858961
858961
العرب والعالم

ترامب ينتقد السياسة العسكرية للصين

05 ديسمبر 2016
05 ديسمبر 2016

ترقب حول تسمية وزير الخارجية الأمريكي القادم -

واشنطن- (أ ف ب): شن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب مرة أخرى هجوما عبر موقع تويتر للتغريدات ضد الصين، مهاجما السياستين العسكرية والنقدية بينما ينتظر الجميع معرفة من سيختار لمنصب وزير الخارجية.

وأكدت كيليان كونواي مساعدة ترامب امس الأول أن ترامب لديه «عدد كبير من الاجتماعات»، حيث يسعى لإنهاء التعيينات في إدارته المقبلة.

وينتظر العالم لمعرفة من سيختار ترامب لمنصب وزير الخارجية لكشف توجه السياسة الخارجية الأمريكية بعد أن يؤدي اليمين الرئاسي في 20 من يناير المقبل.

وبعد العاصفة الجديدة التي أثارتها تغريدات ترامب على تويتر، يبدو أن العلاقات مع الصين ستشهد توترا على إثر اتهامه لبكين بأنها تخفض سعر عملتها من أجل منافسة الشركات الأمريكية بشكل أفضل وبأنها «تبني مجمعا عسكريا ضخما في بحر الصين الجنوبي».

وقال الرئيس الأمريكي المنتخب في تغريدتين «هل سألتنا الصين إن كنا نوافق على خفض عملتها (وهو ما يعقد مهمة شركاتنا في مجال المنافسة) وعلى أن تقوم بفرض ضريبة مرتفعة جدا على موادنا المصدرة إليها (الولايات المتحدة لا تفرض ضرائب عليها) وعلى بنائها مجمعا عسكريا ضخما في بحر الصين الجنوبي؟ لا أظن ذلك!».

وجاءت هذه التصريحات بعد أن كان مقربون من ترامب حاولوا التهدئة إثر غضب عبرت عنه الصين في نهاية الأسبوع جراء مكالمة هاتفية بين الرئيس الأمريكي المنتخب ورئيسة تايوان تساي اينغ وين.

وأكد نائب الرئيس الأمريكي المنتخب مايك بنس امس الأول أن المحادثة الهاتفية بين ترامب ورئيسة تايوان «لا تعدو كونها مجاملة» بادرت إليها رئيسة تايوان لتهنئة ترامب. وسئل بنس عن سياسة «الصين الواحدة»، فقال «سنتعامل مع هذه السياسة بعد 20 يناير» في إشارة الى اليوم الذي يتولى فيه ترامب مهامه.

ولم يسبق لأي رئيس أمريكي فعلي أو منتخب أن تحدث الى رئيس تايواني منذ قطعت واشنطن علاقاتها الدبلوماسية مع تايوان الجزيرة المستقلة بحكم الأمر الواقع العام 1979.

وتعتبر الصين تايوان جزءا من أراضيها في انتظار إعادة التوحيد تحت حكم بكين. وأي خطوة أمريكية يمكن أن توحي بدعم الاستقلال، حتى إطلاق لقب رئيسة على تساي كما فعل ترامب في تغريدة أشار فيها الى المكالمة، تثير غضب السلطات الصينية الشديد.

وأوردت صحيفة واشنطن بوست امس الأول نقلا عن مصادر مطلعة في التخطيط لهذه المكالمة الهاتفية، انه تم التخطيط لأسابيع لإجراء المكالمة بين ترامب ورئيسة تايوان، بهدف إرسال رسالة مفادها حدوث تغيير كبير في سياسات الولايات المتحدة تجاه الصين وتايوان.

وهاجم ترامب الصين مرارا في حملته الانتخابية وتعهد بإعلان الصين كدولة «متلاعبة بالعملة» في أول يوم من رئاسته، ما سيدفع وزارة الخزانة الأمريكية لفتح مفاوضات مع بكين حول الرنمينبي (الاسم الآخر لليوان).

ولدى الصين 1,19 تريليون دولار من سندات الخزينة الأمريكية، ما يعني أن واشنطن سيكون لديها القليل من التأثير. إلا أن الإعلان عن ذلك سيضر بالعلاقات ويعزز امكانية وقوع حرب تجارية.

ولم يتضح حتى الآن إن كان ترامب ينوي تعيين مرشح يملك خبرة دبلوماسية لمنصب وزير الخارجية، بينما طرح اسم عدة مرشحين.

وبرزت في الأسابيع الأخيرة أسماء أربعة مرشحين رئيسيين هم رئيس بلدية نيويورك السابق رودي جولياني، والمرشح السابق للرئاسة ميت رومني، والسفير الأمريكي السابق لدى الأمم المتحدة جون بولتون، والمدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي ايه) ديفيد بترايوس.

وعرضت مقترحات بأسماء جديدة في الأيام الأخيرة. وقالت كيليان كونواي للصحفيين في ترامب تاور في نيويورك «صحيح انه قام بتوسيع البحث»، مؤكدة أنه يجب على المرشح في نهاية المطاف أن يكون مستعدا «لتطبيق والالتزام بسياسة الرئيس المنتخب الخارجية القائمة على أمريكا أولا».

وطرح اسم حاكم ولاية يوتاه السابق وسفير الولايات المتحدة في بكين جون هانتسمان، بحسب سي ان ان، بينما تناقلت تقارير أخرى أن السناتور الجمهوري بوب كروكر والرئيس التنفيذي لشركة ايكسون ريكس تيليرسون هما من المرشحين المحتملين.

واعلن بترايوس امس الأول انه دفع ثمن الأخطاء التي ارتكبها قبل خمس سنوات، وهو مستعد اليوم لتولي وزارة الخارجية في إدارة ترامب، وفي تصريح لشبكة التلفزيون الأمريكية «ايه بي سي» قال الجنرال بترايوس «قبل خمس سنوات ارتكبت خطأ فادحا، واعترفت بذلك، وقدمت اعتذارا عن ذلك، ودفعت الثمن غاليا».

والمعروف عن بترايوس انه عسكري متمرس ساهم كثيرا في تحسين الوضع في العراق بعد العام 2007، وعينه الرئيس باراك اوباما على رأس وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية.

إلا انه أجبر على الاستقالة من منصبه إثر اكتشاف مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) قيامه بنقل معلومات سرية الى عشيقته وكاتبة سيرته باولا برودويل.

وفي أبريل 2015 حكم عليه بالسجن سنتين مع وقف التنفيذ وبدفع غرامة بقيمة 100 ألف دولار، خصوصا لأنه كذب على مكتب التحقيقات الفدرالي وعلى وكالة الاستخبارات المركزية خلال التحقيق.

وأكد بنس، نائب الرئيس المنتخب أن بترايوس «بطل أمريكي ارتكب أخطاء ودفع ثمنها»، مضيفا أن ترامب «سيأخذ كل ذلك في الاعتبار» لدى اتخاذه قراره.

ومع أن الجميع يعترفون بكفاءة وذكاء الجنرال الأمريكي السابق فان صورته اهتزت كثيرا عندما كشف معلومات دفاعية سرية وقدم معلومات كاذبة.