886878
886878
إشراقات

الشورى والبلدي.. يحملان أمانة شرعية ووطنية.. وخدمة الناس من أعظم العبادات

05 يناير 2017
05 يناير 2017

هما العين التي ينظر المجتمع من خلالها إلى ما يطمح لتحقيقه -

حاورهم: سالم بن حمدان الحسيني -

أكد عدد من المشايخ أن مجلسي الشورى والبلدي عليهما واجبات كبيرة وينتظر الوطن والمواطن منهما الكثير، وان على كل عضو اختير في مجلس خدمي أن يقوم بواجبه خير قيام. وعلى الناس أن يضعوا ثقتهم في هذه المجالس وأن يكوّنوا «الشورى والبلدي» فرق عمل تتحسس حاجات الناس ورغباتهم وعلى العضو المنتخب أن لا ينظر اليهم من برج عال وأن يكون الجميع معينا للحكومة في وضع خططها وتصوراتها المستقبلية.

وأشاروا إلى أن على الأعضاء الذين يمثلون المجتمع في مجلسي الشورى والبلدي وأولوهم ثقتهم أن يكونوا جديرين بهذه المحبة وألا يدخروا جهدا في السعي نحو إصلاح المجتمع لما فيه مصلحة الوطن والمواطنين، وعلى المجتمع أن يعينوهم على ذلك وعليهم أن يدركوا أنهم لم ينتخبوا شخصية يمكنها أن تغير الظلام إلى ضوء في غمضة عين وإنما يحتاجوا إلى شيء من الصبر والتروي والتأني.

مؤكدين أن خدمة المجتمع لا تنحصر في شخص معين وانما على كل فرد من أفراد المجتمع أن يقوم بدوره وأعضاء المجالس المنتخبون تلقى على عواتقهم مسؤولية كبيرة فعليهم ان يكونوا همزة وصل بين الحكومة وبين المجتمع المحلي والقيام بمسؤوليتهم تجاه بلدهم لما فيه الصالح العام وعليهم أيضا متابعة الخطط التنموية التي تعدها الحكومة.. جاء ذلك في لقاء معهم.. نقرأه في الحوار التالي:

تحدث فضيلة الشيخ إبراهيم بن ناصر الصوافي عن الواجب الذي على أعضاء مجلسي الشورى والبلدي القيام به ودور المجتمع تجاههم فقال: المناصب التي يتبوأها الإنسان لا ينبغي أن ينظر إليها على أنها تشريف أو تحقيق منزلة اجتماعية بمقدار ما ينظر إليها على أنها تكليف ومسؤولية وواجب عليه أن يقوم بها على أكمل وجه مخلصا لله ومحتسبا الأجر فيه وأن يكون صادقا مع نفسه ووطنه والناس الذين انتخبوه ليكون العين التي ينظرون من خلالها الى ما يطمحون تحقيقه في منطقتهم، وهذا لا يتم له إلا بالاستعانة بالله وان يعرف العضو المنتخب الهدف الذي وصل إليه الى هذا المنصب وأن تكون لديه خطط واضحة يسير عليها وأهداف يريد أن يصل إليها وان يكون قريبا من الناس ومتحسسا لحاجاتهم ومساعدا لهم وليس له أن يستغل المنصب لتحقيق غايات نفسية ومكاسب مادية على حساب ما أوكل إليه من عمل، فانه يحمل أمانة شرعية وأمانة وطنية كذلك، اذ خدمة الناس من أعظم العبادات التي يحبها الله.

وأكد أن الأوطان لا تبنى إلا بسواعد أبنائها الفتية المخلصة على اختلاف مستوياتهم وطبقاتهم ووظائفهم إذ يتعاون الجميع متكاملين لتحقيق ما يطمح إليه الوطن وأبناؤه، وذلك واجب كل عضو اختير في مجلس خدمي سواء كان مجلس الدولة أو مجلس الشورى أو المجلس البلدي. أما لو نظرنا الى الناس الذين اختاروا هذا المترشح فينبغي منهم أيضا أن يضعوا أيديهم على يدي هذا العضو المنتخب فانه لا يستطيع بنفسه أن يحقق كل شيء فلابد أولا أن يرفعوا حوائج المنطقة وان يكوّنوا فرق عمل تتحسس حاجات الناس ورغباتهم في حدود ما يستطيع العضو أن يساعدهم فيه، ولا يكتفوا بتقديم الطلبات فحسب بل يعينونه في القيام بالأعمال المكملة التي تسرع في تحقيق ما تطمح اليه المنطقة.

وأوضح الصوافي قائلا: ولا ينبغي أن توجد هناك فجوة بين العضو المنتخب وبين المواطنين فلا ينظر اليهم من برج عال ولا هم يزهدون فيه وفي المنصب الذي تبوأه لأنه يستطيع من خلال ما أوتي من صلاحية أن يصل إلى حيث لا يصلون وأن يوصلوا طلباتهم حيث تلقى من يتقبلها وعلى الناس أيضا ألا يستعجلوا النتائج وان يكون معهم تريث وحكمة لتعاطي الأمور وتعقل في طرح القضايا وان يبدأوا بالقضايا حسب أهميتها فيبدأون بالأهم قبل المهم، وبالمهم قبل الثانوي وبالمصلحة العامة قبل المصلحة الخاصة وهكذا يتحقق الغرض المنشود من وجود مثل هذه المجالس وذلك من شأنه أن يرفع منسوب الخدمات المقدمة للمواطن وان يكون معينا للحكومة فعليه وضع خططها وتصوراتها المستقبلية فتكون خططا مرسومة على أسس تعتمد معايير صحيحة بدلا من أن تكون الخطط مبنية على الحدس والتخمين فقط.

حسن الثقة

أما أحمد بن سالم الخروصي فقال: إن الدور الذي يجب أن يقوم به أعضاء مجلسي الشورى والبلدي وواجب المجتمع تجاههم فقال: الأعضاء حملوا أمانة الناس وأصواتهم الذين انتخبوهم قاصدين أن يكونوا بإذن الله تعالى على قدر المسؤولية ولا ريب أن هذه الأمانة إنما ينوء بحملها من كان ذا جدارة وقد اكتسب مهارات تؤهله للقيام بهذه الوظيفة التي حمّله إياها الناس وهو قبل كل شيء أمين على نفسه وأمين بينه وبين الله سبحانه وتعالى ليكون جديرا بحمل هذه المسؤولية وقد أمر سبحانه الناس بان ينتبهوا للأمانة التي حملوا إياها وهي خلافة هذه الأرض بأن يعمروها وأن يؤسسوا فيها ما يحقق لهم مصلحة الدنيا ومصلحة العقبى بإذنه تعالى.

وأضاف قائلا: ولا ريب أن الأعضاء المنتخبين هم يقوموا بجزء من هذه الأمانة التي حمّلوا إياها ذلك انهم رسل هؤلاء الناس الى أصحاب القرار وإلى ما يمكن لهم أن يقدموه لمصلحة مجتمعهم مما يخولهم إياه القانون والضوابط الشرعية قبل كل شيء وعلى المجتمع أن يكون حسن الثقة بالشخص الذي انتخبوه فهم لم ينتخبوا شخصية يمكنها أن تغير الظلام الى ضوء بمجرد خطفة عين وإنما يحتاج الى شيء من الصبر والتروي والتأني وعليهم أن لا يلقوا بالمسؤولية عليه تجاه كل خطأ يمكن أن يحصل في المجتمع، بل عليهم أن يفهم ابتداء ما الدور الذي يمكن أن يقوم به هذا الذي انتخب لعضوية هذه المجالس حتى يستطيعوا أن يحمّلوه بعض ما يمكن أن يتحمله تجاه مصلحة بلده ووطنه ومجتمعه وبني أمته، فعلى المجتمع بداية أن يكون صابرا وأن يلقي بثقته وحسن هذه الثقة على هذا الذي انتخبه عساه أن يكون جديرا بحمل هذه المسؤولية بإذن الله سبحانه وتعالى.

أما عن الدور الذي يلعبه المجلس البلدي في التنمية المحلية وكيف تكون مساهمته في الحياة الاجتماعية فأوضح الخروصي قائلا: لا ريب أن هذا يتمثل في دورهذا العضو الذي تحمل هذا الدور المنوط به وما يمكن أن يترجمه من خلال التواصل المباشر بينه وبين أفراد المجتمع فلا ريب أن الناس يرغبون ويحبون الذي يعايشهم إما من يكون متكئا على اريكته بعيدا عن أحوال مجتمعه، بعيدا عن مخالطة الناس فلا ريب أن المجتمع سيمقته ولن يكون قريبا منه وهذا سيجعله يشمئز من أحوال هذا الذي حمّله تلكم الأصوات وانتخبه بكل حب وجدارة ولذا فلا ريب أن الكرة الآن في ساحة العضو المنتخب لأنه مأمور بأن يخالط الناس ويعايشهم حتى يستطيع أن يكشف مشكلاتهم ليصحح بعد ذلك ما أمكنه أن يصححه وأن يعالجه من مشكلات هذه المجتمعات أو مجتمعه الذي يعايشه.

وأشار الى أن النزاهة والأخلاق الحميدة والتواضع وتقبل الأفكار والانفتاح على الآخرين.. هي أهم المقومات التي يجب أن تتوفر العضو المنتخب.‏. حيث إن التعامل مع الناس ومعاشرتهم لابد أن تكون وفق الأسس التي جاء بها هذا الدين الحنيف، والله سبحانه وتعالى قد نبّه النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وهو أفضل الخلق أجمعين على هذه الخصال وجميل هذه الصفات فقد قال له سبحانه: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ) ونبه على أن بعثته صلى الله عليه وسلم كانت رحمة لكل أطياف هذا العالم فقال سبحانه: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)، وقال: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا، وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا، وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا) فعلى العضو المنتخب الذي رشحه الناس وألهموه ثقتهم ومعزتهم ومحبتهم عليه أن يكون جديرا بهذه المحبة وعليه أن ينوط حياته وفق ما كان عليه صلى الله عليه وسلم فقد كان محمد صلى الله عليه وسلم أفضل قدوة يمكن أن يقتدي بها الناس ليسيروا على منوالها ويقتفوا أثرها في معاشرتهم لغيرهم من الناس فالتواضع هو أمر مهم ومطلب حيوي يجب أن يتحلى به هذا المترشح والانسجام ومعاملة الناس بالخلق الحميد كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم: «الدين المعاملة» فهو مطلب رئيسي لإنجاح جميع البرامج والفعاليات التي يمكن أن يقدمها وهذه المطالب كلها ان تحقق ما يصبو إليه هذا العضو وما تصبو إليه مجتمعاتنا، فتكون السعادة محلا لهذا المجتمع وتكون حاضرة في حياتنا ومستقبلنا باذنه تعالى.

وأكد أن هناك مسؤولية شرعية وقانونية يجب أن يتحملها العضو المنتخب فالمسؤولية الشرعية التي يتحملها تترتب على مقدار معرفته وإلمامه وتعظيمه لهذه الأمانة التي تحملها، فإن كان معظما لها عارفا بحقوقها وحدودها، عارفا بجميع ضوابطها والتزاماتها فلا ريب انه سيكون جديرا بحمل بهذه الأمانة وعندها سيكون عارفا بالمسؤولية الشرعية التي ألزم إياها، أما اذا كان ممن لا يبالي بما يمكن له ان يتحقق في واقع الأمر وما يمكن أن يحققه في واقع الأمر من خدمات اجتماعية حمله إياها المجتمع وحمله إياها أفراد المجتمع الذين صوتوا له فلا ريب أن انه لا يكون جديرا بحمل هذه الأمانة وعندها ستضيع الأمانة الشرعية بين يديه، والله سبحانه وتعالى قد أمرنا بأن نؤدي الأمانات الى أهلها، فقد قال عز من قائل: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ)، فكيف به يؤدي هذه الأمانة وهو لا يعرف حدود الشرع الذي أمره بتوفية العمل مسؤوليته وما ألزم إياه وما أنيط به. إما المسؤولية القانونية فان القانون قد ضبط نظام العمل بهذا المجلس، وهذا الضبط لابد أن يكون منسجما مع الأوامر الشرعية غير مخالف لها ومع ذلك لابد من متابعة ومراقبة قانونية لكل عضو بحيث يستطيع بعد ذلك أن يؤدي حق هذا المجلس وحق المجتمع الذي ينتظر الكثير من خلال هذا المجلس.

وأوضح الخروصي أن ابتعاد الأشخاص من ذوي الكفاءات والخبرات عن المشاركة في الانتخابات لا مبرر له، ولعل ما يبرر هذا هو عدم وجود الكثير من النجاحات الملموسة التي يمكن أن تشاهد من قبل هذه المجالس المباركة بأذن الله تعالى لكن ينبغي أن يكون هناك تكثيف ووعي ونظام وتسويق واضح لدرء هذه الإشكالية ودفعها بحيث تتشارك مؤسسات المجتمع المحلي مع المؤسسات الحكومية لرفع هذا الاشكال وذلك بالتسويق وتنظيم العمل عند بداية أو نهاية كل انتخاب من انتخابات المجالس إضافة الى أن جميع المؤسسات الحكومية مسؤولة مسؤولية مباشرة عن تنفيذ البرامج التي يمكن لهذه المجالس أن تؤدي حقها فيها ذلك أن الكثير من الناس يمكن أن يتشاءموا من وضع هذه المجالس نظير عدم ملامستهم لشيء حققته في الواقع، ولا ريب أننا وجدنا هذه المجالس حققت الكثير من النجاحات خلال الفترات السابقة لها وينبغي أن تكثف الجهود اكثر واكثر لمواصلة هذا العطاء حتى يكون العطاء ناجحا ومجديا بإذن تعالى في الفترات القادمة.

مسؤولية كبيرة

أما الشيخ سالم بن علي النعماني فيقول: خدمة المجتمع لا تنحصر في شخصي معين وإنما على كل فرد من أفراد المجتمع أن يقوم بدوره من حيث القدرات والإمكانات والفرص المتاحة وأعضاء هذه المجالس تلقى على عواتقهم مسؤولية كبيرة فعليهم أن يكونوا همزة وصل بين الحكومة وبين المجتمع المحلي وذلك من خلال إيصال صوت المواطنين وطلباتهم الى أصحاب القرار ثم التفكير في ما فيه مصلحة الوطن المادية والمعنوية والسعي الى القيام بمسؤوليتهم هم تجاه بلدهم لما فيه الصالح العام وعليهم أيضا بث روح المودة والرحمة والأخوة بين المجتمع وتكوين جمعيات تطوعية تسعى الى التكافؤ والتكامل ومتابعة الخطط والتفكير فيما هو جديد للنهوض بالمجتمع من حيث التشجير والرصف والحدائق وإقامة الأنشطة كالترفيه واستغلال المناسبات الدينية والوطنية تعود بالنفع والفائدة على المجتمع والمواطنين.

وأضاف: وعلى المجتمع أيضا أن يتعاون مع الأعضاء من خلال الاتصال بهم وعقد جلسات حوارية ونقاشية معهم وعلى الأعضاء الا يكونوا بمنأى عن الناس وعليهم أن يلتقوا بهم وأن يخصصوا يوما لتبادل الأفكار وإعداد البرامج والتركيز على المصالح العامة فان المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضا اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى.

وأوضح النعماني أن الشخص الذي يأنس نفسه الكفاءة عليه أن يتقدم للترشح في المرات القادمة ولا يكون بمنأى عن هذا الواجب الوطني وان يري ما لديه فسيدنا يوسف عليه السلام يقول: (قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ) وكذلك على الذين لم يأنسوا في أنفسهم الكفاءة الا يتقدموا لحمل هذه الأمانة.. موضحا أن على كل عضو من الأعضاء أن يكون دمث الأخلاق وان يكون الرسول صلى الله عليه وسلم قدوته فقد كان صلى الله عليه وسلم يمتاز بالأخلاق العالية والله سبحانه وتعالى يقول مخاطبا له: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ) فعلى العضو المنتخب أن يكون أكثر الناس تواضعا يوقر الصغير ويفتح صدره للناس وان يكون قريبا منهم. وليكن شعارنا جميعا: «خير الناس أنفعهم للناس» فالمجتمع بأسره هم كأصحاب السفينة المصلحة بينهم مشتركة.