كلمة عمان

اتفاق أوبك لخفض الإنتاج وأهمية الالتزام

03 ديسمبر 2016
03 ديسمبر 2016

ليس من المبالغة في شيء القول بأن كل الدول المنتجة للنفط ، سواء من داخل منظمة الدول المنتجة والمصدرة للنفط « اوبك » او من خارجها ، قد تنفست الصعداء عقب اجتماع فيينا الاخير، الذي شاركت فيه دول اوبك وبعض المنتجين من خارجها ، والتي اتفقت على نسب التخفيض في حجم انتاج اعضاء أوبك من النفط خلال الفترة القادمة ، مع التعويل القوي ايضا على تعاون المنتجين من خارج أوبك ، بالنظر الى ضرورة ذلك لكل الأطراف .

ومع الوضع في الاعتبار ان اسعار النفط في الاسواق العالمية ، استجابت سريعا لقرار اوبك خفض حجم الانتاج ، الا ان التخوف من عدم جدية ، او مماطلة بعض منتجي النفط في الالتزام بنسب التخفيض في الإنتاج ، او في عدم التعاون الجاد من جانب بعض المنتجين من خارج اوبك لسبب او لآخر،هو ما يترك سحابة من عدم اليقين بشأن اتجاه اسعار النفط نحو التحسن النسبي خلال الفترة القادمة . ومع ذلك فان هناك بالفعل ما يمكن ان يراهن الجميع عليه ، وهو المصلحة المشتركة لكل منتجي النفط من داخل أوبك ومن خارجها كذلك ، فمن المعروف ان تحسن اسعار النفط في الاسواق العالمية ، لا يفرق بين منتجين من اوبك او من خارجها ، ومن هنا تحديدا فإنه بعد نحو عامين ونصف العام من الانخفاض الحاد في اسعار النفط في الاسواق العالمية ، والذي بدأ في منتصف عام 2014 ، وبعد الآثار السلبية لذلك ، والتي أضرت بالفعل بكل الدول المنتجة للنفط دون استثناء ، فإنه من الأهمية بمكان ان يتم التزام كل الأطراف ، بما تم التوصل اليه من اتفاق ، والأكثر اهمية من ذلك ان تعود روح التعاون والرغبة في التنسيق بين الدول الأعضاء في اوبك وبين المنتجين من خارجها ، نظرا لأهمية ذلك بالنسبة لكل منتجي النفط .

وعلى الجانب الآخر فان التحسن النسبي لاسعار النفط ، وهو تحسن لايزال محدودا في الواقع ، وان كان سيؤثر بالضرورة على الدول المستهلكة للنفط والمستوردة له ، لأنه يرفع فاتورة استيرادها ثم يؤثر على موازناتها ، الا انه من المعروف ان السعر العادل للنفط في الاسواق العالمية يفيد كلا من المنتجين والمستوردين ايضا ، والكثيرين يرون السعر العادل في حدود 60 دولارا للبرميل ، او نحو ذلك ، لأن سعر المائة دولار لبرميل النفط تظل بعيدة ، ربما لسنوات قادمة . وعلى ذلك فان التعاون والتفاهم المتبادل بين المنتجين والمستهلكين للنفط هو مسألة مفيدة وتصب في صالح استقرار اسواق النفط ، التي ينبغي الحرص على عدم الدفع بها نحو التذبذب او عدم الاستقرار او التقلب السريع ، لأن ذلك يضر في الواقع بكل الاطراف ، منتجين ومستهلكين ايضا . وعلى أية حال فان الايام وربما الاسابيع القليلة القادمة ستلقي الكثير من الضوء حول اتجاه اسعار النفط خلال العام القادم على الاقل ، وسيتأثر ذلك بالطبع بمدى التعاون والتنسيق بين المنتجين .