كلمة عمان

تقدير دولي لإسهام إنساني ملموس

27 ديسمبر 2016
27 ديسمبر 2016

في الوقت الذي تمثل فيه جائزة «الإنسان العربي الدولية لعام 2016 » التي شرُف «المركز العربي الأوروبي لحقوق الانسان والقانون الدولي» الذي يتخذ من العاصمة النرويجية «اوسلو» مقرا له ، بتقديمها إلى حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه - تعبيرا عن إدراك المركز، وهو مؤسسة غير ربحية تأسست قبل عشر سنوات للإسهام الكبير والمتواصل لجلالة السلطان المعظم في كل ما يتصل بقضايا حقوق الإنسان والحفاظ على كرامته على كل المستويات محلية وخليجية وعربية ودولية، فإن هذا الإدراك والتقدير ، هو في جانب منه امتداد لتقدير دولي واسع ورفيع المستوى لجلالة السلطان المعظم - أعزه الله - على كل المستويات الرسمية والشعبية في المنطقة وعلى امتداد العالم ، وهو ما عبر عنه الكثير من القادة في مناسبات عديدة ، وفي مقدمتهم قادة امريكيون وفرنسيون وأوروبيون وآسيويون وأفارقة، حاليون وسابقون، على امتداد العقود والسنوات الماضية.

فعلى امتداد أكثر من ستة وأربعين عاما، وفي حين كان المواطن العماني دوما في بؤرة اهتمام جلالته، من أجل تحقيق أفضل مستوى ممكن من الحياة الكريمة له ولأسرته في الحاضر والمستقبل، فان تقدير جلالته لقيمة الانسان الذي كرمه الله تعالى والدين الاسلامي الحنيف أيضا، امتد دوما إلى ما وراء حدود الوطن، وإلى الأوساط والنطاقات الخليجية والعربية والدولية، ليس فقط على صعيد المفهوم الضيق للجهود والأنشطة الإنسانية، في مجالات الإغاثة والوقوف إلى جانب الأشقاء والأصدقاء بصدق وفاعلية في مواجهة ما يتعرضون له من صعوبات او مشكلات او نوائب ، ولكن أيضا على صعيد المفهوم الواسع للأخذ بيد الانسان أينما كان، والإسهام الحقيقي والكبير في التواصل معه كشعوب وحضارات ، والتفاعل السياسي والثقافي معه على أرفع المستويات الممكنة، وبما يحقق المزيد من التفاهم بين الشعب العماني والشعوب الأخرى، وبين الحضارة العربية والاسلامية والحضارات الأخرى.

كما تجلت عظمة الإسهام الذي يقوم به جلالته، في الحرص على التدخل في حالات كثيرة وبشكل شخصي أحيانا للإفراج عن محتجزين، او إعادة مفقودين، او إطلاق سراح علماء ودبلوماسيين وسائحين، تم احتجازهم لسبب او لآخر خارج دولهم ،وتأمين عودتهم إلى أوطانهم وأسرهم، وهي مواقف بالغة المعنى والقيمة على الصعيد الإنساني ، تجلت كثيرا في عبارات امتنان، او كلمات شكر ودموع فرح لمن عادوا مرة أخرى إلى ذويهم ومنهم أمريكيون وكنديون وفرنسيون وعرب وإيرانيون وغيرهم ، وحسبنا من ذلك كله أن تعود البسمة والطمأنينة إلى هؤلاء وذويهم.

وبينما تقوم اللجنة العمانية لحقوق الإنسان بدورها على الصعيد العماني، كما يعبر نهر الحب المتدفق بين جلالته وأبنائه على امتداد هذه الأرض الطيبة عن عمق ما يربط بين جلالته وأبنائه من وشائج، فان إعلاء قيم المواطنة وحكم القانون على الصعيد الوطني، والالتزام بقواعد القانون الدولي والمواثيق الدولية وفي مقدمتها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والسمعة الطيبة لعمان على كل المستويات الإقليمية والدولية ، هي ثمار يانعة للبعد الإنساني في شخصية جلالته - حفظه الله ورعاه - ولإعلاء جلالته لقيمة الانسان كإنسان، وهو أمر بالغ المعنى والدلالة، حاولت وتحاول الجوائز العديدة التي تم تقديمها إلى جلالته التعبير عن جانب أو آخر من جوانبه المضيئة والمتعددة.