1
1
المنوعات

تجليات الطبيعة في شعر محمد عمران.. كتاب جديد لراجي شاهين

23 ديسمبر 2016
23 ديسمبر 2016

«تجليات الطبيعة في شعر محمد عمران» كتاب صادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب لراجي شاهين يتناول الطبيعة في نصوص الشاعر الراحل كمركز يقوم عليه الحدث الشعري عنده بمختلف تجلياته.

ورأى المؤلف أن محمد عمران شاعر يحتفي بالطبيعة ويفرد لها مقعد الصدارة في مشهد قصيدته حيث تحضر عناصر الطبيعة في كل سطر شعري عنده كما تتداخل عنده عناصرها مع مشهد الذات والأنثى مشيرا في هذا الصدد لقصيدته “أفق النبات” التي قال فيها.. “خرجت من دمي غيمة..ومشت على الهواء..مطر يستظل بسنبلة.. وجديلة عشب تسرح خضرتها..وتراب يفيق على لثغة الماء”.

ويستعرض شاهين أنماط تجلي الطبيعة لدى الشاعر الراحل من الحضور للمزاج والتغييب حيث تغدو الطبيعة في شعر عمران مرتكزا شعريا وحيدا مغيبة كل الإمكانيات التي يمكن أن تشاركها في صناعة ذلك الحدث.

كما يوضح المؤلف آليات التجلي لدى عمران في الصورة والرمز والأنسنة حيث يتفاعل الشاعر مع المحيط فيواكبه ويحاكيه لإعادة تشكيله بمعطيات أقرب للفهم الإنساني.

ويرى شاهين أن الحالة الأولى لتجلي الطبيعة في شعر عمران هي “التجلي الأولي” حيث تجلت الطبيعة مطية تعتليها الذات لتجري بها إلى المحزن فأصبحت بذلك مطية للحزن منتقلة منها إلى حالة من الإشراق والاندفاع وباتت الطبيعة ملاذا وأملا وحالة تملأ الذات تحديا.

أما الحالة الثانية لتجلي الطبيعة عند الشاعر الراحل فهي بحسب المؤلف “التجلي الكثيف” حيث يشتد اشتراك الطبيعة في صناعة المشهد الشعري لتتجلى تجليا عميق الدلالة وكبير الأثر عبر الاحتفاء بالأنثى كما جاء في نص “ثلاث قصائد لهيلين”.. “علمت الينابيع أن اسمك آت..ففتحت الماء..وفي الغمر الذي تشكل..مشى اسمك فنبتت صنوبرة حملت معها جبلا ..سنديانة ..حملت حقلا..صفصافة..حملت ضفافا وأودية».

أما في ثالث أشكال تجلي الطبيعة في شعر عمران فيرى المؤلف أن الطبيعة هنا تحضر كعنصر مهيمن فتنفرد ببطولة المشهد الشعري وتسيطر عليه سيطرة تامة سواء في التداخل مع الذات أو في اللوحات ذات الطبيعة السوريالية.

ويميل الكتاب إلى الأخذ بمنهج التحليل المدرسي عبر تقديم نتائج وإثباتها بالشواهد والمناقشة المنطقية ووضع خلاصة عن الدراسة في نهاية الكتاب الذي يقع في 125 صفحة من القطع المتوسط.

والشاعر الراحل محمد عمران من مواليد طرطوس 1934 نال إجازة في اللغة العربية ودبلوم التأهيل التربوي من جامعة دمشق ثم عمل في التدريس في عدة محافظات ليتسلم بعدها رئاسة القسم الثقافي في جريدة الثورة ثم رئاسة تحرير ملحقها الثقافي وبعدها رئاسة تحرير مجلة المعرفة كما انتخب عضوا في المكتب التنفيذي لاتحاد الكتاب العرب حيث تسلم رئاسة تحرير مجلة الموقف الأدبي وتوفي في 22 نوفمبر عام 1996 تاركا وراءه ثلاث عشرة مجموعة شعرية إضافة إلى مقالات وزوايا وخواطر في الصحف والدوريات.