صحافة

القدس : الشعارات وحدها لن تردع إسرائيل

09 ديسمبر 2016
09 ديسمبر 2016

في زاوية حديث القدس كتبت الصحيفة مقالا بعنوان: الشعارات وحدها لن تردع إسرائيل !!،جاء فيه:

الحكومة اليمينية الإسرائيلية برئاسة نتانياهو تقابل بشكل تصعيدي، اليد الفلسطينية الممدودة للسلام العادل والدائم والشامل وتوجهات المجتمع الدولي والقوى الحريصة على الأمن والاستقرار وتحقيق السلام في المنطقة، بمزيد من خطط البناء الاستيطاني والتشريعات المتطرفة التي تستهدف الفلسطينيين وحقوقهم وأراضيهم ومزيد من حملات الدهم والاعتقال والتحريض ضد الشعب الفلسطيني وقيادته وهو ما يدعو الى التساؤل: ما الذي تريده هذه الحكومة ؟ وما هي طبيعة الرد الممكن والمشروع على ما يمارسه الاحتلال من انتهاكات يومية متواصلة بعضها يمكن توصيفه على انه جرائم حرب كما تؤكد الكثير من المنظمات الحقوقية ؟!.

وإذا كان وزير التربية والتعليم الإسرائيلي المتطرف نفتالي بينيت يدعو علنا إلى ضم الأراضي المحتلة وفرض السيادة الإسرائيلية عليها ويتفاخر بمشروع القانون الذي صادقت عليه الكنيست لمصادرة المزيد من الأراضي الفلسطينية وشرعنة الاستيطان، إذا كان هذا الوزير هو الذي يقف على رأس الجهاز التربوي التعليمي الذي يفترض انه يربي ويعلم التلاميذ الإسرائيليين، فكيف يمكن لإسرائيل ان تتشدق بما تسميه التحريض الفلسطيني في المناهج التعليمية ووزير تعليمها أكبر محرض على نسف جهود السلام وانتهاك القانون الدولي وسلب الأراضي الفلسطينية وشرعنة الاحتلال بما يتناقض مع إرادة المجتمع الدولي، وكافة القرارات والقوانين والمواثيق الدولية ؟ إن ما يجب أن يقال هنا إن شعبنا يقف اليوم أمام منعطف حاسم في تاريخ قضيته وأمام تحديات جسام أقلّها محاولة هذه الحكومة اليمينية إعادتنا إلى المربع الأول والى مرحلة ما قبل الاعتراف الإسرائيلي بمنظمة التحرير ومقولات «إسرائيل الكبرى» و«عدم وجود شعب فلسطيني»...الخ وهو ما يفترض ردودا فلسطينية بمستوى جسامة هذا التحدي سواء من منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد لشعبنا أو من قبل السلطة الوطنية، رئاسة وحكومة وفصائل وقوى وطنية، ولا يعقل ان تتواصل ردود الفعل السابقة التي ثبت عدم جدواها في وقف الاستيطان او تهويد القدس او الاعتداءات اليومية من أبناء شعبنا أو التنكر للحقوق الفلسطينية المشروعة.

المطلوب اليوم في مواجهة نتانياهو الذي يرفض كل جهود ومبادرات السلام ويوغل في التطرف والتنافس في هذا التطرف مع عتاه اليمين الإسرائيلي أمثال بينيت وغيره، المطلوب هو موقف جاد قادر على رفع الصوت الفلسطيني للعالم أجمع وفي مواجهة إسرائيل بما بوجه رسالة واضحة : شعبنا لن يخضع ولن يركع ، ويتمسك بكامل حقوقه الثابتة والمشروعة بما في ذلك النضال المشروع من أجل إنهاء هذا الاحتلال البغيض.

رسالة تؤكد أن كل من يراهن على تكريس الوضع الراهن أو يراهن على إمكانية سكوت الشعب الفلسطيني على كل هذا الظلم، هو واهم وان شعبنا لا يمكن أن يعدم الوسيلة دفاعا عن وجوده وحقوقه، وان الاتفاقيات التي داستها إسرائيل منذ وقت طويل ونسفت كل مضامينها لا يمكن أن تشكل عقبة أمام صوت إرادة الحرية والدفاع عن حق شعبنا في وطن حر مستقل ودولة ذات سيادة.

حان الوقت، بعد عقد المؤتمر السابع لفتح، وفي الوقت الذي تحتفل فيه عدة فصائل بمناسبات الذكرى لانطلاقاتها أن يدرك الجميع أن الشعارات وحدها أو بيانات الشجب والاستنكار وحدها أو لغة التهديد والوعيد ليست كافية وان الاختبار الأكبر لمصداقية كل هؤلاء هو في إنهاء الانقسام أولا ووضع استراتيجية واحدة والانطلاق بصوت واحد وأسلوب عمل واحد ورسالة واحدة سواء في مواجهة الاحتلال أو في الحديث للمجتمع الدولي.