884019
884019
تقارير

خلافات ترامب وأوباما تخرج إلى العلن

29 ديسمبر 2016
29 ديسمبر 2016

وسط تصريحات «نارية» -

فلوريدا (الولايات المتحدة) - (أ ف ب): أخرج الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب أمس الأول خلافاته مع باراك أوباما إلى العلن متهما الرئيس المنتهية ولايته بعرقلة عملية انتقال سلسة للسلطة بتصريحات «نارية» قبل أن يتراجع عن ذلك على ما يبدو.

ومنذ انتخابات الثامن من نوفمبر هذا العام سعى ترامب وأوباما إلى دفن الخلافات السياسية بينهما سعيا للخروج بجبهة موحدة تؤمن انتقالا سلسا للسلطة في 20 يناير المقبل.

غير أن ترامب وضع اللياقة جانبا عندما أطلق وابلا من التغريدات صباحا من دارته في مار-آ-لاغو في فلوريدا. وفي تصريحات غير مسبوقة بإدانتها الشخصية لسلفه المقبل غرد الرئيس القادم البالغ من العمر 70 عاما على تويتر: «أبذل جهدي لتجاهل التصريحات النارية للرئيس -أو- والعراقيل»، وتابع «اعتقدت أنها ستكون عملية انتقال سلسلة - (لكن) لا».

لكن ترامب غير على ما يبدو لاحقا تصريحاته السابقة وقال إن العملية تجري بشكل «سلس جدا جدا».

وقال: إنه تحدث إلى أوباما فيما وصفه «بمحادثة لطيفة جدا ... أقدر كونه اتصل»، وأضاف: «بالواقع أعتقد أننا تحدثنا عن الكثير من المواضيع»، وتابع «فريقانا متفقان جدا وأنا متفق معه بشكل كبير باستثناء بضعة تصريحات قمت بالرد عليها».

وأوضح: «تحدثنا عن تلك المسائل وابتسمنا بشأنها ولا أحد سيعلم (عنها) لأننا لن نذهب ضد بعضنا البعض».

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض اريك شولتز: إن الاتصال «كان إيجابيا وركز على مواصلة (العمل على) انتقال سلسل وفعال»، مضيفا أن أوباما وترامب يعتزمان مواصلة الاتصال في الأسابيع المقبلة.

ويتصاعد التوتر بين ترامب والبيت الأبيض لأسابيع منذ أن أصبح أوباما ينتقد علنا الانتخابات التي انتهت بهزيمة الديمقراطية هيلاري كلينتون. ويبدو أن ذلك أغاظ الرئيس المنتخب الحساس تجاه الانتقادات.

تصريحات متنافسة

في الوقت نفسه تنافس الاثنان على كسب الفضل في تحقيق مؤشرات اقتصادية متينة. وبعد أشهر من تحسن أكبر اقتصاد في العالم سعى ترامب كي يعزى له الفضل في تسجيل نمو اقتصادي شبه مرسوم.

وقال ترامب: إن شركة «سبرينت» للاتصالات تقوم بإيجاد 5 آلاف وظيفة في الولايات المتحدة «بفضلي».

وغرد مساء الثلاثاء: «إن مؤشر ثقة المستهلك الأمريكي لشهر ديسمبر ارتفعت نحو 4 نقاط وصولا إلى 113,7 في أعلى مستوى خلال أكثر من 15 سنة! شكرا دونالد».

كما أعلن ترامب أنه سيعقد في مطلع يناير المقبل مؤتمرا صحفيا كان من المقرر أساسا إجراؤه في وقت سابق هذا الشهر، لمناقشة أعماله الواسعة.

والملياردير الذي يعتبر الأثرى بين الرؤساء الأمريكيين يواجه اتهامات بتضارب المصالح منذ فوزه على كلينتون في انتخابات الرئاسة.

رد البيت الأبيض

وفيما استشاط البيت الأبيض غضبا خلف الكواليس لم تخرج الكثير من الردود على هجمات ترامب على السياسة الخارجية والداخلية للولايات المتحدة قبل أن يتولى منصبه في أقل من شهر.

غير أن التوترات وصلت إلى ما يشبه نقطة الانفجار بعد أن أيدت الولايات المتحدة ضمنا إدانة النشاطات الاستيطانية الإسرائيلية في الأمم المتحدة.

فبامتناع واشنطن عن استخدام حق النقض (الفيتو) تبنى مجلس الأمن الدولي قرارا يطالب بوقف بناء المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية.

وأعقب ترامب التغريدات الأولى ليوم الأربعاء بتغريدتين تستهدفان سياسة أوباما إزاء إسرائيل. وكتب «لا يمكننا أن نستمر في السماح بأن تعامل إسرائيل بازدراء وعدم احترام بالكامل. كان لديهم صديق كبير في الولايات المتحدة، ولكن ...»، وتابع «الأمر لم يعد كذلك. بداية النهاية كانت الاتفاق السيئ مع إيران، والآن هذا (قرار الأمم المتحدة). ابقي قوية يا إسرائيل، العشرون من يناير قريب جدا».

لم يخف أوباما على مدى الحملة الانتخابية الطويلة استخفافه بترامب حيث قال: إنه لا يملك المعرفة الملائمة وغير مؤهل للبيت الأبيض.

لكن منذ لقائهما في المكتب البيضاوي بعد بضعة أيام على الانتخابات اعتمد أوباما أسلوب الإطراء سعيا لجعل ترامب يلتزم قواعد البيت الأبيض.

وأشاد بترامب في الفوز التاريخي وقال إن ملايين الناخبين الجمهوريين سيتضررون أيضا إذا ما ألغى ترامب قانون أوباما المتعلق بالرعاية الصحية. وكرر أوباما تعهده أن تجري عملية انتقال السلطة بأكبر سلاسة ممكنة.

على صعيد آخر شهدت عملية الانتقال بداية بطئية في العديد من الدوائر الرئيسية التي كانت تنتظر اجتماعات مهمة مع فريق ترامب. وسجل بعض التحسن في الأسابيع القليلة الماضية، فيما بدأت الفرق الجديدة العمل مع وكالات حكومية.

ويقوم قطب العقارات تدريجيا بتشكيل فريق يضم شخصيات جمهورية وأثرياء وجنرالات ونشطاء من أقصى اليمين.

وفي مار-آ-لاغو امس الأول التقى بشخصيات مرشحة لتولي وزارة الزراعة، وناقش تدابير إبطال قانون «أوباما كير» للرعاية الصحية، وإصلاح الرعاية الصحية لقدامى المحاربين مع أطباء بارزين.