889232
889232
إشراقات

طفل فلسطيني كفيف يسعى لحفظ القرآن: لا أريد بصري أريد الجنة

05 يناير 2017
05 يناير 2017

غزة (إينا): «لا أريد عودة بصري أريد الجنة»، هكذا تمناها الطفل الفلسطيني «باسل» بعد أن فقد بصره منذ ثلاث سنوات ونصف حين ألمت به سخونة شديدة نقل على إثرها إلى أحد مستشفيات قطاع غزة، حيث دخل في غيبوبة دامت عشرة أيام ليستيقظ فاقداً للبصر، راضياً بقضاء الله وقدره، وعازمًا الأمر على حفظ كتاب الله عز وجل.

الطفل باسل أبو قمر (14عامًا)، الذي يقطن في مخيم جباليا للاجئين، خرج من بيته الصغير المكون سطحه من صفائح «الأسبست»، ليرافقنا إلى المسجد القريب، الذي أصبح ملاذه وبيته الثاني، ويحدثنا عن قصته ومهمته التي عاهد نفسه عليها لينجزها ألا وهي حفظ القرآن الكريم. وبينما كنا نتوجه إلى المسجد من بين أزقة المخيم الضيقة كان الطفل واثق الخطى، مسرعًا، يسابقنا إلى المسجد وكأنه المؤمن الذي يمر على الصراط المستقيم.

وما إن جلس «باسل» في المسجد حتى بدأ يسترسل في حديثه لوكالة الأنباء الإسلامية الدولية (إينا)، قائلاً: «بداية حفظي للقرآن الكريم كانت صعبة فلم يكن لدي مصحفًا بنظام بريل – المنقط – وكانت مهمتي في الحفظ من خلال الحفظ السماعي بمعاناة كبيرة لأنني كنت أكرر السماع لمدة طويلة، وبعدما عرفت معلمتي بقصتي وسعيي إلى حفظ القرآن أحضرت لي مصحفًا بنظام بريل مكون من 6 أجزاء فقط، وها أنا مستمر، وأتمنى من الله التوفيق لختمه».

واستطاع الطفل أبو قمر صاحب العقل الراجح الأكبر من سنه والمتفوق دراسيًا في مرحلته الإعدادية بمعدل 95%، أن يتمم حفظ 5 أجزاء من القرآن الكريم حتى الآن، بالإضافة إلى حفظ العديد من الأحاديث النبوية.

كما بادر «باسل» مؤخراً إلى رفع الآذان في المسجد، معللاً بذلك: «صراحةً ما دفعني إلى ذلك هو الغيرة كي أؤكد للناس بأن الكفيف مثله مثل المبصر يستطيع عمل أي شيء واقتداءً بالصحابي الجليل عبد الله بن مكتوم». وعن طموحه العلمي، أكد أنه سيسعى مستقبلاً لدراسة العلوم الشرعية كي يصبح عالمًا إسلاميًا ومفتيًا يكون لديه كتب في العلم كأمثال العلماء الذين وصلوا إلى درجات رفيعة في العلم، وهم مكفوفون كالشيخ عبد الكريم الكحلوت وطه حسين والإمام ابن باز وابن ماجة.

وعبر الطفل أبو قمر عن استيائه بسبب عدم اهتمام الجهات المعنية للمكفوفين خاصة والمعاقين على وجه العموم، مؤكداً أنه يسعى مستقبلاً لتبني قضاياهم الحقوقية التي تتمثل في الحق بالتعليم والوظائف ليتمكنوا من تحقيق طموحاتهم وإعالة أسرهم.

وحول سبب عدم تمنيه عودة البصر إليه، أوضح الطفل قائلاً: «لا أتمنى عودة بصري لأنني أريد الجنة فقد قال رسول الله: (إن الله عز وجل قال: إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبر عوضته منهما الجنة، يريد عينيه)، كما أن الناس يتقبلوني ويحبونني أكثر حين يعرفون بقصتي، ولعل الله في المستقبل أن يكرمني بنعمة تعوضني عن نعمة البصر، وعلى الإنسان أن يشكر الله في الضراء قبل السراء والحمد لله».

وختم «باسل» بدعوته الناس المبصرين إلى أن يكثفوا عبادتهم بالصلاة والنوافل وحفظ القرآن وأن يستغلوا نعمة البصر ويحفظوها.