعض المسؤولين السوريين إلى القاهرة مؤخرا خلال الشهور الماضية تنسيق أمني أو سياسي؟

■ ■ ربما التنسيق الأمني هو الأساس، خاصة وان الساحة السورية الآن هي ارض خصبة للتنظيمات الإرهابية المتطرفة والمحاربين الأجانب لذا لا بد أن نكون على تواصل دائم لرصد هذا الأمر.

التقارب المصري - الإيراني

■ هل هناك تقارب مع إيران؟

■ ■ ليس هناك أي تحول أو اختلاف عن الوضع القائم، ما زال على ما هو عليه قبل 30 عاما، لا توجد علاقات دبلوماسية بين البلدين، ولا يوجد حوار مباشر أيضاً، باستثناء الحوارات القائمة على العضوية المشتركة في عدم الانحياز ومنظمة التعاون الإسلامي والدوائر المختلفة للأمم المتحدة، وهناك توافق في بعض الرؤى حول ما يتعلق ببعض المشكلات العربية، ويمكننا القول إنها «متوازية» وليست متقاطعة، وعلى الجانب الآخر نحن نقدر الشعب الإيراني وحضارته وقدراته والرباط التاريخي بين الشعب المصري والإيراني لكن لنا أيضا تقدير لأهمية أن تبقى العلاقات مع المحيط العربي مبنية على عدم التدخل ومحاولة النفاذ والتأثير والتدخل بما يؤثر على الأمن القومي العربي، وهذه قضايا تعاملنا معها منذ البداية بوضوح ولا يوجد عداء لأي طرف، وإنما حتى تكون هناك طبيعية لابد أن تكون مبنية على العلاقات التي ذكرناها في بداية حديثنا والتي تتوافق مع المبادئ المصرية، خاصة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية.

■ التقارب المصري الإيراني سوف يساهم في حل عدد من القضايا والتخفيف من الاحتقان.. أما ترون أن الوقت حان لهذا التقارب؟

■ ■ كدولتين بهذا الحجم لدينا القدرة المشتركة اذا كان هناك صدق في النوايا أن نعيد صياغة العلاقة ونضعها في إطارها السليم، ولكن حتى يتم ذلك لا بد من استخلاص المظاهر والمبادئ التي أشرنا إليها سابقا التي تتلخص فيها عدم انتقاص أي دولة من الأخرى، وإذا لمسنا التوجه الإيجابي فنحن حريصون على العلاقات الإيجابية مع كافة دول العالم.

لم الشمل العربي

■ هل في الرؤية المصرية القريبة أي مبادرات لـ «لم الشمل العربي»؟

■ ■ هذه رؤية دائمة وليست مرتبطة بزمان أو مكان وسياسة راسخة لدى مصر بتعزيز التعاون العربي وتوحيد الرؤى وتزكية الإدراك بالمصير المشترك اعتمادا على التاريخ المشترك، وإنما بمواردنا المشتركة يمكننا مواجهة أي قوى، وكلما فعلنا آليات التعاون والتضامن كلما كانت قوتنا الجماعية حصن أمان لتحقيق الاستقرار لشعوبنا.

مكافحة الإرهاب

■ الإرهاب يواجه معارك عدة في دول قريبة من مصر مثل ليبيا.. كيف تنظرون للأمر؟

■ ■ لدينا رؤية في ذلك تتلخص في أنه لا يمكن القضاء على الإرهاب دون تدخل المجتمع الدولي لمواجهة هذه الظاهرة ، ولكن في التعامل الشامل ينبغي أن لا نأخذ تنظيما ونهمل آخر وأن نقدر القاعدة الفكرية المرتبطة بهذه التنظميات، إنها جميعها واحدة حتى اذا تعددت المسميات سواء أكان «تنظيم الدولة الإسلامية»، جبهة النصرة، أحرار الشام، بوكو حرام، الأخوان، كلها قاعدة فكرية واحدة تسعى لهدف واحد وهو الهيمنة والسيطرة على مقدرات الشعوب، وفكرة الخلافة والحكم لقادة وأمراء لهذه الجماعات المتطرفة، يجب أن يواجها المجتمع الدولي بمصداقية هذه الكيانات والمؤسسات والدول التي تنتهج مواقف داعمة على الرغم من موقعها الجغرافي البعيد، وتمول بعض التنظيمات المتطرفة، ولا يمكن أن تظل هذه الدول لها علاقات طبيعية ببقية الدول، فاصبح لها القدرة على فعل شيء سلبي وتعتقد أن الحماية التي توفر لها من قبل أطراف دولة تجد لها في ذلك مصلحة ، وهنا الحديث ظاهريا عن مواجهة الإرهاب هي تؤيده في الباطن.

دول داعمة

■ واضح من قضية من الأطراف الدولية أن هناك تلميحات إلى دول كبرى؟

■ ■ بالفعل هناك دول كبرى تستغل دول صغرى، متغايرة في الفكر والمنهج، لكن الكل يعلم كيف تصاغ سياسات أمنية وسياسية واقتصادية تؤدي إلى دحر هذه الظاهرة وعبر التاريخ كل من حاول استخدام هذه التيارات المتطرفة سرعان ما انقلب عليه ، وهذا ما يحدث الآن ونراه بشكل واضح في دول دعمت هذا الفكر وباتت الآن تعاني من وجوده على أراضيها، وهذا ما علينا أن نستفيد منه ونستفيد من تجارب التاريخ، وأن لا نقع في الأخطاء نفسها.

مكافحة الإرهاب

■ وأين وصلت مكافحة الإرهاب في سيناء؟

■ ■ القوات المسلحة المصرية تعمل على تأدية دور حيوي في الحفاظ على أمن مصر ومواجهة أطماع هذه التيارات الإحرامية وما تقترفه من أعمال سواء بإيذاء أهالي سيناء، أو وضع متفجرات في المدن المصرية كما حدث بالكنسية البطرسية مؤخرا أو الاغتيالات وتضحيات عددية قامت بها القوات المصرية التي عملت بحرص شديد حتى لا تؤثر على أبناء الوطن الشرفاء في سيناء، وقد جاء ذلك بعمل شاق تعرضت خلاله قوات الجيش والشرطة للعديد من الضحايا وقد تحققت الكثير من الإنجازات التي كسر معها شوكة تلك التنظيمات الإرهابية.

الطائرة الروسية

■ يقودنا ذلك إلى تفجير الطائرة الروسية.. إلي أين وصلت التحقيقات؟

■ ■ لم تنتهِ بعد، مثل العديد من حوادث الطيران المدني، حيث تستغرق وقتا طويلا نظرا للتعقيدات والفنيات المرتبطة بهذا المجال وضرورة مراعاة القواعد الدولية فيه، وهو عمل شاق، له فنيات عديدة متصل بإعادة تحليل الحطام ومكونات الطائرة والصندوق الأسود ومحتوياته وكل البيانات الموجودة فيها وبمجرد انتهاء التحقيقات سوف تعلن مصر عن النتائج بكل شفافية، وبعيدا عن ذلك فإن مصر تتخذ أقصى درجات الأمن التي تحقق السلامة لكافة المنشآت وتتبع احدث التقنيات ولا توجد دول معفية من هذا الأمر، ومؤخرا رأينا ما حدث بالولايات المتحدة الأمريكية.

الشـــأن الليبي

■ ماذا عن الدور المصري فيما يتعلق الشأن الليبي.. خاصة وأن السلطنة أيضا شاركت من خلال جمع الأطراف في مسقط وظفار؟

■ ■ ندعم كافة الجهود التي تعزز التوافق بين كافة الفصائل، وقد دعمنا اتفاق الصخيرات الذي تم التوصل إليه خلال حوار جامع وشامل، كما ندعم كافة المؤسسات الليبية ممثلة في المجلس الرئاسي والنواب والجيش الوطني ، لكن ما زالت هناك حراك سياسي واعتبارات جغرافية وقبلية لا بد من أن ينهض الليبيون لمسؤولية الحفاظ على وطنهم ، ومنح الفرصة لمقاومة الإرهاب على ارضهم واقتلاعه من الأراضي الليبية، ونحن نعمل على وحدة الأراضي الليبية والحفاظ على مقدراتها وخدمة الشعب الليبي، ولهذا نجمع كافة الأطياف السياسية بشكل دوري في ليبيا للمناقشات والتحاور في مناخ آمن ومحايد ونزكي من جانبنا المصلحة الوطنية ونرى أن هناك شخصيات لديها القدرة والمكانة لقيادة المرحلة القادمة ونؤمن بضرورة التوصل لاتفاق سلمي وتنفيذ اتفاق الصخيرات المعتمد من قبل مجلس الأمن.

■ كانت هناك عملية عسكرية نوعية لمكافحة الإرهاب في ليبيا؟

■ ■ كانت عملية واحدة عندما تم ذبح 12 مصريا على أيدي متطرفين على السواحل الليبية، حيث كان على مصر أن تتخذ موقفا محايدا وحازما ومؤلما لهذه التنظيمات وهذا هو التدخل الوحيد والشرعي وفقا لميثاق الأمم المتحدة وموافقات الحكومة الليبية، ومن ناحية أخرى تعمل مصر بصورة دائما على تأمين حدودها الغربية دون شريك، والحمد لله القوات المسلحة والأجهزة الأمنية تعمل بقدر عال من الكفاءة لتأمين تلك الحدود وعدم نفاذ أي من التنظيمات الإرهابية الى الأراضي المصرية.

حيث كانت ضربة جوية استهدفت معاقل المتطرفين ردا على عملية الذبح التي قاموا بها.

القضية الفلسطينية

■ أخيراً.. القضية الفلسطينية، أصبح اليمين الإسرائيلي متوحشاً وساهم في زيادة رقعة المستوطنات والاستيلاء على الأراضي ، هل من دور مصري ضاغط على إسرائيل في هذا الجانب؟

■ ■ أوضح فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي في مناسبتين مستقلتين الرؤية المصرية إزاء القضية الفلسطينية، وأهمية الحفاظ على حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية تلبية لطموحات الشعب الفلسطيني، وان تكون عاصمتها القدس الشرقية ، وأن يحفز الجانبان استمرار المفاوضات فيما بينهم لإقرار هذا الحل وهو المنهج الذي نعتمده وتتوافق معنا العديد من الدول العربية اعتمادا على المبادرة العربية، ونحن على تواصل مستمر لمحاولة إقناع الحكومة الإسرائيلية بجدوى إنهاء الصراع وما سيسفر عنه من إعفاء المنطقة من الاضطراب وفتح المجالات لتطبيع الأوضاع وإعفاء الشعوب من الويلات واستعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة.