860324
860324
العرب والعالم

واشنطن تتراجع عن التفاوض مع موسكو حول حلب

06 ديسمبر 2016
06 ديسمبر 2016

الجيش السوري يقترب من قلعة حلب -

دمشق - «عمان» - بسام جميدة - وكالات:

واصل الجيش الحكومي السوري والقوى الحليفة له تقدمهم داخل الأحياء الشرقية لمدينة حلب، وسيطروا تماما على حي الشعار بعد أن استعادوا حي قاضي عسكر، أفاد مصدر عسكري لـ«$» أن الجيش السوري دخل حي المواصلات جنوب حي الشعار وسيطر على الكراج الشرقي والخانات ومبنى المواصلات وتواصل التقدم هناك، واستعاد السيطرة على حي الشعار شرق حلب، كما استهدف المسلّحين داخل حي الشيخ لطفي بعد رصد تحرّكهم وأن الجيش بات على مسافة 800 متر من قلعة حلب، وهو يواصل تقدّمه تجاهها بعد استعادته تلّة الشرطة في حين حاول المسلّحون الانسحاب من حي النيرب باتّجاه الجهة الجنوبية من الأحياء الشرقية لحلب، وتمكن الجيش من تأمين طريق مطار حلب الدولي، واستهدف بشكل مكثّف مواقع المسلّحين في حي الشيخ سعيد، كما استهدف طريق انسحابهم من الحي.

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان «المعارض» أن قوات الجيش وحلفاءها تمكنت من استعادة السيطرة على حي قاضي عسكر في شرق حلب بعد ساعات من سيطرتها بالكامل على أحياء كرم الميسر وكرم القاطرجي وكرم الطحان المجاورين له.

وبحسب المرصد، بات قرابة ثلثي الأحياء الشرقية لمدينة حلب تحت سيطرة قوات الجيش، بعدما كانت المعارضة المسلحة تسيطر منذ عام 2012 عليها.

وبحسب عبدالرحمن، فإن استكمال السيطرة على حي الشعار «يجعل مقاتلي المعارضة محاصرين في جبهة صغيرة تشكل ثلث الأحياء الشرقية»، متوقعا أن تبدأ بعدها قوات الجيش عملية قضم تدريجي للأحياء التي لا تزال تحت سيطرة الفصائل. ومن شأن خسارة حلب أن تشكل نكسة كبيرة، وربما قاضية لمقاتلي المعارضة المسلحة، وفق «أ ف ب».

من جهتها نقلت وكالة «رويترز» عن القيادي في جماعات» استقم كما أمرت» زكريا ملاحفجي: إن القوات الحكومية توغلت في حي الشعار وأنه وقعت اشتباكات خلال الليل ولا تزال مستمرة، في حين ذكر مقاتل من جماعة «نور الدين الزنكي» أن قوات الحكومة حققت تقدماً على عدة جبهات مما وضع ضغوطا على حي الشعار لكن الحي لم يفرض عليه حصار كامل بعد.

لكن قيادياً في جماعة «الجبهة الشامية» قال: إن الشعار سقط بالفعل لأن القوات الحكومية سيطرت على مناطق قريبة تتحكم في مداخلها، وأكد ياسر اليوسف عضو المكتب السياسي في جماعات «الزنكي»، بحسب «أ ف ب» أن «أي اقتراح بخروج مقاتلي الفصائل مرفوض»، موضحاً أن «أجندة الروس القضاء على الثورة في شمال سوريا وهذا لن ينالوه».

وعلى صعيد متصل في الشأن الميداني، تابع المصدر العسكري بقوله إن الطيران الحربي استهدف المسلحين في طريق حرستا عند الموارد المائية بعدة ضربات جوية ومواقع المسلحين على محور جسرين - كفربطنا في الغوطة الشرقية، وحي جوبر بدمشق، وتم استهداف قرية جب الجراح بريف حمص الشرقي بالرشاشات من قبل المسلحين، والجيش يرد على مصادر الإطلاق، وأحبطت وحدة من الجيش محاولة تسلل مجموعة مسلحة إلى إحدى النقاط العسكرية شمال المعهد الفني بالطرف الجنوبي الغربي لحي المنشية بدرعا البلد وقضت على كامل أفراد المجموعة. كما دمرت وحدة أخرى تحصينات المجموعات المسلحة وقتلت وأصابت معظم أفرادها بمحيط معمل الأحذية وبناء كتاكيت بدرعا البلد وفي بلدة النعيمة بريف درعا.

وكشفت مصادر إعلامية في المعارضة السورية المسلحة عن انشقاق عدد من أمراء تنظيم «داعش» الإرهابي في الرقة وهروبهم إلى محافظة إدلب الخاضعة لسيطرة المسلحين. وأوضحت مصادر إعلامية، أن 5 أشخاص من تنظيم «داعش» فروا من مدينة الرقة السورية وقد وصلوا أمس الأول إلى محافظة إدلب، ومن أبرزهم بلال الشواش «أبو ذر التونسي» القائد العسكري السابق لتنظيم «جبهة فتح الشام» و4 أمراء آخرين.

وأكدت المصادر أن بلال الشواش تونسي الجنسية كان قائدا عسكريا لـ«جبهة فتح الشام» (النصرة سابقا) في مدينة الطبقة، إلا أنه انشق مطلع عام 2014، والتحق بتنظيم «داعش» ليعود الآن إلى إدلب.

سياسيا قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف: إن واشنطن أبلغت موسكو بسحب اقتراحاتها السابقة بشأن حلب وبعدم إمكانية بدء المشاورات بهذا الشأن اليوم.

وأشار لافروف في مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام لمجلس أوروبا ثوربيورن ياغلاند في موسكو إلى فشل إقامة «حوار جدي مع الولايات المتحدة بشأن حلب»، قائلا: إن «الجانب الأمريكي يتراجع للمرة الثانية منذ بداية سبتمبر الماضي عن التوصل إلى اتفاق حول تسوية الأزمة في حلب».

وأضاف لافروف: إنه «لا يفهم مَن يتخذ القرارات في واشنطن، مشيرا إلى أن هناك، على ما يبدو، قوى تسعى إلى الإساءة لشخصية جون كيري».

جاء ذلك عقب يوم من إعلان لافروف أنه «من المرجح جدا أن تبدأ المشاورات مع واشنطن بجنيف أمس أو صباح اليوم بهدف وضع آليات خروج كل مقاتلي المعارضة من شرق حلب.

وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري سلم اقتراحاته للجانب الروسي خلال لقائه لافروف في روما يوم الجمعة الماضي، وعلق وزير الخارجية الروسي على تلك الاقتراحات قائلا: إنها تتناسب مع المقاربات الروسية الأساسية بشأن سوريا، في حين رفضت المعارضة السورية الانسحاب من المدينة، متعهدة بمواصلة القتال.

وردا على سؤال حول رفض مسلحي شرق حلب الخروج، أجاب لافروف أن «اقتراح خروج المسلحين ليس مطروحا حاليا، لأن روسيا والولايات المتحدة لم تتوصلا إلى اتفاق بهذا الشأن، مؤكدا أن «المسلحين الرافضين للخروج من شرق حلب سيتم القضاء عليهم».

وحذر وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت، من أن احتمال «تقسيم سوريا»، مشدداً على أن الحل الوحيد للأزمة السورية يتمثل في الحوار السياسي، ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية (ا ف ب) عن ايروليت قوله في مقابلة مع إذاعة «ار اف اي»، «هناك منطق الحرب الإجمالي الذي يسعى للاستيلاء على كل «سوريا المفيدة» التي تشمل غرب سوريا والمنطقة الممتدة من حلب إلى دمشق ومنطقة اللاذقية الساحلية ومدينة حمص، وهذا الوضع المأساوي سيزداد سوءا».

واعتبر ايرولت أن «هذه الفوضى تهدد الاستقرار في المنطقة ولا تسمح بالقضاء على تهديد داعش»، وتحدث الوزير عن جزء «سوريا المفيدة» الذي سيكون تحت سيطرة النظام وحلفائه، والآخر «داعشستان» تحت سيطرة تنظيم داعش، وشدد على أن الحل الوحيد هو إجراء «مفاوضات سياسية»، مؤكدا أن «المسار العسكري يؤدي إلى فوضى دائمة في هذه المنطقة».