المنوعات

الموز فاكهة معرضة للانقراض

03 يناير 2017
03 يناير 2017

روما «د.ب.ا»: يبلغ ولع العالم بتناول الموز إلى حد أنه لا يشبع منه ولا يمل، فهو أكثر الفواكه تصديرا في العالم كما أنه أحد المحاصيل الرئيسية الخمسة في الدول النامية، غير أنه قد تكون هناك صدمة في انتظار العادات الغذائية في العالم، حيث أن محصول الموز كما يعرفه الغرب حاليا يتهدده الخطر من جانب أحد الأوبئة. ويتعرض صنف كافينديش الذي يمثل نصف إنتاج العالم من الموز، وما نسبته 99% مما تستهلكه الدول المتقدمة من هذه الفاكهة، للتهديد من جانب نوع من الفطريات اسمه العلمي « تروبيكال ريس 4 «، الذي يؤدي إلى عفونة وذبول النبات ، وهو سلالة متحورة من جنس من الفطريات الخيطية والتي تنتشر بشكل كبير في التربة أو بشكل مترافق مع النبات.

والمخاوف العالمية من هذا النوع من الفطريات تنبع من أنه حتى الآن لم يتم التوصل إلى علاج ناجع للقضاء عليه، وجاء في دراسة أعدتها منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة إنه في حالة تلويث الفطر مزرعة للموز «فيمكن أن يظل نشطا في التربة لعدة عقود». وتم اكتشاف فطر «تروبيكال ريس 4 « في جنوب شرقي آسيا في التسعينات من القرن الماضي، وانتشر منذ ذلك الحين في أفريقيا والشرق الأوسط، وفي حالة انتقال عدواه إلى الهند التي تعد أكبر منتج للموز في العالم، أو إلى الأكوادور وهي أكبر دولة مصدرة له في العالم فإن تأثير ذلك يمكن أن يكون مدمرا بالنسبة لهذه الفاكهة وللدول التي تعتمد عليها. ويقول الخبراء إن المشكلة تفاقمت بسبب الاعتماد المفرط للاقتصاد القائم على الموز على صنف كافينديش، وهو تطور خلفته الثورة الخضراء التي سادت في الستينات من القرن الماضي وأسهمت في زيادة الإنتاج الزراعي عن طريق استخدام الأسمدة الكيماوية والآلات الزراعية.

وتضاعف إنتاج الموز بأكثر من أربعة أمثاله خلال العقود الخمسة الماضية، حيث قفز حجم الإنتاج من 22 مليون طن عام 1961 إلى أكثر من 107 ملايين طن عام 2013، وهو آخر عام تدرجه منظمة الأغذية والزراعة في إحصاءاتها.

وأوضح الدكتور تشيكيلو امبا وهو أحد خبراء الهندسة الوراثية في نيجيريا ويعمل لدى منظمة الأغذية والزراعة أحد جوانب المشكلة بقوله إن «تطبيق الميكنة الزراعية يحتاج إلى نوع من التنميط بحيث تكون كل النباتات موحدة النوع ليسهل التعامل معها. وقال امبا لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) إنه «إذا أردت أن تزرع نوعية أخرى من المحاصيل في حقل القمح الذي تقوم بزراعته، فيجب أن تراعي أن يكون هذا المحصول الآخر ينمو بنفس ارتفاع نبات القمح وينضج في نفس التوقيت وهكذا، وهذا التوافق المطلوب بين المحاصيل المختلطة يعرض نظامنا الغذائي للخطر، لأنه يمكن لمرض أو آفة واحدة أن يقضي على كل شيء. وأضاف «إن ما حققناه من نجاح بزيادة الإنتاج أصبح يمثل لنا نوعا من الكابوس».

ويقدر معهد «التنوع الحيوي العالمي»، وهو مركز أبحاث يدرس دور التنوع الحيوي في تحقيق الأمن الغذائي، أنه من بين 30 ألفا من أصناف النباتات التي يمكن أكلها وإجماليها 30 ألف نوع، تحتل أربعة محاصيل فقط هي القمح والذرة والأرز وفول الصويا ما نسبته 50% من المساحات المزروعة على مستوى العالم. وفي محاضرة ألقيت مؤخرا نقل استيفانو بادولوسي كبير العلماء بمعهد « التنوع الحيوي العالمي» عن دراسة أمريكية أجرتها عام 1983 «المؤسسة الدولية لتطوير الريف»، أنه تم فقد ما نسبته 93 % من أنواع البذور التي كانت متاحة في عام .1903

وقال بادولوسي لـ (د .ب. أ) «لدينا أمثلة تاريخية عديدة توضح أهمية تعدد الخصائص الوراثية في النباتات، فمثلا عندما تفكر في إيداع مدخراتك في مصرف، فسوف ينصحك المستشار المالي دائما بأن تنوع من أوعيتك الاستثمارية.

وأضاف إن «الأشخاص الذين يأكلون الموز يستحقون تناول صنف أحسن مذاقا من الصنف السائد حاليا في المتاجر الأوروبية والأمريكية»، ودعا المستهلكين في الدول الغنية أن يجربوا مذاق أصناف أخرى من الموز تزرع في مختلف أنحاء العالم على نطاق ضيق.