أعمدة

لقاء الاسبوع: ما بين 30 إلى 40 مصليا

01 ديسمبر 2016
01 ديسمبر 2016

سيف بن سالم الفضيلي -

كنت في رحلة وأسرتي لمحافظة مسقط، في الأسبوع الأول من إحدى مساءات نوفمبر المجيد، وبعد تشاور مع والدتي -أطال الله في عمرها مع الصحة والعافية وسلامة الدين- التي كانت ترافقنا قررنا أن نؤدي صلاة العشاء في جامع السلطان قابوس الأكبر بولاية بوشر، ذلك الصرح الشامخ المهيب الذي يتربع على مساحة شاسعة من الأرض ذات التقسيم والتصميم المنفرد.

وقد استوقفني عدد المصلين الذين أدوا فريضة العشاء في تلك الليلة «السبت» التي سيصبح بعدها يوم مباشرة العمل في كافة القطاعات الحكومية والخاصة، لقد كان عدد المصلين لا يتجاوز الأربعين مصليا إن لم يكن أقل من ذلك، فأخذتني الدهشة أنه مع وجود هذا الصرح المبارك وقربه من الشارع العام الذي يسلكه عدد كبير من الناس يكون عدد المصلين فيه لا يتعدى أربعين مصليا.

وقد جال بي التفكير إلى البحث عن أمور قد تكون سببا في وجود هذا العدد القليل من المصلين في تلك اليوم (حسب تقديري)، ولا أعلم هل هذا العدد هو نفسه في باقي أيام الأسبوع عدا صلاة الجمعة؟، وقد يكون ما فكرت فيه من الأسباب التي أدت إلى قلة عدد المصلين في أكبر جامع صمم ليتسع لأكثر من 15 ألف مصل، بذل فيه مولانا -حفظه الله- ما بذله ليكون صرحا عملاقا ومركزا للتفاعل مع روح الإسلام دينا وعلما وحضارة وثقافة (حيث أصدر حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم تعليماته السامية في عام 1412هـ /‏‏1992م، بإنشاء أكبر جامع في السلطنة، ألا وهو جامع السلطان قابوس الأكبر)، قد يكون من أربعة أمور، (أولها: قلة المحاضرات والدروس والمسابقات وغيرها من الأنشطة التي من أجلها أسس هذا الصرح، وهي وسيلة لجذب الناس لتتفقه في دينها وتستفيد من كل جديد في الجانب الثقافي والمعرفي وما يستجد من مسائل فقهية في عالمنا المعاصر الذي يشهد تطورًا كبيرًا ومتسارعًا في شتى المجالات، وبلادنا والحمد لله مليئة بمشايخ العلم والأساتذة والأكاديميين والمثقفين الذين يستطيعون تقديم المادة الصحيحة وبأساليب معاصرة بعيدة عن كل غلو وتطرف وتشدد، ونستغني بها عن كل ما قد يُصدّر إلينا من أفكار تأتي من الخارج، وثانيها: عدم وجود جسر يربط الشارع العام بمواقف الجامع مباشرة حيث يضطر الراغب في أداء الصلاة فيه إلى أن يقطع الإشارات مع وجود زحمة شديدة خاصة في فترة الظهر والعصر والمغرب والعشاء نظرا لأن الطرق المؤدية إليه هي نفسها المؤدية إلى غلا الصناعية والمستشفى السلطاني، ما يجعله يتردد في الذهاب في ذلكم الطريق حتى لا يضيع وقته الذي قد يصل إلى نصف ساعة، وثالثها: قد يكون بسبب عدم وجود إمامان مرابطان في الجامع في حال تعرض أحدهما لوعكة صحية كتلك التي تؤثر على الصوت أثناء التلاوة، ورابعها: قد يكون في عدم استقامة الصفوف أثناء أداء صلاة الجماعة لعدم وجود خطوط تستقيم من خلالها الصفوف والبدائل الحديثة الآن متوفرة قد يكون من بينها استخدام أشعة الليزر تسلط من الأعلى تساعد على استقامة الصفوف ليحافظ على عدم التأثير على جماليات السجادة التي عمر بها الجامع المبارك).

لينظر المشرفون على أمر جامع السلطان قابوس الأكبر في هذا الأمر ويتعرفوا على الأسباب التي قد تكون سببًا في قلة المصلين.

نسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن ينشرون الخير تذكيرًا به وطمعًا في رضاه وتوفيقه إنه لطيف لما يشاء.