893416
893416
تحقيقات

متى تنفذ المرحلة الأولى من توسعة طريق الرسيل- بدبد

10 يناير 2017
10 يناير 2017

893414

هل تأثرت بالظروف الاقتصادية -

مطالب بالإسراع في طرح مناقصة المشروع لأهميته الاجتماعية والاقتصادية  -

النشاط العمراني والتجاري والصناعي يستهلك الطريق ويزيد الزحام -

الشاحنات القاسم المشترك في ثلاثة حوادث على الطريق بوقت واحد -

تحقيق :‏‏‏ عبدالله بن سيف الخايفي -

رحل عام 2016 ولا يزال مشروع المرحلة الأولى من توسعة طريق الرسيل - بدبد الذي أعلن عنه منذ أربع سنوات في الأدراج رغم تصريحات المسؤولين في وزارة النقل والاتصالات في 2015 بانتهاء الدراسة والتصميم والوعود بالدفع بمناقصته مع انتهاء الربع الأول من العام الماضي لكن المشروع لا يزال معلقا بانتظار اعتماده ضمن الأولويات في ظل مخاوف من تأثره بالظروف الاقتصادية.

المواعيد المعلنة تعدت زمنها بينما المعاناة تزداد، ومستخدمو الطريق يتابعون التصريحات التي تخرج من وزارة النقل والاتصالات لكنها لم تتطرق خلال الفترة الماضية إلى طرح المناقصة في الوقت الذي تزداد فيه حركة الشاحنات كثافة على هذا الطريق الحيوي يقابلها تسارع النمو العمراني والتجاري والصناعي في المناطق المحيطة الأمر الذي يفاقم مشكلة الازدحام ويعطل أنشطة اجتماعية واقتصادية مهمة ويعرقل الكثير من المصالح العامة.

الشاحنات كانت القاسم المشترك في عدد من الحوادث المتكررة أبرزها ثلاثة منها وقعت دفعة واحدة وقعت منذ فترة على طريق الرسيل- بدبد أدت الى توقف الحركة المرورية على طول الطريق وحتى سيح الأحمر.

سعادة المهندس سالم بن محمد النعيمي وكيل وزارة النقل والاتصالات للنقل أكد نهاية عام 2015 في تحقيق نشرته (عمان) وقتذاك أن مشروع إضافة الحارتين الثالثة والرابعة على طريق برج الصحوة - بدبد يحتل أولوية في أجندة الوزارة للخطة الخمسية القادمة.

وقال إن المرحله الأولى من المشروع مقررة أن تكون من تقاطع طريق مسقط السريع إلى تقاطع بدبد - صور مع تعديل في بعض المواقع خاصة في أماكن المنعطفات الخطرة، وستشمل إنشاء جسر يربط بدبد بسيح الأحمر وجسر آخر ليربط الطريق المتجهة إلى المسفاة والأنصب. وأكد وكيل النقل قبل عام على جاهزية التصميم الابتدائي للمشروع وانتظار انتهاء الدراسة في فبراير 2016 ثم الدفع به إلى المناقصات. . لكن 2016 انقضى وحتى كتابة هذا التحقيق لا يوجد ما قد يشير إلى توجه بتنفيذ التوسعة المنتظرة.

(عمان) تبحث عن إجابات شافية حول واقع هذا المشروع وأين هي المرحلة الأولى من أولويات مشروعات النقل في الوقت الراهن .. هل ستنفذ ومتى أم تأثرت بالأوضاع الاقتصادية ولم تعد في قائمة الأولويات ؟

مواطنون: لا نعلم

عدد من المواطنين التقتهم (عمان) قالوا إنهم ليسوا على اطلاع بأية مستجدات بشأن ما اذا كانت توسعة الطريق ستنفذ أم لا وهل تأثرت بالظروف الاقتصادية الحالية، فوحدها وزارة النقل تعرف ما يجري لكننا لا نشاهد أي حراك أو نشاط ميداني.

طلبات المواطنين

وجدد أهالي المناطق التي يعبرها الطريق مطالبهم بضرورة الأخذ في الاعتبار ربط الطريق بالقرى التي يمر بها وهي سعال وسيح الأحمر والعمقات والملينة وفنجاء ومركز ولاية بدبد ونفعا وحي وادي الضبعون وحميم وثميد.كما تحدثوا عن حاجة المنطقة إلى جسرين أحدهما من الطريق السريع إلى فنجاء والآخر يربط العمقات بسيح الأحمر وأهمية رفع معابر الأودية الحالية واستخدامها كمعابر ربط بين الضفتين.

وتحدث ناصر بن عبدالله الندابي عن الأهمية الاستراتيجية للطريق الذي قال إنه يخدم عمان كلها من خلال دوره في ربط جميع المحافظات تقريبا ويعتبر طريقا دوليا حيث يصل إلى اليمن مرورا بمحافظة ظفار، وأرجع الندابي تأخير التنفيذ إلى أسباب قال إنها تعود إلى سوء التخطيط من قبل الإسكان التي توزع مخططات في إحرامات المشاريع الخدمية وغياب التنسيق مع وزارة النقل والاتصالات التي تتفاجأ لاحقا بوجود أملاك خاصة يتحتم معها دفع تعويضات باهظة ربما تكون ضعف قيمة المشروع نفسه وتستغرق هذه الاجراءات فترة زمنية طويلة تؤخر تنفيذ المشروع.

وبدا ناصر الندابي أقل تفاؤلا بقرب تنفيذ التوسعة وقال: يبدو أن الأمور تعقدت خاصة مع الظروف الاقتصادية الحالية لكنه عاد ليؤكد على أهمية الدور الحيوي لهذا الطريق وتعرضه للاستهلاك الجائر من قبل الشاحنات التي قال إن حركتها الكثيفة دمرت الحارة اليمنى ولم تعد صالحة للسير في ظل عدم الالتزام بالحمولات القانونية والتوقف عن إخضاعها للوزن فاصبحت عبئا ثقيلا وخطرا على مستخدمي الطريق مؤكدا على أهمية أن يكون الطريق أولوية في مشاريع البنى الأساسية .

بدوره تحدث سالم النبهاني الذي يتردد على الطريق نهاية كل أسبوع عن حجم المعاناة التي يكابدها بسبب الزحام الشديد وخاصة في أوقات الذروة ومخاطر مزاحمة الشاحنات فقال « الزحام على هذه الطريق يكاد لا ينتهي ويتسبب كثيرا في هدر الوقت ويضيف : يحتاج السائق إلى انتباه شديد وتركيز كبير ويجب أن يكون حاضرا ذهنيا وكثيرا ما يدفع السائقون ثمن حالة الطريق التي اصبحت غير آمنة مع تهالك أجزاء كبيرة من الحارة اليمنى وتكدس المركبات في مسار واحد.

سائقو الشاحنات أيضا لديهم معاناتهم على الطريق يحكي جزءا منها سعيد المقبالي سائق شاحنة كثيرا ما يستخدم الطريق في مهام نقل منتظمة فيقول إن معاناة سائق الشاحنة ربما تعادل ضعفي معاناة سائق المركبة الصغيرة فكثيرا ما نقضي أوقاتا عصيبة في الطريق المزدحمة أضف إلى ذلك أن سائق الشاحنة يتحمل اللوم في كثير من المناسبات رغم أن الأخطاء على الطريق واردة ومشتركة وربما لا يكون سائق الشاحنة سببا فيها.

أين الوضوح والشفافية؟

سعادة الشيخ حمود بن علي المرشودي والي بدبد أكد على أهمية الطريق الحيوي لكنه قال إنه غير مطلع على أية مستجدات بشأن المشروع متمنيا أن يتم الإسراع في تنفيذ التوسعة في أقرب وقت ولافتا إلى حجم معاناة مستخدمي الطريق ومطالب المواطنين لحل إشكاليات الاختناقات المرورية .

وحث والي بدبد وزارة النقل والاتصالات والجهات ذات العلاقة على الإسراع في طرح مناقصة المشروع مبديا استعداده للتعاون لحل أية إشكاليات عالقة فيما يتعلق بخط سير التوسعة في الولاية.

ودعا سعادته الجهات المختصة إلى الوضوح والشفافية بشأن المشاريع التنموية وإطلاع المواطنين بالظروف المحيطة بتنفيذها أو تأجيلها.

الشورى: نقدر الظروف

سعادة أحمد بن محمد الهدابي نائب رئيس اللجنة الاقتصادية بمجلس الشورى عضو المجلس ممثل ولاية بدبد قال إنه متابع للمشروع موضحا إنه تم تقسيمه إلى مرحلتين الأولى من تقاطع طريق مسقط السريع بالرسيل حتى تقاطع بدبد- صور بينما المرحلة الثانية ستكون من دوار برج الصحوة إلى تقاطع الرسيل.

وأوضح أن أولوية التنفيذ ستكون للمرحلة الأولى ذات الأهمية الملحة حاليا مشيرا إلى أن أحدث المستجدات في هذا الشأن هو جاهزية كل من التصاميم النهائية والمناقصة لكنها لم تطرح للتناقص بعد، مشيرا إلى أن هناك موافقة على الاعتماد المالي وأن الوزارة رفعت مذكرة إلى المجلس الأعلى للتخطيط بانتظار اعتماده كمشروع إنمائي.

وأعرب الهدابي عن ثقته بتنفيذ المشروع قريبا مؤكدا أن وزارة النقل جادة لطرح المناقصة فور اعتماد المخصصات المالية معربا عن أمله أن يكون طرحه مطلع عام 2017 ضمن المشاريع المدرجة في الميزانية.

ونوه الهدابي إلى أن الظروف اختلفت، فالأوضاع الاقتصادية ترتب عليها مراجعة كثير من الأولويات والمخصصات المالية التي كانت موضوعة للمشاريع وقال نحن في مجلس الشورى نقدر هذه الظروف ولا نستطيع ان نضغط في اتجاه معين ومقتنعون بأن هناك أولوية.

وأكد أن المشروع مهم جدا والحكومة مقتنعة بأهميته وترى وزارة النقل والاتصالات أن يتم البدء في المرحلة الأولى وكذلك هي رؤية المجلس الأعلى للتخطيط ايضا.

وقال نائب رئيس اللجنة الاقتصادية بمجلس الشورى عضو المجلس ممثل ولاية بدبد ربما هناك إعادة جدولة في ظل الظروف الحالية لكننا لا نعرف التفاصيل بشأن هذه المشاريع في الموازنة وسنطالب بمعرفة ما إذا كانت ستبدأ العام المقبل أم أنها ليست ضمن الموازنة.

أما بالنسبة للمرحلة الثانية من المشروع فقال الهدابي إنها لا تزال في مرحلة التصاميم .

المعطيات الحالية

من جانبه استبعد سعادة عبدالله بن حمود الندابي عضو مجلس الشورى ممثل ولاية سمائل تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع توسعة طريق الرسيل - بدبد العام الجاري 2017 وفق المعطيات الحالية وذلك بسبب الأوضاع الاقتصادية وقال إن آخر المعلومات المتاحة من وزارة النقل والاتصالات عن المشروع تشير إلى أنه في الدراسة ولا نعلم ما إذا كانت مناقصته ستطرح أم ستؤجل لافتا إلى أنه لا توجد أسباب أخرى تحول دون طرح المشروع.

النقل لا ترد..

(عمان) حملت تساؤلات المواطنين إلى المسؤولين في وزارة النقل والاتصالات مطلع نوفمبر الماضي لتوضيح خطط الوزارة بشأن أولوية توسعة الطريق ضمن أجندة برامجها لعام 2017 وتواصلت مع المختصين في الوزارة مرارا وتكرارا لكن ردا من الوزارة لم يصل حتى نشر هذا التحقيق.

الآمال مشرعة

وفي ظل عدم توفر المعلومات من الجهة المعنية وتواري المسؤولين عن الحضور الصحفي تبقى تساؤلات المواطنين مفتوحة ومطالبهم بالشفافية والوضوح مطروحة، كما ستبقى الطموحات والآمال مشرعة بأن يرى المشروع النور في قادم الأيام.

معطيات مهمة جدا تستدعي الإسراع في تنفيذ المشروع ليخدم حركة النقل على هذا الطريق الحيوي والنمو العمراني والتجاري والصناعي في المناطق المحيطة وتلك المؤدي إليها الطريق الذي يصل محافظة مسقط بمحافظات الداخلية والشرقية والظاهرة والوسطى وظفار فضلا عن حركة الانتقال اليومية المتزايدة.

وتفرض جغرافية المنطقة واقعا يزيد حدة المعاناة فتنعدم المعابر التي تربط القرى المحيطة بالطريق (أنفاقا أو جسورا) ابتداء من بلدة سعال وحتى بلدة فنجاء- فتكثر الحركة الالتفافية بين الضفتين- كما تكثر ايضا الانحناءات والتعرجات والانعطافات الحادة مسببة في كثير من الأحيان حوادث مرورية. وتصل المعاناة من الازدحام الخانق ذروتها في وقت ذهاب الموظفين وعودتهم من أعمالهم وتتركز في بداية ونهاية الإجازات الأسبوعية والرسمية و تعتبر حركة الشاحنات على هذا الطريق عاملا في زيادة الازدحام ومخاطر المرور.