864692
864692
تقارير

قطاع الطيران ينتظر عاما مليئا بالعائدات والأرباح في 2017

11 ديسمبر 2016
11 ديسمبر 2016

864637

مع إجمالي إيرادات 736 مليار دولار أمريكي -

«عمان »: أعلن الاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA) عن توقعاته بوصول صافي أرباح قطاع الطيران العالمي في عام 2017 إلى 29.8 مليار دولار أمريكي مع إجمالي إيرادات من 736 مليار دولار أمريكي بما يمثل 4.1% كهامش صافي الربح. وستكون هذه السنة هي الثالثة على التوالي (والثالثة في تاريخ هذا القطاع) التي ستحقق شركات الطيران عائدا على رأس المال المستثمر يبلغ (7.9%) وهو أعلى من متوسط التكلفة المرجح لرأس المال الذي يبلغ (6.9%).

وكان الاتحاد الدولي للنقل الجوي قد خفّض قليلًا من توقعاته فيما يتعلق بأرباح قطاع الطيران في عام 2016 ليصل إلى 35.6 مليار دولار أمريكي (من توقع يونيو الذي بلغ 39.4 مليار دولار أمريكي) وذلك نتيجةً لتباطؤ نمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي وارتفاع التكاليف. وعلى الرغم من ذلك، ستبقى هذه التوقعات هي أعلى ربح مطلق يحققه قطاع الطيران وأعلى هامش ربح صافٍ (5.1%).

وتعليقا على ذلك، قال ألكسندر دو جونياك، المدير العام والرئيس التنفيذي، الاتحاد الدولي للنقل الجوي: «يستمر قطاع الطيران في تحقيق نتائج مذهلة، ونتوقع في هذا العام أن نحقق أرباحًا صافيةً قياسيةً تصل إلى 35.6 مليار دولار أمريكي. وعلى الرغم من صعوبة الظروف التي يواجهها الطيران في عام 2017 نتيجة لارتفاع أسعار النفط، إلا أننا نتوقع أن يحقق أرباحا تصل إلى 29.8 مليار دولار أمريكي. ويعدّ هذا تباطؤًا اقتصاديًا مريحًا وآمنًا ضمن المجال المربح.

لقد كانت هذه السنوات الثلاث هي الأفضل في تاريخ قطاع الطيران بصرف النظر عن العديد من الحالات المتأرجحة التي نشهدها. لا تزال المخاطر كثيرة بما فيها السياسية والاقتصادية والأمنية، وتبقى السيطرة على التكاليف معركة مستمرة في قطاعنا شديد التنافسية».

وأضاف: «يتوجب علينا أن نأخذ هذا الأمر في الحسبان. تحــــقيق قطاع الطيران للأرباح يعني كسب مبالغ تفوق كلفة رأس المال. بالنسبة لغالبية مجالات العمل الأخرى يعتبر ذلك مستوىً طبيعيا من العوائد للمستثمرين. ولكن تحقيق ثلاث سنوات من الأرباح المستدامة هو سابقة في قطاع الطـــــيران، وقد نجحنا في تحقيق المزيد من المرونة في القطاع بعد العمل المضني لسنوات عديدة في إعادة هيكلة وهندسة القطاع. ينبغي علينا أن ندرك أيضا أن الأرباح غير موزعة بالتساوي، حيث يتركز أعلى أداء في أمريكا الشمالية».

2017

في حين كان من المتوقع أن تشهد دورة أرباح قطاع الطيران ذروتها في عام 2016 وتحقق 35.6 مليار دولار أمريكي، من المتوقع أن تشهد هذه الأرباح تباطؤًا في النمو في عام 2017 وتحقق صافي أرباح يبلغ 29.8 مليار دولار أمريكي.

ومن المتوقع أن يكون عام 2017 هو العام الثامن على التوالي من الأرباح الإجمالية لقطاع الطيران وهو ما يعكس القدرة المرونة تجاه الصدمات والتي تم إدماجها في هيكلية القطاع. وفي المتوسط تحتفظ شركات الطيران بربح عن كل مسافر تنقله يبلغ 7.54 دولار أمريكي.

ولا شك أن الارتفاع المتوقع في أسعار النفط سيكون له بالغ الأثر على توقعات عام 2017. ففي عام 2016 بلغ متوسط سعر النفط 44.6 دولار أمريكي/‏‏برميل (برنت) ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم ليصل إلى 55.0 دولار أمريكي في عام 2017، وهذا ما سيدفع بأسعار وقود الطائرات للارتفاع أيضًا من 52.1 دولار أمريكي/‏‏برميل في عام 2016 وصولا إلى 64.9 دولار أمريكي/‏‏برميل في عام 2017. ومن المتوقع أن يحتل الوقود نسبة 18.7% من هيكلية تكاليف الطيران في عام 2017، وهو أقل بكثير من آخر ذروة شهدها قطاع الطيران في 2012 و2013 إذ بلغت كلفة الوقود 33.2%.

وسيتناقص تحفيز الطلب الناجم عن انخفاض أسعار النفط تدريجيا في عام 2017، مما سينعكس تباطؤًا على نمو حركة الطيران إلى 5.1% (مقارنةً بـ5.9% في عام 2016). كما تشير التوقعات إلى تباطؤ توسع القدرة الاستيعابية للقطاع إلى 5.6% (مقارنةً بـ6.2% في عام 2016). ومع ذلك، لا يزال النمو في القدرة الاستيعابية للقطاع يفوق ازدياد الطلب وبالتالي سينخفض عامل حمولة الركاب العالمي إلى 79.8% (مقارنةً بـ80.2% في العام).

ومن المتوقع أن يعادل تعزيز نمو الاقتصاد العالمي بطريقةٍ ما التأثير السلبي لعامل الحمولة المنخفض. هذا وتشير التوقعات إلى نمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنسبة 2.5% في عام 2017 (مقارنة بـ2.2% في عام 2016). من المتوقع أن يساعد هذا الأمر في استقرار عوائد قطاعي الشحن والركاب إلى جانب التغييرات الهيكلية في قطاع الطيران، وهذا تطور مرحب به مع انخفاض العائدات (المحسوبة بالدولار) سنويًا منذ عام 2012.

ويبرز بعض التفاؤل بشأن آفاق قطاع الشحن في عام 2017، حيث ستشهد الفجوة في انخفاض العوائد وتنامي الطلب المعتدل (3.5%) ارتفاعا في كميات الشحن لتصل إلى معدل غير مسبوق من 55.7 مليون طن (مقارنةً بـ53.9 مليون طن في عام 2016). من المتوقع أن تشهد عوائد القطاع ارتفاعا طفيفا وصولا إلى 49.4 مليار دولار أمريكي (لا تزال أقل بكثير من مستوى العوائد السنوية المحققة في 2010-2014 والذي بلغ 60 مليار دولار أمريكي)، إلا أن ذلك مبرر كون الظروف التجارية لا تزال صعبة.

وتعليقًا على ذلك، قال دو جونياك: «يواصل القطاع تحقيقه لأرقام قياسية جديدة، إذ نتوقع نقل ما يقارب 4 مليارات مسافر وشحن 55.7 مليون طن من البضائع في السنوات المقبلة. يتم إنفاق 1% تقريبًا من الناتج المحلي الإجمالي العالمي على قطاع النقل الجوي أي ما يعادل 769 مليار دولار أمريكي تقريبا. لقد وفر قطاع الطيران للعالم فرصة التواصل أكثر من ذي قبل وهو ميّسر أعمال بالغ الأهمية في الاقتصاد العالمي».

«وعلى الرغم من ذلك، لا تقدم الحكومات التسهيلات الكافية للطيران. فقد تضخمت كلفة الضرائب العالمية لتصل إلى 123 مليار دولار أمريكي ووضعت 60% من البلدان حواجز لتأشيرات السفر فيما تجاوز عدد الضرائب الإجمالية على بطاقات الطيران 230 ضريبة. تهدر مليارات الدولارات كتكاليف مباشرة وهدر للإنتاجية بسبب البنية الأساسية ضعيفة الكفاءة. وليست هذه سوى بعض العقبات التي تواجه شركات الطيران. نهدف للعمل سويةً لمساعدة الحكومات لتدرك الواقع بشكل أفضل وتحقق أكبر قدر من الفوائد الاقتصادية والاجتماعية من شبكة الخطوط الجوية العالمية الفعالة».

التحليل الإقليمي لعام 2017

الناقلات الجوية في أمريكا الشمالية: تسجل الناقلات الجوية في أمريكا الشمالية أعلى أداء مالي، حيث سيحقق صافي الأرباح بعد اقتطاع الضرائب أعلى مستوياته بمبلغ 18.1 مليار دولار أمريكي في العام المقبل وهو أقل بقليل من مبلغ 20.3 مليار دولار أمريكي الذي كان متوقعا تحقيقه في عام 2016.

ومن المتوقع أن يكون هامش الربح للناقلات الجوية في المنطقة الأقوى إذ يبلغ 8.5% مع معدل ربح يبلغ 19.58 دولار أمريكي للمسافر الواحد. كما تشير توقعات عام 2017 إلى نمو القدرة الاستيعابية للناقلات الجوية في المنطقة بمعدل 2.6% متجاوزا بشكل طفيف نمو الطلب المتوقع الذي يبلغ 2.5%. ويستمر العمل على توحيد الجهود لتعزيز الربحية القوية في المنطقة على الرغم من الضغوط التي تواجهها المنطقة والمرتبطة بزيادة التكاليف بما في ذلك ارتفاع أسعار النفط.

الناقلات الجوية الأوروبية

من المتوقع أن تحقق شركات الطيران التي تتخذ من أوروبا مقرًا لها إجمالي صافي ربح يبلغ 5.6 مليار دولار أمريكي في عام 2017 وهو أقل من 7.5 مليار دولار أمريكي في عام 2016. وعلى الرغم من ذلك، من المتوقع أن تحقق الناقلات الجوية معدل 2.9% هامش ربح صافي ومعدل ربح من 5.65 دولار أمريكي للمسافر. لا تزال الفجوة كبيرة بين أداء الناقلات في المنطقة وتلك الموجودة في أمريكا الشمالية. ومن المتوقع أن تشهد القدرة الاستيعابية في عام 2017 نموًا بمعدل 4.3% متجاوزةً نمو الطلب المتوقع أن يبلغ 4.0%. ترزح المنطقة تحت ضغط المنافسة الشديدة والمعوقات الكثيرة المتمثلة بارتفاع التكاليف والقوانين المرهقة والضرائب المرتفعة. كما تشكل التهديدات الإرهابية خطرا حقيقا حتى بعد عودة الثقة تدريجيا إثر الأحداث المأساوية في الآونة الأخيرة.

الناقلات الجوية في منطقة آسيا والمحيط الهادي

من المتوقع أن تحقق شركات الطيران في منطقة آسيا والمحيط الهادئ صافي ربح يبلغ 6.3 مليار دولار أمريكي في عام 2017 (مقارنةً بـ7.3 مليار دولار أمريكي في عام 2016) مع هامش صافٍ يبلغ 2.9%. فيما يبلغ معدل الربح المتوقع 4.44 دولار أمريكي للمسافر. كما تشير التوقعات إلى نمو القدرة الاستيعابية للناقلات الجوية في المنطقة بمعدل 7.6% متجاوزةً نمو الطلب المتوقع أن يبلغ 7.0%. ومن المتوقع أن يسهم تعزيز أداء الشحن في تخفيف وطأة ارتفاع أسعار النفط بالنسبة للعديد من شركات الطيران في المنطقة. يعزز التوسع في شركات الطيران الحديثة والتحرر المستمر في المنطقة المنافسة القوية التي تشهدها المنطقة، وبالإضافة إلى ذلك فإن الربحية تختلف بشكلٍ واسع بين مختلف أرجاء المنطقة.

الناقلات الجوية في الشرق الأوسط

من المتوقع أن تحقق شركات الطيران في الشرق الأوسط صافي ربح من 0.3 مليار دولار أمريكي مع هامش صافي من 0.5% ومعدل ربح يبلغ 1.56 دولار أمريكي للمسافر وذلك بانخفاض عن 900 مليون دولار أمريكي الذي كان متوقعا تحقيقه في عام 2016. يعدّ متوسط العوائد للناقلات الجوية في المنطقة منخفضًا، ولكن تقابله تكاليف وحدة منخفضة مدفوعة جزئيا بالتوسع القوي للقدرة الاستيعابية والتي تشير التوقعات إلى وصولها نسبة 10.1% لهذا العام متجاوزةً نمو الطلب المتوقع من 9.0%. تلقي التهديدات بظلالها على نجاح الناقلات الخليجية بما فيها زيادة رسوم المطارات في جميع أنحاء دول الخليج وتزايد تأخيرات إدارة الحركة الجوية.

الناقلات الجوية في أمريكا اللاتينية

من المتوقع أن تحقق شركات الطيران في أمريكا اللاتينية صافي ربح يبلغ 200 مليون دولار أمريكي، وهو أقل من 300 مليون دولار الذي كان متوقعا تحقيقه في عام 2016. ويبلغ معدل الربح المرتقب 0.76 دولار أمريكي للمسافر مع هامش ربح صافي من 0.7%. كما تشير التوقعات إلى نمو القدرة الاستيعابية للناقلات الجوية في المنطقة بنسبة 4.8% متجاوزةً نمو الطلب المرتقب من 4.0%. وعلى الرغم من التحسن الملحوظ الذي تشهده المنطقة في العملات والآفاق الاقتصادية، لا تزال ظروف التشغيل صعبة مع قصور البنية الأساسية والضرائب المرتفعة والعبء التنظيمي المتزايد في جميع أنحاء القارة. وتواصل فنزويلا حجبها ما يقارب 3.8 مليار دولار أمريكي من أموال القطاع في مخالفةٍ للالتزامات الدولية.

الناقلات الجوية الإفريقية

من المتوقع أن تقدم الناقلات الإفريقية أضعــــف أداء مالي مع خسارة صافية من 800 مليون دولار أمريكي (دون تغيير يذكر عن عام 2016). مــــــع كل مسافر، يخسر القطاع مبلغ 9.97 دولار أمريكي كمعدل وسطي. ومن المتوقع أن تشهد القدرة الاستيعابية في عام 2017 نموًا بمعدل 4.7% متجاوزةً نمو الطلب المتوقع أن يبلغ 4.5%. يعزى الأداء الضعيف للمنطقة إلى الصراع الإقليمي وتأثير انخفاض أسعار السلع الأساسية.

2016

سيكون عام 2016 عامًا قياسيًا للربحية التي يسجلها القطاع، إذ يتجاوز صافي الربح المتوقع والبالغ 35.6 مليار دولار أمريكي بشكلٍ طفيف صافي الربح المسجل في عام 2015 والذي بلغ 35.3 مليار دولار أمريكي فضلا عن تحقيق هامش ربح صافٍ من 5.1% (مقارنةً بـ4.9% في عام 2015).

وتعود الفروقات البسيطة عن التوقعات السابقة بشكل كبير إلى عاملين أساسيين:

* تباطؤ نمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي: إذ بلغ 2.2% وهو أقل من التوقعات نصف السنوية لمعدل النمو والبالغ 2.3%.

* ارتفاع التكاليف غير النفطية للوحدة بنسبة 2.0% في عام 2016.