890877
890877
العرب والعالم

الجيش السوري يواصل هجومه على «وادي بردى» لتأمين إمدادات المياه للعاصمة

06 يناير 2017
06 يناير 2017

القوات التركية تعلن مقتل 32 من «داعش».. وروسيا تبدأ تقليص تواجدها العسكري -

عواصم - عمان - بسام جميدة - وكالات:-

قال سكان ومقاتلون من المعارضة إن الجيش السوري وحلفاءه واصلوا امس هجوما بدأ منذ أسبوعين للسيطرة على واد استراتيجي يحوي نبعا رئيسيا يوفر إمدادات المياه لأربعة ملايين نسمة في العاصمة دمشق.

وقال السكان والمقاتلون إن الضربات الجوية والقصف من جانب جنود الجيش ومقاتلي جماعة حزب الله المتمركزين في الجبال المطلة على الوادي الواقع على الطرف الشمالي الغربي للعاصمة اشتدت في الساعات الثماني والأربعين الماضية.

وقصفت عشرات الطائرات المنطقة حول نبع عين الفيجة وقرى بسيمة وكفر الزيت والحسينية التي تشكل جزءا من عشر قرى يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في الوادي.

ولم ينجح الجيش السوري بمساعدة جماعة حزب الله في تحقيق أي تقدم كبير في الوادي منذ بدأ هجومه لاستعادة المنطقة الاستراتيجية واتهم مقاتلي المعارضة بتلويث النبع بالديزل.

ورفض مقاتلو المعارضة عرضا من الحكومة بمغادرة المنطقة إلى محافظة إدلب التي تسيطر عليها المعارضة في شمال سوريا. وكان مقاتلو المعارضة قد تخلوا عن مناطق كبيرة بينها حلب بموجب اتفاقات مشابهة.

ويقول سكان المنطقة إن طبيعة أرضها الوعرة تعطي مقاتلي المعارضة -وهم من فصائل معتدلة ومن فصائل إسلامية- ميزة طبيعية للتصدي لأي قوات زاحفة.

وقال أبو محمد القلموني وهو مقاتل من المعارضة على تواصل مع زملائه داخل الوادي إن القوات السورية لا تستطيع التقدم بسهولة وإنه حتى لو كانت تفوق مقاتلي المعارضة عددا فإن المقاتلين يستطيعون بسهولة أن يضربوا أي قوات متقدمة من المداخل الثلاثة الرئيسية للوادي المحاصر.

ووضع الهجوم العسكري اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه روسيا وتركيا بهدف بدء محادثات السلام السورية في كازاخستان تحت ضغط.

وحذرت المعارضة من أنه إذا لم يوقف الجيش السوري هجماته فإنها ستعتبر أي هدنة لاغية وباطلة. كما علقت المعارضة أي مناقشات بشأن المشاركة في محادثات السلام المقبلة ما لم تضغط روسيا على الحكومة وحلفائها المدعومين من طهران لوقف الهجوم.

ويقع وادي بردى على الطريق من دمشق إلى الحدود اللبنانية وهو ممر إمداد مهم لحزب الله الذي يشارك بقوة في المعركة إلى جانب الجيش السوري.

وتسبب انقطاع إمدادات المياه من النبع في نقص حاد بعد أضرار لحقت بمحطة عين الفيجة التي تمد العاصمة بنحو 70 في المائة من احتياجاتها من المياه.

ويقول سكان العاصمة إن أسعار المياه المعبأة وعبوات المياه التي توصلها شاحنات خاصة للمنازل زادت لثلاثة أمثالها وإن السوق السوداء تشهد انتعاشا.

وجلبت حكومة الرئيس بشار الأسد إمدادات من محافظات أخرى لتعويض النقص في العاصمة وضخت مزيدا من المياه من الآبار الجوفية.ووصفت الأمم المتحدة انقطاع المياه عن ملايين الأشخاص في مدينة دمشق بسبب المعارك بأنه «جريمة حرب»، وقال رئيس مجموعة العمل في الأمم المتحدة حول المساعدة الإنسانية لسوريا يان إيغلاند، انه من الصعب معرفة الجهة المسؤولة عن الوضع في وادي بردى. وتابع إيغلاند «في دمشق وحدها 5.5 مليون شخص حرموا من المياه أو تلقوا كميات أقل لأن موارد وادي بردى غير قابلة للاستخدام بسبب المعارك أو أعمال التخريب أو الاثنين معا».

وأضاف المسؤول الأممي «نريد التوجه إلى هناك والتحقيق في ما حدث لكن قبل كل شيء نريد إعادة ضخ المياه»، موضحاً أن «أعمال التخريب والحرمان من المياه جرائم حرب لأن المدنيين يشربونها ولأنهم هم الذين سيصابون بالأمراض في حال لم يتم توفيرها مجددا». وتقدر الأمم المتحدة أن عدد السكان المدنيين في الوادي يبلغ نحو 45 ألفا لكن جماعات مدنية تقول إن العدد الإجمالي أكبر مرتين من هذا الرقم وإن معاناتهم تتفاقم يوميا بسبب القصف العنيف ونقص الغذاء والدواء. وأصيبت عشرات المنازل في حملة القصف.

وقالت الأمم المتحدة إن 1200 أسرة فقط غادرت المنطقة إلى مأوى تديره الحكومة في بلدة الروضة القريبة. وقال علاء منير إبراهيم محافظ ريف دمشق لوسائل الإعلام الرسمية إنه يأمل أن تعود المياه للعاصمة خلال الأيام القليلة المقبلة بعد أن يستعيد الجيش عين الفيجة.

وفي سياق اخر، قالت القوات المسلحة التركية في بيان امس إن جنودها ومقاتلين من المعارضة السورية قتلوا 32 متشددا من تنظيم داعش في اشتباكات بشمال سوريا أمس الاول. وفي استعراض موجز لعملياته العسكرية خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية دعما لمقاتلي المعارضة في شمال سوريا قال الجيش التركي إن طائراته دمرت 21 هدفا لداعش في منطقتي الباب وبزاعة منها مبان ومركبات.

وبدأت تركيا عملية (درع الفرات) منذ أكثر من أربعة أشهر لإبعاد متشددي داعش عن حدودها ومنع المسلحين الأكراد من السيطرة على الأرض بعد خروجهم.

من جهة اخرى، قال متحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية امس إن فصائل تدعمها الولايات المتحدة في سوريا انتزعت السيطرة على قلعة أثرية من تنظيم داعش في تقدم مهم استراتيجيا على التنظيم في معقله بمحافظة الرقة. وقال المتحدث طلال سيلو لرويترز إن القوات استعادت السيطرة على قلعة جعبر على ضفاف بحيرة الأسد أمس الاول. وتقع القلعة قرب سد على نهر الفرات تهدف قوات سوريا الديمقراطية إلى السيطرة عليه أيضا في المرحلة الحالية من حملتها.

وقال سيلو «كل توجه القوات باتجاه منطقة السد حاليا». وذكر أن تقدم القوات تباطأ بسبب الضباب الكثيف الذي أتاح لمقاتلي داعش استخدام أساليب الاندساس لمهاجمة القوات. ولا تفصل قوات سوريا الديمقراطية -التي تضم وحدات حماية الشعب الكردية القوية- عن السد إلا بضعة كيلومترات. وهذه القوات هي الشريك الأساسي للولايات المتحدة في الحملة التي تقودها ضد داعش في سوريا. وفي سياق آخر، أعلنت هيئة الأركان العامة الروسية، عن بدء تقليص تواجد قواتها العسكرية في سوريا، وسحب حاملة الطائرات «الأميرال كوزنيتسوف» وطراد «بطرس الأكبر» ومجموعة السفن المرافقة لهما من منطقة تمركزهما قبالة الساحل السوري.

وقال رئيس الأركان العامة في الجيش الروسي فاليري غيراسيموف ان ذلك يأتي تنفيذا لأوامر صدرت عن فلاديمير بوتين القائد العام الأعلى للقوات المسلحة الروسية وأن سحب السفن الروسية هذا يأتي تزامنا مع استمرار وقف إطلاق النار المعلن في سوريا 30 ديسمبر الماضي، والذي لا ينسحب على عناصر التنظيمات الإرهابية الدولية، وتابع غيراسيموف ان «الطائرات التابعة للبحرية الروسية في سوريا قامت خلال شهرين بـ 420 طلعة ودمرت 1252 موقعاً إرهابياً»، مشيرا الى أن المهام التي وضعت أمام مجموعة الطيران البحري الروسي في سوريا «تمّ تنفيذها».

وأوضح أن القوات الروسية شكلّت في سوريا «منظومة موحدة للدفاع الجوي مبنية على منظومات «إس 300» و«إس 400»، معتبراً ان «تحرير مدينة حلب، ساهم بإيجاد ظروفٍ مناسبة لحل النزاع سليماً في سوريا».

وحول المحادثات المرتقبة، أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، أن بلاده تدعم المحادثات السورية المزمع إقامتها في العاصمة الكازاخستانية أستانا، وقال «نأمل في هذه المرحلة أن يكون اللقاء في أستانا خطوة كبيرة إلى الأمام، في حال عقده، فمن البديهي أن الأمر يبعث على الشك، نظرا لتغير المواقف ولما يحدث حاليا (في سوريا)».

وكان المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا أعلن في وقت سابق يوم الخميس عن دعم الأمم المتحدة للمفاوضات السورية المرتقبة في استانا.

ومن المقرر ان تعقد مفاوضات استانة المزمعة في 23 يناير الحالي بحيث سيمثل وفد المعارضة كل القوى الموجودة على الأرض باستثناء تنظيمي «جبهة النصرة» و«داعش» بحسب ما أعلنته موسكو، حيث أبدت كازاخستان استعدادها استضافة المفاوضات السورية في العاصمة آستانا، لكنها اشترطت التزام جميع الأطراف باتفاق الهدنة مقابل إجراء المفاوضات.

وأضاف وزير الخارجية الأمريكي أنه تحدث مع كل من نظيره الروسي، سيرغي لافروف، والمبعوث الدولي الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، «وثلاثتنا متفقون على أن الهدف لم يتغير وهو الوصول إلى جنيف، حيث لا بد من إجراء مفاوضات حقيقية».