الاقتصادية

حلقة عمل حول «المدن الذكية»

14 ديسمبر 2016
14 ديسمبر 2016

ضمن سلسلة ندوات العصر الرقمي، نظمت واحة المعرفة مسقط، الذراع التقني للمؤسسة العامة للمناطق الصناعية، صباح أمس، بفندق كراون بلازا مسقط حلقة عمل بعنوان «المدن الذكية»، وذلك بالتعاون مع مجلس البحث العلمي وتماشيا مع رؤية عمان 2020 التي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل في السلطنة، حيث قدّم حلقة العمل الدكتور علي بن عامر الشيذاني مدير قطاع بحوث الاتصالات ونظم المعلومات بمجلس البحث العلمي، والذي ناقش مجموعة من المحاور أبرزها طرح مفهوم المدن الذكية، والأمثلة العالمية عليها، وأنشطة المدن الذكية المختلفة المطبقة في السلطنة، والدروس المستفادة منها، بالإضافة إلى مناقشة الحاجة إلى رؤية واستراتيجية للمدن الذكية في السلطنة، والاطلاع على التحديات التي تواجهها المدن في السلطنة وكيف بإمكان المدن الذكية أن تتغلب على هذه التحديات.

وأوضح الدكتور علي الشيذاني خلال حلقة العمل أن حلول المدينة الذكية متنوعة وتعتمد بشكل كبير على التحديات المراد حلها، في «مطرح» على سبيل المثال نجد العديد من التحديات التي من الممكن حلها بتنفيذ حلول المدينة الذكية كالاختناقات المرورية، وإيجاد مواقف للسيارات، وعدم وجود أنظمة الصرف الصحي، ونقص في الخدمات السياحية وغيرها، فالهدف الأساسي لحلول المدينة الذكية هو تحسين نوعية الحياة للمواطنين، وأضاف الشيذاني: يمكن للمدن الذكية أن تساهم بشكل كبير في خفض التكاليف وتحسين الموارد على المدى الطويل، ومع الوضع المالي الحالي فإن كفاءة استخدام الموارد كالمياه والكهرباء وغيرها أمر لا مفر منه من أجل مستقبل مستدام، وهذا الهدف لا يمكن تحقيقه إلا عند تحديد رؤية واستراتيجية واضحة لتنفيذ المدن الذكية.

يذكر أن الاتحاد الدولي للاتصالات، يستخدم مفهوم المدن الذكية المستدامة (SSC) لمناقشة استخدام التقنية الحديثة من أجل الحياة الحضرية اليومية، مشيرا إلى أنه في المدن الذكية المستدامة تدمج تكنولوجيات المعلومات والاتصالات مع البنى الأساسية التقليدية، حيث تضطلع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بدور حاسم في المدن الذكية المستدامة، كونها تمثل منصة تجميع المعلومات والبيانات لتسهم في تحسين إدراك كيفية عمل المدن من حيث استهلاك الموارد والخدمات، وتشمل الخدمات التي تعتمد على تقنية المعلومات والاتصالات في المدن الذكية المستدامة أنظمة نقل ذكية تستطيع أن تحسن التنقل في المناطق الحضرية بشكل ملحوظ، كما يمكن لدمج تقنية المعلومات والاتصالات مع الخدمات الحضرية القائمة في المدن الذكية المستدامة أن يسهم في تحسين كفاءة استهلاك الطاقة، وتشغيل وشفافية البنية الأساسية في المناطق الحضرية، وأيضا مرونة شبكات الطرق وكفاءة أنظمة توزيع المياه، وإدارة مياه الصرف، بالإضافة إلى الأمن والخدمات الأخرى، وتمتلك أجهزة الاستشعار الحضرية في المدن الذكية المستدامة القدرة على تزويد أصحاب المصلحة المعنيين بالمدن بالنفاذ إلى معلومات جغرافية واقتصادية وبيئية في الوقت الفعلي بشأن مدنهم، ليكون لدى تقنية المعلومات والاتصالات القدرة ليس فقط على إنشاء وظائف حضرية محددة، بل أيضاً على تعزيز المستوى الأساسي لمشاركة المواطنين والحكومات وأصحاب المصلحة من القطاع الخاص، والأطراف المعنية الأخرى، في عملية تصميم وتخطيط هذه المدن. ويساعد هذا في ضمان مشاركة واعية لإيجاد معارف مشتركة للإدارة الحضرية، جنباً إلى جنب مع تقديم منصة للمحاكاة الحضرية، التي تقدم معلومات عن تصميمات مستقبلية من أجل التنمية على الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، علاوة على ما سبق، تهدف البنية الأساسية للمدن الذكية المستدامة، من حيث سير العمل والتخطيط التشغيليين من خلال الإدارة، إلى تطبيق الإنصاف والعدالة وتحقيق نوعية أفضل للحياة الحضرية. فيما يعرّف الاتحاد الأوروبي المدن الذكية أنها تلك التي تجمع المدينة والصناعة والمواطنين معاً لتحسين الحياة في المناطق الحضرية من خلال حلول متكاملة أكثر استدامة، ويشمل ذلك ابتكارات تطبيقية وتخطيطا أفضل واتباع منهجية أكثر تشاركية وكفاءة طاقة أكبر وحلول نقل أفضل واستخدام ذكي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات ... الخ، وبذلك يمكن تعريفها بأنها المدينة التي تحقق أداء جيداً في جميع هذه المجالات الستة، من خلال تفاعل مشترك بين القطاع الاقتصادي والحوكمة والنقل والبيئة والحياة مع مواطنين يتمتعون بالوعي والاستقلالية.

الجدير بالذكر أن واحة المعرفة مسقط تهدف من خلال تنظيمها لسلسة ندوات العصر الرقمي التي تم تصميمها خصيصا لرجال الأعمال، والأكاديميين، ومديري تطوير المعرفة والأعمال، ومديري التسويق، والمهندسين، ومديري العموم، ووسائل الإعلام، والطلبة إلى تجميع المؤسسات الناشئة في مجال تقنية المعلومات والاتصالات إلى جانب القطاع الخاص الرقمي العماني والاحتفاء بها وتقديم المساندة اللازمة له، حيث تتميز هذه الندوات بأنها تجمع التنوع، والابتكار والإجادة لكافة المعنيين ضمن الأنشطة الرقمية عالية التقنية، وذلك من أجل تشجيع المشاركة والنمو والابتكار، بالإضافة إلى أنها تمكّن الأفراد والشركات، من الحصول على الكثير من المزايا الإيجابية كتعلم المهارات والتقنيات الحديثة للتواصل وتطوير العلاقات الجديدة من خلال تركيزها على المشاركة والاستيعاب، وكذلك بصفتها قاعدة ملائمة لتبادل الأفكار والمعلومات التي تساهم في البدء والعمل على إيجاد مشاريع ناجحة في العوالم الافتراضية.