875464
875464
إشراقات

الفرعي: لدينا أزمة في الهوية العربية.. وعلى التعليم والإعلام معالجة ذلك

22 ديسمبر 2016
22 ديسمبر 2016

الاهتمام بها في الممارسات التعليمية والإعلام.. هاجس وطني -

الندابي: نعوّل على المدارس والجامعات للحفاظ على لغتنا من الضياع -

حاورهما: سالم بن حمدان الحسيني -

أكد سعادة خالد بن يحيى الفرعي عضو مجلس الشورى ممثل ولاية المضيبي - رئيس لجنة التربية والتعليم والبحث العلمي بالمجلس على الدور الرقابي للمجلس في ترسيخ مفاهيم الاهتمام باللغة العربية في الممارسات التعليمية والإعلام.. موضحا أن ذلك يتمثل في تطبيق ما نص عليه النظام الأساسي للدولة بخصوص اللغة العربية والاهتمام بها.

وأشار إلى أن المراسلات والمخاطبات الرسمية في السلطنة تتم باللغة العربية، ومع ذلك توجد بعض الأخطاء لدى العديد من الجهات الرسمية ينبغي التنبه لها كونها اللغة الرسمية للدولة، مؤكدا على ضرورة العناية بها ليست لأنها مجرد لغة للحديث فقط بل هي اللغة التي نزل بها القرآن الكريم وتحدث بها نبينا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم، كما أنها من أهم أسباب وحدة الأمة العربية، ولذلك كان لزاما على العرب أن يتعلموها ويعلموها أبناءهم.

من جانبه أوضح سعادة عبدالله بن حمود الندابي عضو مجلس الشورى ممثل ولاية سمائل عضو لجنة التربية والتعليم والبحث العلمي بالمجلس انه ينبغي التركيز على النحو وعلوم العربية في المدارس حتى تستقيم اللسان بالنطق الصحيح.. مشيرا إلى انه التعويل يجب تكون على المدارس والجامعات للحفاظ على هذه الهوية من الضياع واختلاطها ببقية اللغات ولا يتأتى ذلك إلا بجعل الفصحى هي لسان التخاطب بين أبناء المدارس.. مؤكدا انه وجه خطابا لوزارة التعليم العالي بأن يكون التعلم للعلوم في جامعاتنا باللغة العربية مع عدم إغفال اللغات الأجنبية.. جاء ذلك في الحوار التالي معهما بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية الذي صادف الثامن عشر من ديسمبر الحالي:

بداية أجاب سعادة خالد بن يحيى الفرعي عن أهمية تعزيز الاهتمام باللغة العربية في الواقع التعليمي في السلطنة على مستوى دراسة الدبلوم العام أو التعليم العالي قائلا: لابد أولا أن يعي العرب عامة والمسلمون خاصة أهمية اللغة العربية فهي ليست مجرد لغة للحديث فقط وإنما هي من أهم أسباب وحدة الأمة العربية، والأهم من ذلك هي اللغة التي نزل بها كتاب الله عز وجل وتحدث بها خير الخلق محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ولذلك كان لزاما على العرب أن يتعلموها ويعلموها أبناءهم ولا يتأخر ذلك إلا من خلال تدريسها في مؤسسات التعليم بجميع مراحله وأنواعه على أن يكون هذا التدريس بأساليب مشوقة تجذب الطالب لتعلمها والتمسك بها وجعلها واقعا ملموسا بدءا من المعلمين أنفسهم والعاملين في سلك التعليم تخاطبا وكتابة.

عبء كبير

وأشار إلى انه يقع على المدارس خصوصا عبء كبير في تمكين اللغة العربية في ألسن الطلبة وكتاباتهم وتجنيبهم الكثير من الأخطاء اللغوية التي نسمعها ونراها؛ بل وصل الأمر إلى أن يتخرج الطالب من الدبلوم العام والتعليم الجامعي وهو لا يحسن الكتابة أو القراءة بالعربية، كما نسمع في حديث الشباب اليوم الكثير من الكلمات والمصطلحات الأجنبية تفاخرا ويعتبرون ذلك من التحضر ومنهم من يسمون بالمثقفين، فإذا لدينا أزمة في الهوية العربية في هذا الجانب وعلى التعليم أن يعالج ذلك، وأن يوضح الدور الذي قام به العمانيون لخدمة اللغة العربية بدءا من الخليل بن أحمد الفراهيدي وابن دريد ومرورا بالعديد من علماء العربية كالعوتبي، وفي عصرنا الحاضر يبرز اهتمام عاهل البلاد جلالة السلطان قابوس - حفظه الله ورعاه - باللغة العربية وجهوده في ذلك واضحة على المستويين المحلي والدولي؛ فمن ذلك تفضله بالأمر بإخراج موسوعة خاصة للأسماء العربية كما خصص جلالته كلية لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها إلى غير ذلك من الجهود الملموسة في هذا الجانب، أما من حيث الإعلام فكم هي المواقف التي أحزنتني وآلمتني فأنا أستمع إلى الإعلام المسموع - وكذلك المرئي المسموع - وأجد فيه العديد من الأخطاء المتكررة، ولذلك أناشد وبقوة ضرورة تأهيل وتدريب الإعلاميين للتمكن من اللغة العربية التي تجذب المستمع والمشاهد لا أن تنفره ولا يعني ذلك عدم وجود من هو يحسن الحديث باللغة العربية الجميلة بل هناك أصوات إعلامية يسعدني الاستماع إليها.

دور المجلس

أما عن دور المجلس في ترسيخ مفاهيم الاهتمام باللغة العربية في الممارسات التعليمية والإعلامية فقال: نشير في هذا المقام إلى أن المراسلات والمخاطبات الرسمية في السلطنة تتم باللغة العربية، ومع ذلك توجد بعض الأخطاء لدى العديد من الجهات الرسمية ينبغي التنبه لها كونها اللغة الرسمية للدولة، وهنا يأتي الدور الرقابي لمجلس الشورى من حيث تطبيق ما نص عليه النظام الأساسي للدولة بخصوص اللغة العربية والاهتمام بها مثل: وزارتا التربية والتعليم والتعليم العالي في تدريس الطلبة، ووزارة الإعلام في تدريب وتأهيل المقدمين للبرامج المختلفة ومتابعة الصحف، ووزارة البلديات ومراقبتها للوحات المراكز التجارية والإعلانات، وينبغي لمجلس الشورى أن يكون قدوة للجميع في ذلك.. وأكد الفرعي في حديثه أن تخصيص يوم للغة العربية والاحتفال بذلك يعد فرصة للعرب للرجوع إلى لغتهم ونشرها وتقدير الجهود التي تبذل للاهتمام بها.

وعاء القرآن

من جانبه أوضح سعادة عبدالله بن حمود الندابي عضو مجلس الشورى ممثل ولاية سمائل عضو لجنة التربية والتعليم والبحث العلمي بالمجلس أن اللغة العربية تمثل لنا جميعا الهوية الإسلامية والعربية التي ننتمي ونعتز بها لأنها الوعاء لدستور المسلمين الخالد «القرآن الكريم» ويكفيها فخرا بذلك، والاعتزاز الحقيقي بهذه الهوية يكون بالتحدث بالفصحى في مدارسنا وبيوتنا وجميع المحافل التي نلتقي بها ويجب أن يكون لسان الحديث في داخل الفصل وخارجه بالعربية الفصحى ويتأتى ذلك حين يكون المعلم هو من يمارس ذلك في حصته وفي مخاطبته لطلابه منذ الصفوف الأولى وحتى خروجه من المدرسة عندها تصبح الفصحى تجري على لسانه سليقة سهلة كما كان العرب الأوائل يمارسونها حين كان التخاطب بينهم على هذا النهج، كذلك ينبغي التركيز على النحو وعلوم العربية في المدارس حتى تستقيم اللسان بالنطق الصحيح.

وأضاف: نحن نعوّل على المدارس للحفاظ على هذه الهوية من الضياع واختلاطها ببقية اللغات ولا يتأتى ذلك إلا بجعل الفصحى هي لسان التخاطب بين أبناء المدارس. وكذلك بالنسبة للجامعات يجب أن يكون الأمر أكثر جدية حيث الانفتاح على اللغة والدراسة بها، وأنا شخصيا وجهت خطابا لوزارة التعليم العالي بأن يكون التعلم للعلوم في جامعاتنا باللغة العربية مع عدم الإغفال عن اللغة الأجنبية.

ميول الطلاب

وأوضح الندابي أن التعليم باللغة العربية يوفر الوقت والمال على الدولة مما يكون في السنة التأسيسية في تعليم الطلاب اللغة الأجنبية وبعدها يكون اغلب المواد بها، مشيرا الى انه من الخطأ الداهم ان يكون المدخل لطمس هذه الهوية وهي اللغة العربية حين يكون الطلاب ميلهم لغير لغتهم واعتزازهم بأي لغة أخرى، ومن يدعي ان العلوم لا يمكن أن تدرس إلا باللغة الأجنبية فهو مجانب للصواب، ذلك أن اللغة الوحيدة في العالم التي يمكن أن تستوعب جميع العلوم وتترجم لها، ومما لا يختلف فيه أن تأسيس العلوم العصرية بمختلف التخصصات انما كان من علماء مسلمين عرب وكتبهم لا تزال الى الآن في المكتبات في دول الغرب وتم ترجمتها وزودت بها العلوم عندهم، فمن كان ينشد باب العلم والانفتاح فعليه ان يلج من باب اللغة العربية نطقا وتعليما بها.