صحافة

الرسالة: على الميدان يا حميدان

16 ديسمبر 2016
16 ديسمبر 2016

في زاوية أقلام وآراء كتب وسام عفيفة مقالا بعنوان: على الميدان يا حميدان، جاء فيه: اعتاد الفلسطيني أن يعيش في سباق مع الزمن ... في رزقه ... في البحث عن الاستقرار ... في السعي خلف الأمان ... حاسته السادسة تشعره أنه مطارد أو يلهث خلف هدف. مثال على سباق الزمن قصة حميدان ... بمجرد الإعلان عن فتح معبر، يدخل مع العائدين إلى الوطن مضمار الماراثون ... يهرولون عبر المطارات ... ينطلقون من كل فج في مصر وهدفهم عبور عشرات الحواجز والكمائن ونقاط التفتيش نحو غزة قبل موعد حظر التجول في سيناء ... أو خشية العودة سبب إغلاق المعبر ... أو نتيجة وقوع أي طارئ يجعلهم معلقين بين السماء والطارق.

رحلة العودة من مصر إلى غزة تضاعفت ساعاتها ومسالكها من 6 ساعات في الوضع الطبيعي إلى نحو 24 ساعة في ظل الوضع الاستثنائي الذي تمر به سيناء.

السباق يمر بعدة محطات لتجاوز الازدحام ومنع التجول والتفتيش ... في المحطة الأولى تلتهم سيارات العائدين طريق سريع لعبور قناة السويس عبر المعدية في ظل إغلاق كوبري السلام ... لتجنب الأسوأ.

.. الانتظار على طابور طويل، وعندها سيغني حميدان: «بين شطين وميه عشقتهم عينيا ياغاليين عليا يا غزاوية». وسريعا الانطلاق بعد العبور إلى الحاجز الرئيس الأول ... على الميدان يا حميدان .. ليكتشف كل فلسطيني أنه يفكر بنفس طريقه الآخر على أمل حجز موقع متقدم في الدور وصولا إلى كمين الريسة. وهكذا يبيت العائدون على حاجز الميدان ضمن مناسك السفر إلى غزة ... وفي هذه الأيام يبدو البرد رفيقا إجباريا في هذه الجرداء ... وتمر الساعات طويلة حتى السادسة صباحا موعد رفع منع التجول ...

ومن نافلة القول إن ثلاثة يحرمون من النوم ... الجائع والخائف والبردان ... لهذا يبحث شركاء السفر عن قصص لتضييع الوقت والسلوى .. في تلك الليلة الباردة دار حديث ساخن حول نداء ناشطة عبر الفيس بوك تطلب فيه مساعدتها للحصول على قط ذكر، من منطقة غزة أو جباليا .. طبعا النداء لاقى اهتماما من الفيسبوكيين .. وتسابق عديدون لتقديم المساعدة ... بينما للموضوع فوائد أخرى منها تسلية المنتظرين على حاجز الميدان وهم يأملون أن يصلوا غزة قبل أن تصل الناشطة للقط الذكر في تعبير آخر عن سباق الزمن. هكذا مر حميدان بحاجز الميدان وتنقل وتقلب وتفتش بين كمين وآخر ... وأخذ نصيبه من الوقت والتعليق على حاجز الريسه حيث تتغير قيمة ووصف الوقت فلا يقاس بالدقائق والساعات بل بعدد السيارات التي تمر بالحلابات وعدد الحقائب التي ستخضع للنبش ... تجربة تستحق أن يضحي الفلسطيني بمرارته حتى لا يعيش حالة ضغط نفسي وجسدي.

ومن الريسة إلى المسارات الملتوية والطرق البديلة والزقايق وصولا إلى المعبر ورحلة الانتظار. في الصالة المصرية .. عندها تصبح جملة: «حمدا لله على السلامة وصلتم الصالة الفلسطينية من أجمل وأعظم ما يمكن أن يسمعه حميدان بعد مغامرة الــ«24» ساعة.